في قلب هذا الوطن الصغير جغرافيًا، الكبير بأهله ووعيه، يقف المجتمع الأردني كالسد المنيع أمام كل محاولات الاختراق أو الزعزعة. من يجرؤ أو حتى يفكر بالعبث في أمن الأردن، عليه أن يدرك أن الأرض هنا ترفض الخيانة، وأن كل مواطن هو خفير، وكل بيت هو حاضنة للولاء والانتماء.
الأمن ليس سلعة تُشترى أو تُستورد، بل ثقافة متجذرة في وعي الناس. أجهزة المخابرات الأردنية ليست غريبة عنهم، بل تتكوّن من أبناء هذا الشعب، ممن تربوا على حب الوطن ورفض أي مساس بأمنه. ولهذا، فإن اللعب في المربعات الأمنية أو محاولة زرع الشك والفتنة أشبه بالانتحار.
الأردني بطبيعته لا يثق في التنظيمات الخارجة عن القانون، ويشمّ رائحتها قبل أن تظهر. تربى على أن الأمن خط أحمر، وعلى أن حماية الوطن مسؤولية جماعية لا تنحصر في جهاز أو مؤسسة، بل تبدأ من وعي الطفل وتنضج في حكمة الشيوخ.
ولمن لا يعرف: الأردن ليس بلدًا سهلاً، ومجتمعه ليس هشًا. هنا، كل مواطن حارس، وكل قلب ينبض بحب القيادة والوطن.