في ذاكرة المؤسسة العسكرية الأردنية، تسكن أسماء صنعت المجد بصمت، وكتبت فصولاً من الولاء والانضباط والشرف العسكري. من بين هؤلاء يبرز اسم الفريق الركن المتقاعد هاني محمود عواد حسن العرايضة المناجلة المناصير العبادي، الذي شكّل نموذجًا مميزًا للعسكري المحترف والرجل الوفي لوطنه.
وُلد في نهاية خمسينيات القرن الماضي في وادي الشتاء – قضاء وادي السير، وورث عن والده المجاهد في معارك اللد والرملة عام 1948، وجده القاضي العشائري المختار، أصالة الانتماء وصدق الكلمة وصلابة الموقف.
منذ بداياته، حمل هاني العواد روح القيادة، وارتقى في صفوف القوات المسلحة الأردنية حتى أصبح الرجل الثاني فيها، بعد أن خدم الوطن لأكثر من أربعة عقود، تميز خلالها بالكفاءة، والانضباط، والحضور الميداني والقيادي اللافت.
لم تقتصر خبراته على حدود الأردن، بل كان سفيرًا ميدانيًا للخبرة العسكرية الأردنية في الخارج، حيث عُيّن بين عامي 1995 و1997 مستشارًا وخبيرًا عسكريًا في سلطنة عمان، وترك هناك بصمة بارزة في تطوير منظومة التدريب والتخطيط الاستراتيجي للجيش السلطاني العُماني.
وفي كل مرحلة، أثبت الفريق الركن المناصير أنه قائد من طراز رفيع، لا يعرف المجاملة على حساب المبدأ، ولا يهادن في موقع المسؤولية. جمع بين الصرامة والانضباط، وبين التواضع والإنسانية، فكان قريبًا من رجاله، حاضرًا في الميدان، ومثالًا يُحتذى به.
أحيل إلى التقاعد عام 2016، تاركًا خلفه إرثًا مهنيًا ووطنياً ناصعًا، يُحتفى به في ذاكرة كل من عرفه أو عمل معه. واليوم، وبعد مسيرة حافلة بالعطاء، ما زال الفريق الركن هاني العواد المناصير حاضرًا في وجدان المؤسسة العسكرية الأردنية، وصوتًا للحكمة والخبرة والوفاء للوطن.
إنه واحد من أولئك الرجال الذين لا تُقاس إنجازاتهم بعدد السنوات، بل بحجم الأثر، وصدق الانتماء، وصفاء السيرة.