رحل المقدم المتقاعد محمد فالح أبو جنيب الفايز، أحد أبرز رجال القوات الخاصة الأردنية، تاركًا وراءه إرثًا مشرفًا في ميادين الشرف العسكري والعمل العشائري، ومثالًا يُحتذى في الانضباط والوطنية.
ولد الفايز في بيئة بدوية أصيلة من قبيلة بني صخر، وتشرب منذ نعومة أظفاره معاني الشجاعة والكرامة، ما أهّله ليكون من أوائل الضباط الذين التحقوا بوحدات النخبة في الجيش العربي الأردني.
رائد المظليين
يُسجَّل للمقدم الفايز أنه أول من ارتدى "البيرية الخمرية"، وأول من نفّذ قفزة مظلية وقفزة حرة في تاريخ القوات المسلحة الأردنية، إذ تجاوز عدد قفزاته الـ300 قفزة، ما جعله من رموز القوات الخاصة.
اجتاز دورة الصاعقة بتفوق، وأسهم في تدريب أجيال من الجنود والضباط، واضعًا أسسًا صلبة لمهارات الاقتحام والقتال في الظروف الخاصة، وكان مثالًا للصرامة والانضباط العسكري.
بعد التقاعد.. حضور وطني وعشائري
لم يتوقف عطاؤه عند حدود الميدان، فقد كان بعد تقاعده وجهًا عشائريًا مرموقًا، يُرجع إليه في القضايا الكبرى، ويُشهد له بالحكمة والرزانة في حل النزاعات، ما أكسبه احترام الجميع من شتى المنابت والأصول.
الوداع الأخير
توفي المقدم محمد فالح أبو جنيب الفايز عام 2016 عن عمر ناهز الثمانين، في حادث سير مؤسف، تاركًا وراءه سيرةً عطرة تُروى في المجالس، ويُفتخر بها في ذاكرة الوطن والعشيرة.
كلمة وفاء
إنّ الحديث عن الفايز ليس استذكارًا لماضٍ جميل فحسب، بل هو إشادة برجل عاش للأردن، وخدمه في أشرس الميادين، وارتقى بمكانة الجندية والعشيرة معًا.