المسرح ليس مجرد خشبة تعج بالحركة والكلمات، بل هو روح تنبض بالمعرفة، ورسالة تصنع الوعي، وجسر يصل بين الأجيال وحلم الأوطان.
إن تفعيل المسرح المدرسي ومسرح الشباب في مدارسنا اليوم لم يعد ترفاً ثقافياً، بل أصبح ضرورة وطنية ومسؤولية مجتمعية، تتطلب منا جميعاً أن نؤمن بأن بناء الإنسان الأردني لا يكتمل إلا ببناء فكره ووجدانه.
فالمسرح الهادف هو السلاح الناعم الذي يزرع الولاء، وينسج في القلوب خيوط الانتماء، ويعزز قيم المواطنة الفاعلة التي تجعل من كل شابٍ وشابة جنوداً أوفياء للوطن وقيادته.
وفي ظل الرعاية الملكية السامية التي يحظى بها قطاع الثقافة من لدن حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه، ندرك أن المسرح لا بد أن يحتل مكانته اللائقة كمنصة حقيقية لتشكيل الهوية الوطنية، وإعلاء صوت الشباب الطموح الذي يحمل على عاتقه أمانة النهوض بالأردن نحو آفاق المجد والازدهار.
لقد أكّد جلالة الملك في العديد من خطاباته أن الشباب هم فرسان التغيير وروّاد المستقبل، داعياً إلى إطلاق طاقاتهم واستثمار إبداعاتهم. ومن هنا، فإن المسرح المدرسي، هو حاضنة خصبة لغرس معاني الولاء للعرش الهاشمي، والإيمان بالثوابت الوطنية، والاعتزاز بالإرث الأردني العظيم.
وإننا، إذ نطالب بتفعيل المسرح في جميع مدارس الوطن، وأن تكون هذه الأعمال المسرحية حاملة لقضايا الوطن، نابضة بحب الأرض، مشبعة بقيم العطاء والصدق، متوشحة بالعلم والعلماء، وممتلئة بالاعتزاز بتاريخ هذا الوطن وقائده الملهم.
إن تفعيل المسرح المدرسي هو الطريق إلى صناعة جيلٍ لا يكتفي بالكلمات، بل يحولها إلى أفعال، وجيلٍ لا يقف عند حدود الحلم، بل يصنع الواقع بعرقه وإصراره، جيلٍ يفتخر أن يقول "أنا أردني... أنا ابن هذا الوطن الأبي... وأنا جنديٌ في ميدان الولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة.
فلنمنح طلابنا خشبة المسرح، ولنفتح لهم نوافذ الإبداع، ولنعلّمهم أن حب الوطن لا يكون بالقول فحسب، بل بالفعل والإخلاص والعطاء اللامحدود. هكذا نبني أردنّنا العزيز، ونصون مسيرته، ونُخلد إرثه الذي رسمته دماء الأحرار، وقيادة الهاشميين الأطهار.