2025-09-01 - الإثنين
فليك: غير راضٍ عن أداء الفريق أمام فاليكانو nayrouz عطية : الدولة المدنية المستندة لقيم الإسلام الضمانة الحقيقية للإصلاح سياسيا واجتماعيا nayrouz أكاديمية من جامعة الزرقاء تنهي زيارة علمية إلى جامعة مانشستر nayrouz رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد القوات المركزية الأميركية nayrouz الأمانة تمدد الخصومات على أسعار "الفضلة" لنهاية العام nayrouz وزارة البيئة تطلق نظام الموافقات والتصاريح البيئية الإلكتروني nayrouz الأردن يعزي أفغانستان بضحايا الزلزال nayrouz إعلان مفاجئ للشركة المالكة للسفينة المستهدفة من قبل مليشيا الحوثي في البحر الأحمر nayrouz زلزال أفغانستان 2025 يحصد مئات الأرواح في ولاية كونار nayrouz العيطان تعقد اجتماعاً مع المدراء المختصين في تربية لواء القويسمة لتعزيز خطة العمل nayrouz تربية المزار الشمالي تطلق حملة التوجيه التقني المهني (BTEC) nayrouz السعودية: توقف 138 موظفًا بتهم الرشوة واستغلال النفوذ الوظيفي nayrouz المصري تترأس اجتماعا لمناقشة الاستعدادات للمشاركة في الاختبار الدولي PIRLS nayrouz تشييع رئيس وزراء مليشيا الحوثي وعدد من وزرائه بعد اغتيالهم بغارة إسرائيلية في صنعاء - أسماء nayrouz بوتين: انضمام أوكرانيا إلى الناتو يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن روسيا nayrouz ترامب يثير جدلاً واسعاً برسالة غامضة : ”العالم سيُدرك قريباً” nayrouz إصابة 16 شخصًا في انفجار مخزن ذخيرة بمدينة مصراتة الليبية nayrouz الصفدي يصل إلى سلوفينيا في زيارة عمل يلتقي خلالها الرئيسة نتاشا بيرتز nayrouz اعتقال حاخام صهيوني للاشتباه بارتكابه جرائم جنسية nayrouz أكيد: 91 إشاعة خلال شهر آب nayrouz
وفيات الأردن اليوم الإثنين 1 أيلول 2025 nayrouz شكر على تعاز من (عشيرة السويلميين) nayrouz رحيل رجل الأعمال الحاج سعود فضيل الخريسات "أبو محمد" nayrouz وفاة العقيد الركن مجدي الصمادي "أبو كرم" nayrouz المجالي ينعى المرحوم الدكتور موسى ابو سويلم nayrouz وفاة الحاج شاتي حمدان فالح الشرعة nayrouz وفيات الأردن اليوم الأحد 31-8-2025 nayrouz وفاة استشاري النسائية والتوليد الدكتور نبيل زقلة nayrouz وفاة الرائد المتقاعد أمجد سليمان العساسفه " ابو مصعب" nayrouz وفيات الأردن اليوم السبت 30-8-2025 nayrouz الحاجه تمام موسى علي الخليل الطيب " ام اشرف" في ذمة الله nayrouz وفاة محمد عماد بني عطا "ابو مصطفى" اثر نوبة قلبية حادة nayrouz عشيرة الديري/الخريشا وآل خير يشكرون الملك وولي العهد على تعازيهم nayrouz وفاة الشاب المهندس هزاع عصام الدباس nayrouz وفاة رائد جمارك عبدالجواد سليم جوهر nayrouz وفاة الاستاذ عبد الحميد ابو السندس "ابو هيثم " nayrouz وفيات الأردن اليوم الجمعة 29-8-2025 nayrouz وفاة الشيخ زيد العثامين البطوش " ابو سرحان" nayrouz وفاة الحاج عبدالعزيز يوسف يعقوب nayrouz شكر على تعازٍ من قبيلة العدوان nayrouz

الهاشميون.. واستقلالٌ كالنخلة: جذورٌ في الأرض وقممٌ في السماء.

{clean_title}
نيروز الإخبارية :




نسيم فريحات


منذُ أن غرسَ المؤسسُ عبد الله الأول بذرةَ الدولةِ في تربةِ التضحيات، وهُمـُـومُ الأمةِ سقياها، حتى أينعتْ شجرةُ الاستقلالِ بسواعدِ الأجدادِ، فجذورُها إرثٌ من الكفاحِ ضد الاستعمارِ، وسعفُها عزيمةٌ لا تعرفُ الانكسار. تسعةٌ وسبعون عامًا والهاشميون يُـزيحونَ الصحراءَ عن وجه التاريخ، لتبقى الاردن في القلبِ غصنًا أخضرَ، والجيشُ العربيُ سندًا للعروبةِ. النخلةُ هنا ليستْ مجردَ رمزٍ للخصوبةِ، بل هي قصيدةٌ تُنشدُ: جذورٌ تتعمقُ بإصلاحاتِ الحسينِ، وقممٌ تعلو برؤيةِ عبد الله الثاني، الذي حوَّلَ التحدياتَ إلى سُلمٍ للفضاءِ والتكنولوجيا. فكما أن النخلةَ تُعطي ظلالها للغريبِ قبل الحبيبِ، ظلَّ الأردنُ ملاذًا لكلِّ مُضطهدٍ، وشاهقًا نحو المجدِ كأنه سعفةٌ تلامسُ عنان السماءِ.
وُلد هذا الوطنُ من رحمِ التحدياتِ كالجوهرةِ التي تُصقلُها يدُ الزمن، فما انثَنَتْ شوكتُه، ولا ارتضى سوى العُلا مَطلبًا. نَشأت رايتُه من نسيجِ التضحياتِ والبطولات، فخيوطُها حُبٌّ مُتدفقٌ، وعزيمةٌ لا تلين، وأنَفَةٌ ترفضُ الانكسار. طَهُورُه كالمسكِ الأصيلِ يعبقُ في أرجاءِ التاريخ، ونقاؤه كالنهرِ الخالدِ الذي يروي ظمأَ الأجيالِ بلا انقطاع. وفاؤه كالعهدِ المحفورِ في الصخر، لا تُذيبُه الأعاصيرُ ولا تُنسيهِ السنين.
قبل تسعةٍ وسبعين عامًا، وفي زمنٍ كانت فيهِ المنطقةُ تُخيمُ عليها غيومُ الاستعمار، انبلجَ فجرُ الاستقلالِ بإرادةِ الأميرِ المؤسسِ عبد الله الأول، الذي رفعَ صرخةَ الحريةِ مدويةً: "لا مكانَ هنا إلّا لأبناءِ الأردن". فطوى بيديهِ صفحةَ الانتدابِ البريطاني، وأسلمَ مقاليدَ الحكمِ لِرِجالٍ عربوا عن حُبِّ الوطنِ، فبنوا بُنيانَ الدولةِ حجرًا حجرًا، من شرقِ النهرِ إلى غربِه، ومن معانَ إلى إربد، حتى غدتْ قلعةً شامخةً تُرعبُ الأعداءَ وتُؤوي الأحرار.

لم تكن الرحلةُ سهلةً، ففي أربعينياتِ القرنِ الماضي، وقفتِ الأردنُ كالفارسِ الواقفِ على ثغرةِ المعركة، تُدافعُ عن عروبةِ فلسطينَ في معركةِ "اللطرون" الخالدة، حيثُ سطّرَ الجيشُ العربيُ أروعَ ملاحمِ البطولة. ثم كانت سنواتُ التأسيسِ العصيبةُ في خمسينياتَ وستينياتَ القرنِ الماضي، حين حوّلَ الملكُ الحسينُ – طيبَ اللهُ ثراه – الصحراءَ إلى واحاتٍ خضراء، والمخيماتِ إلى مدنٍ عامرة، مُرسيًا دعائمَ التعليمِ والصحةِ، ومُحولاً الجيشَ العربيَ إلى سيفٍ مصقولٍ يحمي الثغور.

اليوم، وفي عهدِ الملكِ عبد الله الثاني ابنِ الحسين، تسيرُ الأردنُ على دربِ الأجدادِ بخطىً وَثّابة. فمن "مئويةِ الدولةِ" التي رسمتْ خريطةَ المستقبلِ، إلى "الأردنِ أولاً" التي جعلتِ المواطنَ شريكًا في القرار، وصولاً إلى "مشروعِ القدسِ" الذي حوّلَ الهاشميينَ إلى حراسٍ للقدسِ والمقدسات. لم تترددِ القيادةُ في خوضِ غمارِ الإصلاحِ السياسيِ والاقتصادي، فكانتِ "رؤيةُ 2025" خارطةً نحوَ الاقتصادِ المعرفي.
وما أقسى التحدياتِ التي واجهتها الأردنُ! فمن حروبِ الجوارِ إلى أزماتِ اللجوء، لكنها ظلتْ كالشجرةِ الضاربةِ جذورها في أعماقِ الأرض، تُظلّلُ المحتاجينَ بلا تردد. فها هي تستقبلُ إخوةً من فلسطينَ والعراقِ وسوريا، كأنما تقولُ: "جئتُم إلى أرضِ العُرْبِ جميعًا". وفي الوقتِ ذاته، حافظتْ على أمنها كالدرعِ اللامع، فكانتِ الاستخباراتُ الأردنيةُ سيفًا سلَّهُ اللهُ في وجه الإرهاب.

أما القدسُ، فهي الجرحُ النازفُ في قلبِ كلِّ هاشمي. منذُ أن استشهدَ المؤسسُ على أعتابِ الأقصى، وحتى اليومَ الذي يُشبِهُ فيه الملكُ عبد الله الثاني حارسَ الهويةِ العربيةِ للمدينةِ المقدسة، بإعمارِ المساجدِ ودعمِ المقدسيينَ. فالهاشميونَ لم ينسوا وصيةَ الراحلِ الحسين: "القدسُ ليستْ حجرًا يُشترى، بل هي دينٌ ودمٌ وتاريخ".
وتبقى ذكرى الاستقلالِ دموعًا تتراقى على خدودِ الزمنِ فرحًا، وقلبًا يخفقُ تحتَ عباءةِ الهاشميينَ فخرًا. تسعةٌ وسبعون عامًا تُنيرُ دربَنا شموعُها.. شمعةُ الأميرِ المؤسسِ الذي أضاءَ الظلمةَ، وشمعةُ الحسينِ الذي حوَّلَ الصحراءَ إلى حدائقَ، وشمعةُ عبد الله الثاني الذي جعلَ من التحدياتِ نجومًا تُزهرُ في سماءِ الأردن. يا وطنَ العطاءِ، دمتَ نخلةً تَسْقُطُ عنها السنينُ فتهبُنا رطبًا ألذَّ من العسلِ، ودمتَ قمرًا يُشرقُ في ليلِ المحنِ ليُذكِّرَنا أنَّا أبناءُ أردنِ الكرامةِ. اللهم اجعلْ ذكرانا هذه دعوةً صادقةً: أردنُنا باقٍ.. كالنجمِ في السماءِ، وكالعهدِ في الصخرِ، وكالهُويَّةِ في دمِ الأحفادِ. 
دامَ عزُّكِ يا أردنُ، ودامَ شعبُكِ نبعَ العطاءِ إلى يومِ تُورقُ فيه القدسُ حرّةً، ويُرفعُ فوقَها نداءُ: الله أكبر!"