ففي ساعات الفجر الأولى من يوم الأربعاء 11 يونيو، سيبلغ القمر ذروة اكتماله عند الساعة 07:45 بتوقيت غرينتش، لكن أفضل وقت لمشاهدته سيكون مساء الثلاثاء 10 يونيو عند ظهوره أثناء الغسق.

وما يجعل هذا القمر الكامل حدثا استثنائيا هو كونه أبعد قمر كامل عن الشمس في 2024، والأقرب إلى الأفق هذا العام في النصف الشمالي من الكرة الأرضية. ويرجع السبب في ذلك إلى موقعه الفلكي المعاكس للشمس، حيث يحاكي مسار الشمس في السماء. ومع اقتراب موعد الانقلاب الصيفي في 20-21 يونيو، عندما تبلغ الشمس ذروة ارتفاعها في السماء، يصبح القمر المقابل لها في أدنى نقطة له.

وسيبدأ القمر رحلته في الأفق الجنوبي الشرقي عند الغسق، ثم يتحرك ببطء عبر السماء الجنوبية دون أن يرتفع كثيرا عن الأفق، ليختفي أخيرا في الجنوب الغربي عند الفجر. وهذه الحركة المنخفضة ستجعل القمر يظهر أكبر حجما وأكثر احمرارا بسبب تشتت الضوء في الغلاف الجوي، ما يخلق مشهدا خلابا لهواة التصوير الفلكي.

ومن الظواهر المصاحبة التي تستحق المشاهدة، النجم اللامع "قلب العقرب" (Antares) في كوكبة العقرب الذي سيظهر أعلى يمين القمر. وهذا النجم العملاق الأحمر يبعد عنا نحو 550 سنة ضوئية ويعد أحد ألمع النجوم في سماء الليل.

ويأتي اسم "قمر الفراولة" من تقاليد القبائل الأمريكية الأصلية التي ارتبطت بموعد نضج الفراولة البرية في هذا الوقت من العام. لكن هذه التسمية تختلف بين الثقافات، فبعض الشعوب تطلق عليه اسم "قمر الزهور" أو "قمر الزراعة"، بينما يعرفه آخرون بـ"قمر الذرة الخضراء" أو "قمر الورد".

ومن الناحية الفلكية، سيتميز هذا القمر الكامل بكونه أحد أبعد الأقمار عن الشمس هذا العام، حيث سيبعد عنها نحو 152200 كيلومتر. وهذا البعد ناتج عن وصول الأرض إلى نقطة الأوج (أبعد نقطة في مدارها حول الشمس) في 3 يوليو المقبل.

وتعد هذه الظاهرة فرصة مثالية لعشاق الفلك والمصورين لالتقاط مشاهد ساحرة للقمر وهو يلامس الأفق، مع ما يصاحب ذلك من ألوان ذهبية وحمراء تزيد من جمال المشهد.

وللحصول على أفضل تجربة مشاهدة، ينصح الخبراء بالابتعاد عن أضواء المدن واختيار مواقع مرتفعة ذات أفق مكشوف.

لايف ساينس