امتدت النيران على طول 20 كيلومترًا في منطقة جبل التركمان الساحلية بريف اللاذقية شمال غربي سوريا، منذ اندلاعها يوم الخميس الماضي، مخلفة آلاف الهكتارات من الغابات المتفحمة، وسط تحديات ميدانية معقدة تعيق السيطرة عليها.

وأكد مدير الدفاع المدني في محافظة اللاذقية، عبدالكافي كيال، أن فرق الإطفاء تواجه صعوبات كبيرة بسبب التضاريس الجبلية والرياح القوية، إضافة إلى وجود ألغام أرضية زرعتها أطراف النزاع خلال سنوات الحرب، ما يعرّض فرق الطوارئ للخطر ويبطئ عمليات المكافحة.

وقال وزير الطوارئ السوري رائد الصالح، الأحد، إن الحرائق التي اندلعت في 28 موقعًا التهمت نحو 10 آلاف هكتار من الأشجار الحراجية، واصفًا الوضع بـ"المأساوي". وأشار إلى أن أكثر من 80 فريقاً من الدفاع المدني والجهات الحكومية يشاركون في جهود الإطفاء، إلى جانب فرق من وزارة الزراعة ومؤسسات أخرى.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية من وكالة ناسا أن مساحة الغابات المحترقة تجاوزت 180 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل أكثر من 3% من إجمالي الغطاء الحرجي في سوريا، وفق إحصائيات رسمية لعام 2023.

وأدت الحرائق إلى قطع الطرق ونزوح الآلاف من منازلهم، مع انقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق المتضررة، في وقت تواجه فيه البلاد أزمة مناخية حادة بسبب الجفاف طويل الأمد وانخفاض الأمطار، خصوصًا في الجنوب والشرق.

ونشرت فرق الدفاع المدني السوري على "فيسبوك" إعلانًا عن مشاركة فرق أردنية في عمليات الإطفاء، في استجابة لدعوة التعاون التي أطلقتها السلطات السورية. وأرسلت تركيا أيضًا طائرتين مروحيتين و11 آلية للمساهمة في إخماد النيران.

وفي ظل التوسع المستمر للحرائق، أعلنت وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث عن تشكيل غرفة عمليات ميدانية بالتعاون مع منظمات سورية لتنسيق الجهود، وتوفير المياه والآليات الثقيلة وفرق تطوعية مدربة.

وكان الدفاع المدني السوري قد حذر من خطر انفجار ذخائر غير منفجرة في مناطق الحريق، مما يهدد حياة رجال الإطفاء ويضاعف من تعقيدات المشهد الميداني.

من جهتها، دعت نائبة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، نجاة رشدي، إلى تقديم دعم دولي عاجل لمواجهة الكارثة البيئية في الساحل السوري، في وقت تستمر فيه عمليات الإطفاء دون توقف وسط ظروف مناخية صعبة وغياب المعدات الكافية.