2025-12-25 - الخميس
لوكا زيدان: آمل أن تكون أسرتي سعيدة nayrouz قطعة معدنية تودي بحياة لاعب على أرض ملاعب الدوري البوروندي nayrouz بعثة تجارية إيطالية تزور الأردن شباط المقبل nayrouz بابا الفاتيكان يستنكر بشدة أوضاع الفلسطينيين في غزة nayrouz نعيمات وعلوان والتعمري ضمن قائمة فوربس الشرق الأوسط 30 تحت 30 لعام 2025 nayrouz متحف الدبابات الملكي يستقبل زواره كالمعتاد اليوم وغدًا nayrouz عون: أبعدنا شبح الحرب عن لبنان nayrouz العراق يُجلي مواطنين عالقين في غزّة عبر الأردن nayrouz خريسات يكتب في صمت الرمل تنهض مدينة المشرق عمرة nayrouz الشيخ سعود الخنان الكعابنة يزور يزن النعيمات للاطمئنان على صحته في قطر nayrouz الأرصاد الجوية: طقس بارد ومنخفض جوي يؤثر على الأردن السبت nayrouz تربية جرش تنهي جاهزيتها الكاملة لعقد امتحانات الثانوية العامة للدورة التكميلية nayrouz عبيدات يكتب المسيحيون في الاردن والعالم العربي كل عام وانتم بخير nayrouz المعايطة: أعياد الميلاد المجيدة تمثّل صورة حضارية مشرقة للتعايش والوئام الديني وتبرز الاردن كوجهة روحية عالمية nayrouz نقيب الألبسة: استعدادات كبيرة لموسم كأس العالم عبر تصميمات مبتكرة لمنتخب النشامى nayrouz بتهنئة المسيحيين .. الوزيران السابقان عربيات وداوود يُحرجان دعاة الكراهية ويعيدان تصويب البوصلة الدينية والوطنية nayrouz وزارة التربية: 300 دينار رسوم فصلية للطلبة غير الأردنيين اعتباراً من 2026 nayrouz ما هو جبل باشان الذي استخدمه الهجري بدل السويداء ؟ nayrouz مدير تنشيط السياحة: أعياد الميلاد تمثل صورة حضارية مشرقة للعيش المشترك والوئام الديني nayrouz شهيدان في غارة إسرائيلية شرقي لبنان nayrouz
وفيات الأردن اليوم الخميس 25-12-2025 nayrouz رئيس جامعة العقبة للتكنولوجيا ينعى وفاة الزميل المهندس محمد العمايرة nayrouz الحديدي يعزي بوفاة العقيد المتقاعد حامد محمد الخليفات nayrouz الموت يغيب الممثل القدير والمخرج الفلسطيني محمد بكري nayrouz وفاة الشاب محمد العمايرة في حادث سير بالعقبة nayrouz شكر على تعاز من عائلة الناصر / خضير/ بني صخر. nayrouz فرج عبد الرحيم الفرج أبو رمان "أبو محمد " في ذمة الله nayrouz وفيات اليوم الاربعاء الموافق 24-12-2025 nayrouz وفاة الحاجة فضية زوجة المرحوم علي عافي الفريوان الجبور nayrouz مرزوق أمين الخوالدة يرثي خالته nayrouz وفاة الحاج مخلد سليمان الجبور nayrouz وفاة والدة معالي الدكتور ياسين الخياط nayrouz وفاة الحاجة رسمية عبدالله مفلح ارشيد الطيب "ام رائد" nayrouz وفيات الأردن اليوم الثلاثاء 23-12-2025 nayrouz الخريشا تشكر الملك وولي العهد على تعازيهم بوفاة المهندس راشد بدر الخريشا nayrouz شكر على تعاز nayrouz وفاة الحاجة عطفة محمد البشير الغزاوي (( ام ايمن )) nayrouz تعزية لرئيس لجنة بلدية حوض الديسة بالإنابة بوفاة عمه هارون الزوايدة nayrouz لفتة وفاء وأخوة.. متقاعدو الإعلام العسكري يعزّون بوفاة الشاب عامر سعود الناصر الخضير nayrouz وفيات الأردن اليوم الإثنين 22-12-2025 nayrouz

موسى عمار: صوت الإعلام ووجه الدراما ولسان الدوبلاج

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

كان الصوت عنده أكثر من وسيلة تواصل، كان رسالة. وكان الميكروفون في يده ليس مجرد أداة، بل منبرًا يبني الوعي، ويصوغ المشاعر، ويرافق الناس في بيوتهم ومشاويرهم وحكاياتهم. أما الكاميرا، فكانت شاهدة على حضوره في الدراما، صوته في الدوبلاج، وملامحه التي اكتملت بالأداء لا بالمظهر وحده.
 
الدكتور موسى عمار لم يكن مجرد مذيع، ولا مجرد ممثل، ولا فنان أصوات عابر. لقد كان ثلاثيّ الحضور: إعلاميًا رصينًا، ممثلًا متمكنًا، ومؤديًا صوتيًا طبع ذاكرة جيل كامل من الأطفال والكبار على حد سواء.
 
وُلد الدكتور موسى عمار في الخامس والعشرين من كانون الأول عام 1945، ونشأ في بيئة متواضعة ولكنها مثقفة ومنفتحة على القضايا الوطنية والهمّ العام. منذ بواكير طفولته، أبدى شغفًا واضحًا بالصوت والإلقاء، وكان ذلك مقدمةً لمسار مهني طويل ومتنوع، ابتدأه بالإذاعة لكنه ما لبث أن امتد إلى المسرح والدراما والتلفزيون والدوبلاج.
 
نال الدكتور موسى عمار درجة الدكتوراه في الإعلام، ليكون من أوائل المذيعين الأردنيين الذين جمعوا بين التخصص الأكاديمي والممارسة المهنية الطويلة. وقد شكّل هذا المزيج ركيزة لرؤية إعلامية ناضجة عبّر عنها في برامجه وأعماله وكتاباته.
 
بدأ مشواره الإذاعي رسميًا عام 1974 من خلال الإذاعة الأردنية، وسرعان ما أصبح صوته مألوفًا في آذان المستمعين لما اتسم به من صفاء في النبرة، وصدق في الأداء، وحرفية عالية في ضبط الإيقاع والوجدان. لم يكن مجرد قارئ أخبار أو مقدم برامج، بل صاحب أسلوب واضح يُدرّس، يحمل بين طبقاته ثقل المضمون، وأناقة اللغة، وتوازن العاطفة.
 
قدّم موسى عمار برامج إذاعية رائدة رسّخت مكانته بين أبرز الأصوات الإذاعية، من أهمها برنامج "البث المباشر" الذي امتد لأربعة عشر عامًا (1974–1988)، وكان من أوائل التجارب في هذا النوع من البرامج في الأردن، حيث اعتمد على التفاعل المباشر مع المستمعين، ما جعله حلقة وصل حية بين الناس والمؤسسة الإعلامية.
 
ومن أبرز برامجه الأخرى، برنامج "جيشنا العربي" الذي استمر لأكثر من اثنين وعشرين عامًا، وكان يتناول القضايا العسكرية والوطنية بلغة مؤثرة وعميقة. أما برنامجه الرياضي الشهير "عالم جيليت"، فقد استمر ثمانية عشر عامًا، وبرز فيه كمحلل ومعلّق رياضي بأسلوب خاص جمع بين المعرفة والبهجة والإثارة.
 
تولّى الدكتور موسى عمار مهام إدارية ومهنية رفيعة في الإذاعة الأردنية، منها: رئيس قسم الإخراج، مدير التنفيذ، كبير المخرجين، وأخيرًا مدير إذاعة عمان FM التي أسهم في تأسيسها عام 1992، وأدارها حتى عام 2004، واضعًا فيها بصمته المهنية والإدارية، ومساهمًا في بناء جيل جديد من المذيعين والفنيين.
 
إلى جانب الإذاعة، كان للدكتور موسى عمار حضور بارز في الدراما التلفزيونية، حيث شارك تمثيلًا وتأليفًا وإخراجًا في أعمال شكّلت جزءًا من ذاكرة المشاهد الأردني والعربي. من أبرز أعماله التلفزيونية: "أنا ودموعي" (1975)، وهو من أوائل الأعمال الاجتماعية الجادة، و**"الشرخ"** الذي تناول قضايا إنسانية ونفسية، و**"جلوة راكان"، العمل البدوي الذي عكس العادات الأردنية، و"بيوت في مكة"** الذي كان ثمرة تعاون عربي برسالة اجتماعية مؤثرة.
 
أما في الدراما الإذاعية، فقد أبدع موسى عمار إخراجًا وتمثيلًا وتأليفًا، من خلال أعمال بقيت حية في ذاكرة المستمعين، مثل "ريحانة الشرق" الذي تناول سيرة الأديبة مي زيادة، و*"محكمة الشعراء"، التي كانت جلسات تخييلية ساخرة ومؤثرة استضافت شعراء من التاريخ العربي بأسلوب درامي أدبي، و"وردة وريحان"* التي تحوّلت لاحقًا إلى مسلسل تلفزيوني.
 
وكان الدكتور موسى عمار من الروّاد الأوائل في مجال الدوبلاج في الأردن والعالم العربي، فكان صوته حاضراً في طفولة الملايين من الأطفال العرب، من خلال مشاركته في دوبلاج المسلسلات الكرتونية والدرامية. من أشهر أدواره في الرسوم المتحركة: مغامرات نيلز، سالي (بدور الجد)، بولينا، كاتولي، الدببة الطيبون، وبانشو. كما شارك في دبلجة مسلسلات مكسيكية وكورية قبل انتشار الترجمة البصرية على الشاشات الفضائية.
 
ولم يتوقف إبداعه عند حدود الإذاعة والدراما، بل امتدّ إلى الصحافة المكتوبة، حيث كتب في الصحف الأردنية مقالات فكرية تناول فيها قضايا الإعلام والمهنية وأهمية الكلمة، وأثر الصوت في بناء الوعي العام. كان يؤمن بأن الإعلام يجب أن يعكس الواقع الوطني ويخدم قضاياه، لا أن يتزيّن على هوامشه.
 
ومن تجربته الطويلة، صاغ موسى عمار ما سمّاه "الوصايا السبع للمذيع"، وهي تلخيص لرسالته الإعلامية:
التهيئة النفسية قبل الظهور
الثقافة العامة
سلامة اللغة
قوة الحضور
الصدق مع المستمع
الالتزام بالتوقيت
احترام الجمهور
 
وقد وصفه الزميل الإعلامي إبراهيم الزعبي في رثائه بأنه: "صاحب مدرسة صوتية متفرّدة، لا تُنسى، ولا تُكرر".
 
في مساء الحادي والعشرين من آذار عام 2018، رحل الدكتور موسى عمار بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز الثانية والسبعين. نعته وزارة الإعلام الأردنية ونقابة الصحفيين ومؤسسات الإذاعة الرسمية والخاصة، فيما خصصت الإذاعات حلقات تكريمية له، استضافت فيها زملاءه وتلامذته ومحبيه.
 
وفي أيامه الأخيرة، نشر على صفحته الشخصية في "فيسبوك" من غرفة العناية المركزة، نصًا مؤثرًا اختصر فيه روحه العاشقة للإعلام، ووداعه المتسامح للحياة، قال فيه:
 
"هل يسمعني الأثير؟ أنا العائد من موجة بعيدة... لا تسألوا الصوت عن التعب، فإن فيه من صدق الحياة ما يكفي ليبقى بعدي."
 
نال الدكتور موسى عمار تكريمات رسمية وشعبية كثيرة، منها:
وسام الاستقلال الأردني
درع الإبداع الإعلامي
تكريم من الهيئة العربية للإذاعة والتلفزيون
جوائز محلية عن مجمل أعماله الدرامية والصوتية
 
لقد رحل الدكتور موسى عمار، لكن صوته ما زال يتردد في ذاكرة الأثير، وفي قلب من تربّوا على نبرة صدقه، وإحساسه، وثقافته. لم يكن بحاجة إلى أضواء كاميرات أو مقاعد شهرة، فقد اختار أن يترك أثره في الموجة، في العبارة، في الأداء، وفي ملامح الدهشة التي علّمها للصوت.

عماد الشبار