دائماً ما أردد مقولتي الشهيرة: "أنا لا أجامل ولا أُجمّل"، وهي قاعدة أعتز بها وأتبناها في حياتي المهنية والشخصية، لأنها تنطلق من مبدأ الصدق والإنصاف تجاه من يستحق التقدير. واليوم أجد نفسي أكتب — بكل صدق ومحبة — عن شخصية وطنية رفيعة، ومسؤول استثنائي نقي السريرة وعظيم الوفاء، معالي يوسف العيسوي، رئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر.
قبل أيام وخلال مناسبة عائلية عزيزة بمناسبة جاهة ابنتي الغالية، والتي تشرّفت بأن يرأسها صاحب السمو الأمير مرعد بن رعد كبير الأمناء، كان بين الحضور الكريم معالي أبو حسن، الذي لبّى الدعوة بحضور راقٍ ومقدر. وخلال كلمتي شكرت الحضور من أصحاب المعالي والسعادة، وخصَصت حديثي عن معالي العيسوي بعبارات نابعة من القلب، لما أراه فيه من صفاء ونُبل وأصالة في التعامل.
وبعد انتهاء المناسبة، همس في أذني اثنان من الحضور قائلين: "واضح أنك تُحب هذا الرجل حقاً". فأجبتهم: نعم، أحبه وأقدّره لأنه استطاع أن يكسر الحواجز التقليدية بين المسؤول والمواطن، وأن يجعل من الديوان الملكي بيتاً مفتوحاً للجميع، عامراً بحب الوطن وخدمة المواطن.
اليوم، حين يُذكر اسم يوسف العيسوي، يُجمع الناس على أنه نموذج للمسؤول المخلص الذي يعمل بصمت وثبات، ويتابع كل صغيرة وكبيرة بشفافية وحرص، ويمنح الفرص للجميع دون تمييز، واضعاً نصب عينيه مصلحة الوطن أولاً وأخيراً.
ولأنني عرفت أبا حسن منذ أكثر من اثنين وثلاثين عاماً، حين كنت رئيساً لوحدة حقوق الإنسان في رئاسة الوزراء عام 1994، في عهد حكومة سمو الأمير الراحل زيد بن شاكر، أقول بثقة إن هذا الرجل ما زال كما كان: مخلصاً في عمله، صادقاً في وعده، وفياً لأصدقائه، ومؤمناً بأن خدمة الأردن ليست منّة، بل واجب وطني وشرف عظيم.
لقد تأخرت في الكتابة عن معالي يوسف العيسوي، لكنني أكتب اليوم لأن الإنصاف يقتضي أن نسلط الضوء على أمثال هذا الرجل الذين يشكلون بطانة صالحة ووفية، تترجم حب الوطن عملاً وفعلًا وقولًا.
حفظ الله الوطن الأغلى، وحفظ الله المخلصين من أبنائه الذين يعملون بصمت في سبيل رفعته.