في خطاب العرش السامي الذي ألقاه أمام أعضاء مجلس الأمة، جسّد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين معاني الثبات الوطني، والإيمان العميق، والانتماء الراسخ للأردن وشعبه.
وقال جلالته: "أقف أمامكم كما هو عهدنا كل عام في ذات المكان الذي شهد بداية العهد لخدمة هذا الوطن"، مؤكدًا أن الاستمرارية في خدمة الوطن ليست مجرد تقليد، بل التزام دائم بالعهد والقيم الوطنية الراسخة.
وأضاف جلالته عن طبيعة الأردن: "هذا الوطن الذي كان قدره أن يولد في قلب الأزمات، كان لزامًا أن يشق دربه بالإرادة"، في كلمات تجسّد روح الصمود والإصرار الأردني منذ تأسيس الدولة وحتى اليوم.
وجّه الملك رسالة مؤثرة لشعبه: "الأردنيون والأردنيات شعبي القريب مني، سند الأردن وذخره"، مشددًا على أن القوة الحقيقية للأردن تكمن في وحدة أبنائه وانتمائهم لوطنهم، وهو ما يمنح القيادة الثقة والإصرار على مواجهة التحديات.
وعن شعوره كقائد، قال جلالته: "يتساءل بعضكم كيف يشعر الملك؟ أيقلق الملك؟ نعم يقلق الملك، لكن لا يخاف إلا الله ولا يهاب شيئًا، وفي ظهره أردني"، في رسالة طمأنينة واستقرار لكل الأردنيين، تؤكد أن القيادة تستمد قوتها من إيمانها بالله ومن دعم شعبها.
وأشار الملك إلى الدور الوطني للمواطن الأردني: "الأردني حامي الحمى الذي فتح بابه فانتصر للضعيف ولبَّى نداء المستغيث، الأردني الذي تعلم فعلم، الذي زرع فأطعم، الذي تميز فرفع رؤوسنا بين الشعوب"، في كلمات تعكس مكانة الأردني المشرفة على المستويين الإنساني والعالمي.
كما أكد جلالته على دور الشباب في بناء المستقبل: "هذه الأرض المباركة ولادة الأحرار والشباب الأردني وأولهم الحسين ابني وابنكم جند لهذا الوطن". وشدّد على أن الشباب هم سند الوطن ومستقبل تقدمه وازدهاره.
واختتم الملك بالإشادة بالقوات المسلحة: "بقي الأردن قويًا يحميه جيش عربي مصطفوي، سليل أبطال كانوا وما زالوا حماة للأرض وسياجًا للوطن"، مؤكدًا أن الأمن والاستقرار الوطنيين يقومان على إخلاص وتفاني الجيش الأردني في حماية الوطن والمواطن.
إن خطاب العرش السامي كان خريطة طريق وطنية، تجسّد إرادة القيادة الأردنية في البناء والتطوير والاستمرار في خدمة الشعب والأرض، مع الثقة الكاملة بالله والشعب كمصدر القوة الحقيقية للأردن.
وقد دخل خطاب جلالة الملك قلوب الأردنيين جميعًا، حاملاً رسائل الأمل والأمان، ليؤكد أن الأردن قوي بعزيمة شبابه وأبنائه، بقيادة ملكٍ يظل الأب الحاني على وطنه وشعبه.