داود حميدان -ولد معالي توفيق كريشان في مدينة معان في الثامن من شباط عام 1947، ونشأ في بيئة عشائرية عريقة تنتمي إلى جذور الولاء والانتماء للعرش الهاشمي.
حصل على درجة البكالوريوس في المحاسبة وإدارة الأعمال من جامعة بيروت العربية، لتبدأ بعدها مسيرة مهنية وسياسية حافلة بالعطاء والإنجاز.
بدأ كريشان حياته العملية رئيسًا لقسم المحاسبة في شركة مصفاة البترول الأردنية، قبل أن يدخل عالم السياسة عام 1993 حين فاز بعضوية مجلس النواب الأردني، لتشكل تلك الخطوة الانطلاقة الأولى في مسيرة رجل سيصبح لاحقًا أحد أبرز رجالات الدولة الأردنية.
شغل كريشان منصب وزير الشؤون البلدية والقروية والبيئة عام 1996 للمرة الأولى، ثم أعيد تعيينه في هذا المنصب أربع مرات لاحقة، كما تولى وزارة الشؤون البرلمانية مرتين، وكان عضوًا في مجلس الأعيان لثلاث دورات (1997، 2001، 2003).
وفي عام 2007، خاض الانتخابات النيابية مجددًا ليعود نائبًا للمرة الثانية، قبل أن تصدر الإرادة الملكية السامية في أواخر عام 2009 بتعيينه وزيرًا للشؤون البرلمانية للمرة السابعة في مسيرته السياسية، ثم عضوًا في مجلس الأعيان عام 2010.
وفي تموز 2011، عُيِّن نائبًا لرئيس الوزراء ووزيرًا للشؤون البرلمانية، كما شغل لاحقًا منصب نائب رئيس الوزراء ووزير الإدارة المحلية في حكومة الدكتور بشر الخصاونة.
عرف عن كريشان إخلاصه المطلق للعرش الهاشمي، ووفاؤه لتراب الوطن، فهو رجل دولة من طراز نادر، يتمتع برجاحة العقل، وصدق اللهجة، والإيمان بالمصلحة العامة.
يصفه المقربون بأنه صادق، متواضع، معطاء، ويعتبر نفسه دومًا جنديًا في خدمة الوطن والقائد، مؤمنًا أن "الوطنية ليست وظيفة، والإخلاص ليس رهناً بالموقع".
على مدى عقود، كان كريشان صوت الحكمة والاتزان، ورمزًا للثقة في أوقات الأزمات، مؤمنًا بأن الأردن، الذي وُلد في النار وتحيطه النيران، سيبقى دائمًا بردًا وسلامًا على أهله بفضل قيادته الهاشمية الحكيمة.
لم يفقد كريشان رغم المناصب والبروتوكولات انتماءه الشعبي، فهو ابن العشيرة الأردنية الأصيلة، القريب من الناس، المتلمّس لهمومهم، والساعي إلى حلول توافقية تراعي العدالة والكرامة.
ويُعرف عن "أبي عبد الله" قربه من البلديات ورؤسائها، ومعرفته الدقيقة بتحديات هذا القطاع، إذ عمل بجد لتطويره عبر شراكات فاعلة مع القطاع الخاص، مؤمنًا أن التنمية لا تتحقق إلا بالتعاون والتكامل بين الدولة والمجتمع.
توفيق كريشان ليس مجرد اسم في سجل الحكومات الأردنية، بل مدرسة في العمل العام، ورمز للثبات والولاء، ووجه من وجوه الدولة الذين صنعوا حضورهم في ذاكرة الأردنيين بصدق الموقف ونقاء الانتماء.
يبقى دائمًا نموذجًا لرجل الدولة الأردني الأصيل؛ الوطني في فكره، الهادئ في طبعه، العميق في فهمه، والمخلص في خدمته لوطنه وقيادته