داود حميدان -أكد مسؤولون في مؤسسات إعلامية وصحفية أردنية أن التطور التكنولوجي وانتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أسهما في توسيع قاعدة جمهور وسائل الإعلام، مشددين على أن التكنولوجيا باتت حجر الأساس في بناء المجتمعات المعرفية وتعزيز الوعي العام.
جاء ذلك خلال جلسة علمية أدارها الدكتور هاني البدري، ضمن فعاليات المؤتمر الدولي في الاتصال والإعلام الذي نظمته كلية الإعلام في جامعة الزرقاء، بعنوان "دور وسائل الإعلام في بناء المجتمعات المعرفية في عصر المعلومات الرقمية".
وأكدت مدير عام وكالة الأنباء الأردنية (بترا) فيروز مبيضين أن الوكالة كانت سبّاقة في التحول إلى الإعلام الرقمي من خلال تحديث هيكلها الإداري وإنشاء مديرية متكاملة للإعلام الرقمي، تضم خبراء يعملون على تعزيز حضور الوكالة عبر المنصات الحديثة، مشيرةً إلى أن التحول الرقمي في "بترا” تجاوز الشكل إلى المضمون عبر تطوير مهارات الكوادر وتنظيم دورات في الذكاء الاصطناعي وإنتاج المحتوى متعدد الوسائط.
من جانبه، شدّد نقيب الصحفيين طارق المومني على أن التحول الرقمي أصبح ضرورة لتعزيز مهنة الصحافة، كاشفًا عن نية النقابة إنشاء أكاديمية متخصصة لتدريب طلبة الإعلام وصقل مهاراتهم بما يتواءم مع متطلبات سوق العمل الإعلامي المتغير.
وفي السياق ذاته، أوضح رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون غيث الطراونة أن المؤسسات الإعلامية مطالَبة بتطوير أدواتها ومحتواها لمواكبة أنماط الاستهلاك الحديثة، مؤكدًا أن التلفزيون الأردني يسعى لتوسيع حضوره بين الشباب عبر محتوى رقمي يعالج قضاياهم ويواكب اهتماماتهم.
من جهته، أشار مدير هيئة الإعلام بشير المومني إلى أن الهيئة تعمل على تطوير تشريعات حديثة تنظم قطاع الإعلام الرقمي وتوازن بين حرية التعبير والمسؤولية المهنية، بما يضمن بيئة إعلامية مرنة ومحفزة على الإبداع والابتكار.
كما أكد المدير العام لقناة المملكة جعفر الزعبي أن الإعلام المعاصر لم يعد يقتصر على المذيع، بل يشمل منظومة متكاملة من الخبرات الفنية والإدارية والصحفية، داعيًا طلبة الإعلام إلى تطوير مهاراتهم التقنية واللغوية استعدادًا للمستقبل الرقمي الواعد.
واختُتمت الجلسة بالتأكيد على أن الإعلام الأردني أمام مرحلة جديدة من التحديث، يتطلب فيها الجمع بين الأصالة المهنية والابتكار التقني لضمان بقاء رسالته مؤثرة في مجتمع المعرفة الحديث.