سدين المومني - أطلقت الحكومة الأردنية مشروع مدينة عمرة الجديدة بوصفه واحداً من أكبر مشاريع التطوير الحضري في تاريخ المملكة، وركيزة رئيسية لمعالجة النمو السكاني المتسارع، وتوفير فضاءات معيشية حديثة تستجيب لطموحات الشباب والجيل القادم. المشروع، الذي يمتد تطويره على مدى 25 عاماً بشكل عابر للحكومات، يمثّل نموذجاً جديداً للتخطيط العمراني المستدام، ويرتكز على رؤية اقتصادية واجتماعية طويلة الأمد.
رؤية ملكية تُترجم على الأرض
جاء إطلاق المشروع استناداً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني الواردة في كتاب التكليف السامي، الذي شدّد على ضرورة المضي في إنشاء مدينة جديدة تخفف الضغط عن عمّان والزرقاء، وتفتح آفاقاً واسعة للاستثمار وفرص العمل، وتنسجم مع مستهدفات التحديث الاقتصادي، خصوصاً محور جودة الحياة والرفاه الحضري.
مراحل تطوير تمتد حتى 2029
وفق رئاسة الوزراء، تنطلق أعمال المرحلة الأولى مطلع عام 2026 وتمتد حتى 2029، مع إنجاز بعض المشاريع خلال عامين فقط. المرحلة الأولى ستُقام على مساحة 40 ألف دونم من أصل نحو 500 ألف دونم خُصصت بالكامل لصندوق الاستثمار الأردني، لتكون قاعدة تطوير المدينة عبر الشركة الأردنية لتطوير المدن والمرافق الحكومية.
وفي تأكيد رسمي، أوضحت الحكومة أن مدينة عمرة ليست عاصمة جديدة ولا إدارية، بل مشروع حضري مستقل، يستهدف استيعاب الاحتياجات السكانية المستقبلية، في ظل توقعات بوصول سكان العاصمة والزرقاء إلى 11 مليون نسمة خلال ربع قرن إذا استمرت معدلات النمو الحالية.
مدينة خضراء بمعايير عالمية
يعتمد مشروع عمرة على مخطط شمولي يحدد استخدامات الأراضي مسبقاً، ويشمل قطاعات الاستثمار والتعليم والتجارة والصناعة والخدمات والسكن والسياحة. ويُخطط لأن تكون المدينة خضراء بالكامل، تعتمد الطاقة النظيفة، وحلول النقل العام، والتقنيات البيئية الحديثة.
كما سيتم تشكيل مجلس شبابي استشاري يضم مبدعين في الهندسة والبيئة والطاقة والتكنولوجيا والفنون، ليكون للشباب الأردني بصمة مباشرة في تصميم هذه المدينة النموذجية.
مشاريع المرحلة الأولى.. مدينة رياضية وملعب دولي ومركز معارض ضخم
المرحلة الأولى تتضمن مجموعة من المشاريع الإنتاجية والاستثمارية العملاقة، أبرزها:
• مدينة تعليمية ومركز تكنولوجي للاستثمار في قطاع التعليم.
• توسعة متحف السيارات الملكي، وتخصيص فضاءات ثقافية ومتاحف جديدة.
• مناطق تجارية وخدمية ومجمعات أعمال.
وسترُبط المدينة مع نهاية المرحلة الأولى بمنظومة الباص سريع التردد، بما يعزّز قدرتها على استقطاب السكان ويجعلها مركزاً حيوياً للسكن والعمل والتنقّل.
فرص اقتصادية واسعة وتمويل استثماري
بحسب الدراسات الأولية، ستوفّر مشاريع المرحلة الأولى آلاف فرص العمل في قطاعات المقاولات والبناء والتجارة والصناعات الإنشائية والنقل والسياحة. وسيتم تمويل المشاريع من خلال الاستثمار المحلي والأجنبي، مع دراسة فتح باب الاكتتاب العام جزئياً بعد اكتمال المرحلة الأولى لإتاحة الفرصة للمواطنين للاستثمار.
كما خُصصت 10% من أراضي المشروع للقوات المسلحة الأردنية، التي ستسهم في أعمال البنية التحتية عبر سلاح الهندسة.
موقع استراتيجي يفتح أبواب الإقليم
يقع مشروع مدينة عمرة على شبكة طرق دولية تربط الأردن بالسعودية وسوريا والعراق، ويبعد 40 كم عن وسط عمّان و35 كم عن الزرقاء ومطار الملكة علياء الدولي، ما يمنحه أفضلية لوجستية واستثمارية فريدة.
إلى جانب ذلك، خصصت الحكومة 20 ألف دونم من أراضي الخزينة المجاورة للمشروع لصالح مؤسسة الإسكان والتطوير الحضري، لتطويرها لإسكان الموظفين والمتقاعدين وسكان لواء الموقر.