نصر عمر عبد الرحمن العناني اعلامي وفنان ، وُلد في 21 تشرين الثاني 1955، ليكون لاحقاً واحداً من أعمدة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية، ورائداً في مجال الدوبلاج والإخراج الدرامي والإذاعي، وممثلاً بارزاً ترك بصمته على الشاشة وعلى الميكروفون وفي ذاكرة الملايين من المشاهدين والمستمعين.
تخرج العناني عام 1979 من المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة حاملاً بكالوريوس الإخراج والتمثيل، ليعود إلى الأردن مسلّحاً بالمعرفة والموهبة، ويبدأ مسيرة مهنية امتدت لعقود. كان اختياره للإعلام والإخراج ثمرة شغف بالدراما والفن، وهو شغف لم يفارقه يوماً، بل ظلّ دافعاً لكل محطاته المهنية والفنية.
منذ 21 تشرين الثاني 1979 وحتى 21 تشرين الثاني 2016، ارتبط اسم نصر العناني بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية، حيث شغل مواقع مختلفة تنوّعت بين الإعداد والتقديم والإخراج والإدارة.
تولى منصب مدير إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية بين شباط 2014 وتشرين الثاني 2016. حيث عمل على تطوير الأداء الإذاعي وتعزيز المحتوى الثقافي والفني، وقد أسهم في تحسين جودة البرامج الإذاعية وتوسيع نطاقها لتلبية اهتمامات الجمهور المتنوع. كما عمل على تعزيز التعاون بين مختلف الأقسام داخل الإذاعة، مما ساهم في تحسين التنسيق والإنتاجية.
تحت قيادته، حصلت الإذاعة الأردنية على العديد من الجوائز الذهبية في مجالات الإخراج والكتابة والتمثيل، مما يعكس نجاحه في تحقيق أهدافه المهنية،وقبلها كان مديراً لمديرية الإنتاج في التلفزيون الأردني من آذار 2011 وحتى شباط 2014، مسؤولاً عن إنتاج الأعمال الدرامية وشراء الأعمال التلفزيونية.
كما شغل موقع رئيس قسم الدراما والإخراج بين عامي 2000 و2011.
ولم يقتصر عطاؤه على الإدارة؛ فقد كان مشرفاً على المسلسلات الدرامية التي تبث عبر أثير الإذاعة الأردنية، ومخرجاً وكاتباً لأكثر من 250 ساعة بث إذاعي، إضافة إلى كونه مذيعاً أول ورئيسياً في الأخبار والبرامج. كما أعدّ وقدم أكثر من 3000 ساعة بث إذاعي مباشر ومسجل، ليصبح أحد الأصوات المألوفة للمستمع الأردني والعربي.
بين عامي 1980 و1999، كان العناني وجهاً مألوفاً على الشاشة من خلال مشاركته في بطولة أكثر من ثلاثين مسلسلاً درامياً متنوعاً، بين التاريخي والبدوي والمعاصر، سواء من إنتاج أردني أو عربي. من أبرز هذه الأعمال: التجربة، التلفزيون التربوي، القرار الصعب، المعتمد بن عباد، المناهل، المولود أنثى (تأليفاً وإنتاجاً وبطولة)، نور وهداية (إنتاجاً وتمثيلاً)، أيام الرماد، أيام المحل، بيوت في مكة، جلوة راكان، حارة الزين، حارة أبو عواد، خطوات نحو المستحيل، رماد السنين، رمال لا تموت، زهرة الجبل، طرفة بن العبد البكري، فرحان فرح سعيد، قلوب وأبناء، محاكمة عبد الله بن المقفع، نزهة على الرمال، همس القناديل، وستوديو 86.
لم يغب المسرح عن مسيرته، فقد شارك في بطولة أربع مسرحيات مميزة:
حذاء السيد طافش، عازف الناي، غابة الأرانب، ويا عنترة.
إلى جانب التمثيل والإخراج، كان معداً ومقدماً لبرامج تلفزيونية متنوعة تجاوزت 200 ساعة، من أبرزها:
مجلة التلفزيون، قادم من التاريخ، خمسة ناقص واحد، كوخ الحكايات، والجدة حسنة.
يُعتبر نصر العناني من مؤسسي حركة الدوبلاج في العالم العربي، وقد أسس مدرسة خاصة في هذا المجال:
أشرف وأخرج صوتياً أكثر من 400 ساعة تلفزيونية من المسلسلات الكرتونية.
مثّل بصوته في أكثر من 350 ساعة من هذه الأعمال.
أدار وأشرف على إخراج صوتي لما يزيد عن 7000 ساعة من المسلسلات الدرامية المدبلجة من لغات متعددة: الإسبانية، الألمانية، الفرنسية، الإنجليزية، الصينية.
كان أول من أطلق الدوبلاج البشري للمسلسلات الطويلة في سوريا عام 2007.
أشرف على أعمال الدوبلاج في شركة تنوير بعمان والقاهرة ودمشق، بما في ذلك أعمال كرتونية لديزني، ووثائقيات لناشونال جيوغرافيك.
كما تولى مسؤولية إعادة صياغة النصوص والأغاني للأعمال الكرتونية المدبلجة.
كان صوت نصر العناني حاضراً في ذاكرة جيل كامل من الأطفال العرب، من خلال عشرات الشخصيات في المسلسلات الكرتونية، منها:
الكابتن ماجد (هاني – والد بسام، والراوي أيضاً)،
شارلوك هولمز (الشخصية الرئيسية)،
سالي (بيتر)،
فارس الفتى الشجاع (نادر شجاع والسيد جلال)،
ليدي ليدي (إدوارد والراوي)،
فولترون (كيث الأحمر – قائد القوة)،
مغامرات نيلز (مورتون البطة)،
وغيرها من الأعمال مثل: السيدة ملعقة، العملاق غارغانتوا، النملة فيردي، بيف وهركول، تاوتاو، جزيرة الدب، جزيرة الفواكة، حكيم الأقزام، سوار العسل، فتاة المراعي، كاليميرو، لبنى السريعة، بوليانا، بيرين، نساء صغيرات، نصف بطل، رغيف العجيب، أوكس تيل، أحلام وفرح، مخلص صديق الحيوان، أبطال السباق، أبطال التزلج.
أشرف على الإخراج الصوتي والتعليق في أكثر من 18 ألف ساعة تلفزيونية وثائقية على مدى 33 عاماً (1980 – 2013). كما تولى مشاريع إذاعية توعوية ممولة دولياً مثل: نحو صحة أفضل لك ولعائلتك (2003) بتمويل من USAID، ويوميات دينا وسعيد (2002) بتمويل من جامعة جونز هوبكنز.
لم يكن نصر العناني فناناً ومخرجاً فقط، بل كان معلماً ومرشداً للأجيال. فقد قدّم محاضرات ودورات في مراكز تدريب عربية عدة:
2009: دورة في فن الكتابة والإخراج للأطفال (دمشق – اتحاد إذاعات الدول العربية).
2002: ورقة عمل ومداخلات عن دراما الأطفال (تونس – اتحاد إذاعات الدول العربية).
1992: دورة في فن الإخراج والتقديم الإذاعي (دمشق – اتحاد إذاعات الدول العربية).
درّس مادة الدراما الخلّاقة للأطفال في كلية الأميرة عالية بعمان (1982 – 1984).
خرّج أجيالاً من الأطفال والشباب في فن الدوبلاج على مدى 20 عاماً.
حصد نصر العناني عشرات الجوائز والميداليات على عطائه الإذاعي والدرامي، منها:
الميدالية الذهبية للعمل المتكامل – اتحاد الإذاعات العربية (تونس – 2001).
الميدالية الذهبية لكتابة النص الإذاعي – اتحاد الإذاعات العربية (تونس – 2001).
الميدالية الذهبية للإخراج المبدع – اتحاد الإذاعات العربية (تونس – 2001).
الميدالية الذهبية للعمل المتكامل – مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون (2002).
الميدالية الفضية للمنوعات – مهرجان القاهرة (2003).
الميدالية الذهبية لأفضل عمل درامي – مهرجان القاهرة (2003).
الميدالية البرونزية للإخراج الدرامي – اتحاد الإذاعات العربية (2003).
الميدالية الذهبية للإخراج المبدع للأطفال – اتحاد الإذاعات العربية (2003).
الميدالية الذهبية للإخراج الدرامي الإذاعي – مهرجان القاهرة (2004).
الميدالية الذهبية لأفضل عمل درامي (تاريخي معاصر) – مهرجان القاهرة (2005).
الميدالية الفضية للتمثيلية الإذاعية – اتحاد الإذاعات العربية (2006).
شهادة تقديرية للإخراج – مهرجان القاهرة (2006).
الميدالية الذهبية لأفضل دراما إذاعية – المهرجان العربي للإعلام (2007).
الميدالية الذهبية للإخراج الإذاعي المتميز – المهرجان العربي للإعلام (2007).
الميدالية الذهبية لأفضل عمل درامي كوميدي – مهرجان الأردن للإعلام (2016).
وسام الاستقلال الملكي من الدرجة الأولى، الذي حازت عليه الإذاعة الأردنية في ظل إدارته (2016).
جائزة التميز الإعلامي عن المسيرة الحافلة بالعطاء في مجال السمعيات – الأمانة العامة لجامعة الدول العربية (2017).
إن استعراض مسيرة نصر العناني يكشف عن رجل حمل الإعلام في وجدانه، ومارس التمثيل والإخراج والدوبلاج والإدارة والإعداد والتدريب بروح العاشق لفنه. هو واحد من الذين جمعوا بين الصوت والصورة والكلمة والإدارة، فأثرى المشهد الأردني والعربي، وترك خلفه إرثاً فنياً وإعلامياً يصعب تجاوزه.