أثارت الادعاءات حول مشاركة أمل علم الدين في دستور مصر جدلاً واسعاً خلال الساعات الأخيرة بعد تداول تقارير تزعم أن الممثل العالمي جورج كلوني كشف عن دور زوجته المحامية ذات الأصول اللبنانية في صياغة دستور 2012. ووفق المعلومات المتاحة رسمياً، فإن هذه الرواية لا تستند إلى أي وثائق أو سجلات تؤكد صحتها، ما أعاد فتح ملف الجدل حول تلك المرحلة السياسية الحساسة.
حقيقة الادعاءات حول مشاركة أمل علم الدين
تبرز الادعاءات حول مشاركة أمل علم الدين في دستور مصر كواحدة من أكثر الموضوعات تداولاً خلال الأيام الماضية، إلا أن مراجعة القوائم الرسمية للجمعية التأسيسية لعام 2012 توضح عدم وجود اسمها بين الأعضاء. وقد أكدت جهات قانونية مصرية في وقت سابق عدم صحة أي حديث عن مساهمتها في صياغة الدستور خلال فترة حكم جماعة الإخوان، وهو ما يتوافق مع البيانات الحكومية المنشورة آنذاك
تشكيل الجمعية التأسيسية عام 2012
شهد تشكيل الجمعية التأسيسية المسؤولة عن دستور 2012 مشاركة مئة عضو يمثلون أطيافاً سياسية وقانونية مصرية، وقد تم اختيارهم عبر مجلسي الشعب والشورى. ولم تتضمن القائمة أي خبراء أجانب أو محامين دوليين، ما ينفي بصورة قاطعة الادعاءات حول مشاركة أمل علم الدين في دستور مصر، باعتبار أن عمل اللجنة كان مقتصراً على الشخصيات الوطنية.
موقع أمل علم الدين المهني ودورها الحقيقي
تُعرف أمل كلوني بنشاطها في مجال القانون الدولي وحقوق الإنسان، لكن تخصصها المهني لا يرتبط بصياغة دساتير الدول من خلال لجان رسمية. وحتى في الملفات الدولية التي شاركت فيها، لم يظهر ما يشير إلى توليها مهام مشابهة لما ورد في الادعاءات حول مشاركة أمل علم الدين في دستور مصر، وهو ما يعزز الشكوك حول مصدر هذه الأخبار المتداولة.
مصادر انتشار الشائعة وردود رسمية سابقة
انطلقت هذه المزاعم عبر منصات التواصل وبعض المواقع غير الموثوقة، قبل أن تكررها حسابات تعتمد على الإثارة لجذب القرّاء. وقد سبق للسلطات المصرية أن نفت أي دور للمحامية اللبنانية في إعداد دستور 2012، مؤكدة أن الوثائق المنشورة للجمعية التأسيسية تعد المرجع الوحيد المعتمد، وهو ما يعارض بشكل واضح الادعاءات حول مشاركة أمل علم الدين في دستور مصر في تلك الفترة السياسية الدقيقة.
علاقة أمل كلوني بمصر وواقعة التحذير السابقة
ورغم نفي مشاركتها في أي عمل دستوري داخل مصر، فإن أمل كلوني كانت قد أعلنت في مقابلات سابقة أنها تلقت تحذيرات من جهات رسمية لعدم دخول البلاد عقب تصريحاتها المنتقدة للنظام القضائي في قضية صحفيي الجزيرة. ويبدو أن هذا الجانب هو ما استندت إليه بعض المواقع لبناء قصة مزيفة ارتبطت بالادعاءات حول مشاركة أمل علم الدين في دستور مصر بطريقة لا تتسق مع الحقائق.
في ضوء ما سبق، يتضح أن الادعاءات حول مشاركة أمل علم الدين في دستور مصر تفتقر إلى الأدلة وتتعارض مع الوثائق الرسمية الخاصة بعام 2012. ومن المتوقع أن تستمر حالة الجدل حول مثل هذه الروايات مع تزايد تداول الأخبار غير الموثوقة على المنصات الرقمية، ما يؤكد أهمية التحديث المستمر للمعلومات والاعتماد على المصادر الرسمية لتفادي التضليل..