يُصادف يوم الخامس والعشرين من شهر أيار من كلّ عام عيد الاستقلال الأردنيّ، حيث شهد هذا اليوم حصول الأردن على استقلالها عن القوات البريطانيّة في عام 1946م، وفي مثل هذا اليوم يتذكر الأردنيون معركة الأجيال التي خاضت غمارها الأراضي الأردنيّة، والتي كانت نتيجتها الحصول على الحرية، والتطور، وتعزيز حرية الوطن وحرية أبنائه.
حيث أصبحت الأردن دولة مُستقلة بعد الحرب العالمية الثانيّة، وذلك بعد تقسيم المناطق الواقعة في الجهة الغربيّة من القارة الآسيويّة.
الاحتفال بعيد الاستقلال الأردنيّ تشهد جميع أنحاء المملكة في هذا اليوم احتفالاً كبيراً، حيث تقوم الجامعات، والمؤسسات الأكاديميّة الأخرى بإقامة الندوات والجلسات المرتبطة بموضوع الاستقلال الأردنيّ، وفي هذه الذكرى العظيمة تُضيء سماء عمّان ليلاً بألعابها الناريّة المُدهشة.
وبتحقيق الاستقلال التام أخذت المملكة الأردنية الهاشمية دورا متقدما وبارزا عربيا ودوليا لتتبوأ مكانة متقدمة موظفة استقلالها في الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية وقضاياها العادلة, وشاركت بعيد استقلالها بأيام في مؤتمر قمة انشاص بمصر في الثامن والعشرين من أيار عام 1946 ، تلك القمة التي أعلن ملوك ورؤساء الدول العربية أن القضية الفلسطينية تهم سائر العرب وليس الفلسطينيين العرب فحسب. وتم وضع دستور جديد للدولة الأردنية وصادق عليها المجلس التشريعي بتاريخ الثامن والعشرين من تشرين الثاني من العام 1946 ، وبتاريخ الرابع من آذار عام 1947 تم تشكيل أول حكومة أردنية في عهد الاستقلال, وجرت في العشرين من تشرين الأول العام 1947 أول انتخابات برلمانية على أساس الدستور الجديد. وفي حرب النكبة عام 1948 سطر الجيش العربي المصطفوي الذي لم يكن يتجاوز عدده أربعة آلاف وخمسمئة رجل, أروع بطولات التضحية والفداء في الدفاع عن فلسطين والقدس وقدم مئات الشهداء على أرضها, وفي إحدى المعارك على أبواب القدس القديمة صدت القوات الأردنية هجوما عنيفا شنته القوات الإسرائيلية مساء السادس عشر من تموز عام 1948 لتكون خسائر العدو في تلك المعركة نحو 225 قتيلا و145 جريحا.
ولايزال تاريخ الأردن منذ القدم مشرفاً ومُهيب ، فعلاقة الاردن ببلدان الجوار ما تزال قوية ومشهود لها بحسن الجوار، و قد قدم الاردن على مدى السنوات العديد من الشهداء في التضحيات لحماية العروبة ، وأولها كان عند إنطلاق الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين و من ثم الملك عبدالله الاول وثم الملك طلال ومن بعده الملك حسين المغفور لهم جميعاً، واستكمال هذه المسيرة بقيادة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ، الذي يقود هذا الوطن نحو الرفعة والسمو والرقي به نحو الأفضل.
لابد من الوقوف على ما بدأه جلالة الملك عبدالله الثاني في عهده الميمون على خطى القادة الهاشميين في بناء الدولة العصرية الحديثة, والتقدم في مجالات التنمية الشاملة والمستدامة وإرساء أسس العلاقات المتينة مع الدول العربية والإسلامية والصديقة, ودعم وتعزيز مسيرة السلام العالمية.
وبشكل لافت كان التطور الكبير في مجال التنمية الاقتصادية والذي تمثل في انتقال الأردن لمرحلة تحرير التجارة واقتصاد السوق, بالانضمام لمنظمة التجارة العالمية والتكتلات الاقتصادية والسياسية الإقليمية والدولية, وزيادة حجم الاستثمار والتطوير الصناعي والتكنولوجي وتوقيع العديد من الاتفاقيات.
كرامة المواطن الأردني عند جلالته خط احمر وهي أهم وأغلى عنده من أي شيء
في زيارات جلالته المتكررة لجميع محافظات وألوية المملكة كان اللقاء بين القائد والشعب أنموذجا نبيلا في علاقة متميزة يؤطرها الحرص على تحقيق الأهداف الوطنية والمحافظة على مصالح الوطن العليا, ويحكمها الاتفاق على كل ما من شأنه أن يزيد من منعة الأردن ورفعته ويعزز ويزيد الانجاز الذي تحقق بجهد الأردنيين وبفضل قيادتهم الهاشمية الحكيمة.
حفظ الله الاردن بقيادة الهاشمية الحكيمة،و كل عام والاردن بألف خير .