في العام الماضي، كتب قارئ ليقول لي إن إحدى الجمل التي كتبتها كانت تنضح بالهراء.
في مقال عن جعل أيام العمل خمس ساعات، قلت إنني أعتقد أن كثيرا من الرجال سيرون أسرهم بشكل أكثر إذا أمكنهم ذلك. قال القارئ: "من الغريب أن بعض النساء لا يعرفن مطلقا الأمور التي تثير توتر معظم الرجال".
يا إلهي، فكرت: قد يكون ذلك صحيحا. في المكان الذي نشأت فيه كان تغيير ملابس الأطفال من قبل رجل، كما قد يقول صمويل جونسون، لم يكن يتم بطريقة جيدة، لكنك ستفاجأ لو أنه فعل ذلك أصلا. ربما كان آباء اليوم سيفضلون لو أن الأمور بقيت على هذا النحو.
مع ذلك، خلال الأشهر الستة الماضية ظللت أواجه رجالا لم يكونوا غير خائفين من تغيير الملابس فحسب، بل كانوا يشعرون بالقلق الشديد حول كيفية الحصول على مزيد من إجازة الأبوة.
كان بعضهم غاضبا جدا من الكيفية التي جعلوا بها إجازاتهم بسيطة، مقارنة بإجازات زميلاتهم الإناث، إلى حد أنهم ذهبوا إلى المحكمة بدعوى التمييز.
كتبت عنهم في عمود الشهر الماضي، وكنت مستعدة لهجوم آخر بسبب سوء فهمي الغريب للرجال. بدلا من ذلك، فوجئت بعدد القراء الذكور الذين قالوا إنهم يريدون رؤية مزيد من المقالات حول هذا الموضوع، خاصة الحواجز الخفية التي تبقي الرجال في المكتب عندما يريدون أن يكونوا في المنزل.
إليكم كيف لخص أب جديد المشكلة. هو وزوجته في منتصف الثلاثينات ويعملان في اثنتين من كبريات الشركات المالية في العالم. تعمل هي في أحد المصارف الاستثمارية، وهو في إحدى شركات إدارة الأصول.
كلتا الشركتين تقدم إجازة أمومة وأبوة سخية نسبيا. قالت شركته مرارا وتكرارا إنها تدعم القواعد التي أدخلتها المملكة المتحدة منذ أربع سنوات، التي تسمح للوالدين بمشاركة ما يصل إلى 50 أسبوعا من الإجازة، معظمها مدفوع الأجر.
كان الزوجان حريصين على تقسيم إجازتيهما، لكنهما قررا في النهاية أن الزوجة يجب أن تأخذ الإجازة كلها تقريبا. لماذا؟
"السبب الأكبر هو أن كلينا من كبار الموظفين، ونتطلع إلى أن يعدنا رؤساؤنا صالحين لتولي مناصب قيادية عليا في المستقبل"، حسبما أخبرني الأب. وأضاف: "في حال قررت بصفتي رجلا أخذ إجازة طويلة، لكان قد تم التشكيك في التزامي - ليس بشكل علني، لكن ذلك كان سيشكل علامة سوداء. فلقد رأيت ذلك يحدث من قبل". على العكس من ذلك، لم يكن من المتوقع أن تقضي زوجته إجازة فحسب، بل كان من الممكن أن تثير "مشكلة كبيرة" في حال تم تخطيها في ترقية عندما عادت إلى العمل.
قال: "لم يكن بإمكاني إثارة هذا النوع من الضوضاء"، مضيفا أن المفارقة هي أن الجهود التي تبذلها الشركة لمساعدة الأمهات على العودة إلى العمل قد ينتهي بها الأمر أن تجعل من الصعب على النساء الحصول على المساعدة من أزواجهن.
ويتابع: "بالنسبة لزوجتي، ينظر إلى الإجازة على أنها حق، لكن بالنسبة لي ينظر إليها على أنها خيار".
هذه مجرد قصة واحدة، لكنها تتناغم مع أبحاث منشورة أواخر الشهر الماضي تظهر الرجال في العشرينات والثلاثينات من العمر وهم يكافحون من أجل التوفيق بين العمل والأبوة.
قال ما يقارب 90 في المائة من بين أكثر من ألفي رجل شملهم الاستطلاع من أجل دراسة لشركة ديلويت وموقع الأبوة على الإنترنت "دادي لايف" Daddilife، إنهم يشاركون في رعاية الأطفال اليومية، ومعظمهم يشاركون "بالكامل".
قال نصفهم تقريبا (45 في المائة) إنهم عانوا توترات في العمل أثناء محاولتهم الموازنة بين العمل والحياة الأسرية، وقالت شريحة أخرى مماثلة إن إجازة الأبوة من الأفضل أن تكون "أساسية".
لكن ماذا لو كانت القوانين وسياسات الموارد البشرية غير كافية للتغلب على العقبات الثقافية التي تمنع الآباء من الحصول على مزيد من الإجازات؟
قد يأتي أحد الحلول من أشخاص مثل لويزا كاسويل، الشريكة في مكتب Addleshaw Goddard للمحاماة في لندن. تقول إن هناك طريقة واضحة للتغلب على وصمة العار التي يشعر بها الرجال عند أخذ الإجازة: "عليك تشجيع نجومك الذكور على أخذها".
وتضيف أنه بمجرد أن يرى الناس رجالا طموحين وناجحين يمكنهم أن يأخذوا إجازة دون الإضرار بحياتهم الوظيفية، سيغير ذلك الوضع تماما.
وهذا يتطلب جهدا من الإدارة. عندما تكتشف كاسويل رجلا في فريقها على وشك أن يصبح أبا، فإنها تأخذه جانبا، وتقترح عليه التفكير في أخذ إجازة. كما يتم تشجيع الآباء أيضا على إحضار أطفالهم الجدد إلى المكتب وتناول وجبات الغداء للآباء الجدد التي تقدمها الشركة.
أود أن أعتقد أنه في يوم من الأيام لن تكون هناك حاجة إلى أي من هذا التشجيع لأنه لن يلتفت أحد عندما يتوجه الأب لأخذ إجازة أبوة لبضعة أشهر.
كذلك أود أن أعتقد أن ذلك اليوم هو أقرب قليلا مما يعتقده كثير من الناس. الاقتصادية