اثلج جهاز الامن العام صدورنا - وكعادته - حينما القى القبض على سارق وسالب الصيدليات الخمسة بوقت قياسي وفق اجراءات بحثية استخبارية واستقصائية احترافية قادها فريقا بشريا متمرسا في كشف سبر غور الجرائم .
اللافت للعيان أن جهاز الأمن العام خلال السنة الماضية كسب ود المواطن بشكل غير مسبوق وعزز الثقة باجراءته الامنية وانقلبت الصورة الذهنية له رأسا على عقب ، فمن مواطن متذمر شاكي من اجراءات الشرطة السلبية احيانا في التعامل مع الجرائم والظواهر الامنية المختلفة كالخاوات والسطو والمشاجرات ذات الاسلحة المختلفة ومايرافقها من خوف الى مواطن فخورا بالاداء المتميز لجهاز الامن في القضاء على هذه الظواهر نهائيا ، فلم نعد نسمع بفرض الخاوات والاتوات وعصابات الاشرار ولم نعد نشاهد فيديوهاتها على منصات التواصل الاجتماعي ، ولم نعد نقرا اونسمع صيحات واستغاثات وتوسلات المواطنيين عبر وسائل الاعلام المختلفة للخلاص من هذه الجرائم.
الصالونات الاجتماعية التي كانت في بعض الاوقات والفترات تنعت جهاز الامن العام بالمقصر وغير القادر على اداء مهامه في مكافحة بعض الجرائم والظواهر السلبية حيث لا تخلى مناسية اجتماعية او تجمع بشري الا ويصبوا جام سخطهم وغضبهم على جهاز الامن العام ومنتسبيه الا ان الصورة والواقع الان اختلف فلا نسمع الا كيل المديح لجهاز الامن العام وقيادته ومنتسبيه الذين احكموا قبضتهم على الاشرار وفرضوا هيبة الامن العام ونشروا الطمآنينة بوقت قياسي بل ان الكثير من المواطنيين يتغنى بهم رافعين اكف الضراعة لله ان يزيدهم قوة وصلابة لدحر المجرمين وتكسير مجاديفهم .
جهاز الامن العام استطاع بحنكة قيادته التي رسمت استراتيجية التقرب من المواطن وردم الهوة او الفجوة معه واستطاعت خلال فترة وقتية قصيرة ان تقنع منتسبيها بهذه الاستراتيجية التي هظموها بقناعة بسرعة فائقة وترجموها على ارض الواقع اساليب حضارية في التعامل مع المواطن واحترام انسانيته وحقوقه والشواهد على ذاك كثيرة فقد قلة نسية الشاكون على مرتبات الامن العام الى الدرجة الصفرية تقريبا واختفت يشكل يكاد يكون كاملا الاساءات او التعسف في استخدام السلطة والانحرفات لرجال الامن العام ، ولم يأتي ذلك محض الصدفة بل جاء كثمرة لاستراتيجية وضعت تحث على احترام المواطن وانسانيته وحقوقه سارت وفق محاضرات توعية وتثقيف لكافة منتسبي الامن العام .
المواطن الاردني بشكل عام عندما يسمع بوقوع جريمة الان ، مباشرة يتبادر الى ذهنه قوة جهاز الامن العام وقدرته على كشفها بزمن قياسي بل اصبح يراهن على دقائق الكشف لها وليس كما كان سايقا احيانا يراهن على قدرة المجرم على الاختفاء والفوز بجريمته ، فالمواطن اصبحت ثقته ياجراءات الامن العام ثقة مطلقة واصبح يؤمن ايمانا مطلقا بأن اي جريمة ترتكب مصيرها الكشف بزمن قياسي قصير.
أكثر ما يؤرق المواطن الآن انتشار المخدرات بأصنافها وهي حقيقية مؤلمة وواقعية وما احصائيات مديرية الأمن العام الا شاهد على ذلك ، فهل انتشارها ومكافحتها مسؤولية الامن العام وحده ؟ أم ان جميع الجهات المعنية يقع على عاتقها ذلك؟ حقيقة ان الامن العام مؤسسة من عشرات المؤسسات المعنية من الحد من انتشار المخدرات بل ان جهاز الامن العام ( شرب دم) بعض المؤسسات في التصدي لهذه المشكلة كالتوعية والتثقيف وعلاج المدمنين منها وغيرها من المسؤوليات الاخرى.
المخدرات ومكافحتها مسؤولية المجتمع بكافة اطيافه ومؤسساته الرسمية والاهلية وختى الاسرة والمدرسة والجامعة ولايتحمل الامن العام وحده مسؤولية انتشارها بل على العكس رغم قلة امكانياته المادية واللوجستية والبشرية يقوم بعمل كبير يشكر عليه لمكافحتها وكذلك لا اتحرج ولا اتصف بالسحيج اذا قلت ان جهوده في مكافحتها اضعاف اضعاف جهود بعض المؤسسات الرسمية والاهليه وايضا لا اتردد اذا قلت ان جهاز الامن العام هو الخط الاخير او خط الدفاع الاخير في مكافحتها تسبقه خطوطا كثيرة تكافحها قبل ان تصل خطورتها اليه ليتعقبها وضبطها ، لذلك من يصفها بانها خاصرة الامن العام المؤلمه جانب الصواب بوصفها .
عطفا على موضوع المخدرا ت فانني اقترح تشكيل هيئة عليا لتوعية والتثقيف بخطر المخدرات تشترك بها جميع المؤسسات المعنية تنشط وفق استراتيجية اعلامية توعوية تثقيفية تصل من خلالها الى جميع الفئات المستهدفة بها ، فما الاحظه جهود مبعثرة غير منظمة في هذا المجال وكلا يغني على ليلاه - وحسب الهمة- وموقف اراي العام منها الذي يثور بين الفينة والاخرى بعد وقوع جريمة سببها المخدرات
قيادية شرطية متمرسة وخبيرة بالاوضاع الامنية ودهاليزها ، مرتيات امن عام اثبتت علو كعبها يوما بعد يوم في التعامل مع الجرائم وانماطها المختلفة ، مواطنيين فخورين وثقة مطلقة باجراءات الامن العام في التعامل مع الجريمة ، فرحين بالقفزة النوعية والنهج الجديد لرجال الامن العام في احترام المواطن وانسانيته وحقوقه واختفاء مخالفة القوانين او التعسف في استخدام السلطة اختفاءا لا رجعه عنه هذها مجمل الصورة الذهنية المحفورة الان في ذهن غالبية المواطنيين عن قيادة جهاز الامن العام ومنتسبيه وللحديث بقية