يعد المعلم أحد الدعامات الأساسية لاصلاح التعليم في أي مجتمع ونظرا لهذه الأهمية فقد ارتقى الوعي بأهميتة لدى المجتمعات حتى أصبح الركيزة الاساسية التي يتم من خلالها تحقيق الاهداف الاستراتيجية للدول ، اذ تفوق اهمية المعلم اهمية الامكانات المادية والبشرية الاخرى التي يتوقف عليها نجاح التعليم وفاعليته وذلك بصفته حجر الزاوية في تحقيق اهداف المشاركة الاجتماعية من خلال تعاونه مع تلاميذه في الصف وفي تحقيق مجالات مختلفه من الانشطة التعليمية المنهجية واللامنهجية، فهو القدوة التي يحتذى بها تحقيقا للمصلحة العامة للافراد .
ومن هنا تعتبر قضية تطوير مؤسسات اعداد المعلم من القضايا الاساسية التي تتصدى لها البحوث التربوية في كثير من دول العالم على مدى الزمان ذلك ان المعلم يُعد أساس هذه العملية، وهو ما أكدت عليه جميع الدراسات والبحوث التي أظهرت اهمية الاعداد التربوي للمعلم لما له من تأثير على فعالية عمله في الميدان من خلال اكسابه المعارف والخبرات و المهارات المتصلة بعمله التربوي.
ومن هنا يظهر الدور الهام المناط بكليات التربية التي تعتبر المصدر الاساسي لإعداد المعلم؛ فقد اهتمت الكثير من البحوث بدراسة واقع الكليات واساليب تطويرها في مجال المساقات المطروحة ونظام القبول وبرامج الدراسات العليا والبحوث لالقاء مزيدا من الضوء حول حقيقة دور هذه الكليات والعوامل التي تعوق اداء رسالتها. وبذلك يعتبر اعداد معلمي المستقبل عملية بالغة الاهمية فلاشك ان نجاح المعلم في عمله يتوقف بالدرجة الاولى على نوع الاعداد المهني الذي تلقاه وان تطوير العملية التربوية تتوقف على المعلم الجيد باعتباره يمثل دائما شرطا رئيسيا فيها وان ميدان اعداد المعلم من الميادين التربوية التي زاد الاهتمام في الاونة الاخيرة بها، ولذلك تعددت الدراسات في مجال البحث فمنها ما اهتمت باعداد المعلم ونظم اعداده ومنها ما اهتمت بتطوير العملية التعليمية وتخطيط الكليات التربوية ودورها في تنمية المجتمعات في ضوء الاتجاهات العالمية المعاصرة والتخطيط لبعض برامج الكليات التربية ومنها من تناول التربية العملية والمقررات التربوية والكفاءة.
ان قضية اعداد المعلم هي احدى القضايا الهامة التي تشغل المهتمين بشؤون التربية والتعليم ليس في الوطن العربي فحسب بل في جميع انحاء العالم على اعتبار أن المعلم هو العامل الرئيسي في العملية التعليمية والذي يتوقف عليه نجاح التعليم وتحقيق الغايات والاهداف التي ينشدها المجتمع من التعليم.