نيروز الاخبارية: عاد جلالة الملك عبدالله الثاني، إلى أرض الوطن اليوم الخميس، بعد زيارة عمل إلى نيويورك رافقه فيها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، إذ ترأس جلالته الوفد الأردني المشارك في اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وألقى جلالة الملك خطابا أمام الجمعية العامة، أكد فيه أن حل الدولتين هو الحل الحقيقي الوحيد، لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والوصول إلى سلام عادل ودائم وشامل، وفق القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
كما أكد جلالة الملك، بصفته صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، التزامه بحماية هذه المقدسات، وأن الجميع أيضا ملزمون أخلاقيا بحماية الحريات الدينية وحقوق الإنسان، مجددا جلالته رفضه كل محاولات تغيير الوضع القانوني للقدس الشرقية والهوية التاريخية الأصيلة للمدينة المقدسة، التي تعتبر رمزا للسلام.
وفيما يتعلق بالأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط والعالم، حذر جلالة الملك من حالات النزوح القسري واللجوء لملايين من البشر، التي تسببت بها تلك الأزمات، داعيا الجميع إلى المساهمة في إنهائها ومنح اللاجئين ومستضيفيهم على حد سواء الدعم الذي يحتاجونه لمواجهة المستقبل.
وأكد جلالته دور الجميع، ولا سيما الشباب والشابات في مواجهة الأفكار الإجرامية الظلامية من مختلف الأيديولوجيات، مشيرا إلى أهمية دعم الشباب كي لا يقعوا ضحية الفكر المتطرف.
وخلال الزيارة، عقد جلالة الملك والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس العراقي برهم صالح قمة ثلاثية ركزت على تعزيز وتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدان الثلاثة، بما يحقق مصالحهم المشتركة، ويخدم القضايا العربية.
وجاء في البيان المشترك الصادر عن القمة، تأكيد دعم الحل السياسي الشامل للقضية الفلسطينية، وأهمية حصول الشعب الفلسطيني على كل حقوقه المشروعة، وضرورة القضاء الكامل على كل التنظيمات الإرهابية أينما وجدت، والتضامن مع المملكة العربية السعودية في مواجهة الاعتداءات التي تعرضت لها منشآتها النفطية، وأهمية الحفاظ على أمن منطقة الخليج العربي.
وشارك جلالة الملك في أعمال اجتماع "حوار القادة: استجابة استراتيجية لمكافحة الخطاب المتطرف"، الذي نظمه الأردن بالتعاون مع الأمم المتحدة وفرنسا ونيوزيلندا، إذ حذر جلالته من الامتداد العالمي لتهديد الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله، وأهمية التيقظ في ظل صعوبة وتعقيد هذا التحدي.
ونبه جلالته، خلال الاجتماع، الذي حضره سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية، والمبعوث الشخصي لجلالته، من أن قوى الكراهية تجد في سرعة تطور الإنترنت والتكنولوجيا طرقا جديدة لاستغلالها لتجنيد المستضعفين، وتهريب السلاح والسلع غير المشروعة، وتخطيط وتدبير الأعمال الإرهابية، والترويج للفظائع التي تهز ضمير الإنسانية.
وفي مقابلة مع قناة (إم إس إن بي سي) الأميركية والتابعة لشبكة "إن بي سي" أكد جلالته أن حل الدولتين هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، محذرا من أن حل الدولة الواحدة يعني مستقبلا عنصريا لإسرائيل وهو أمر كارثي.
وتناول جلالة الملك، خلال المقابلة، التي أجرتها الإعلامية أندريا ميتشل، كبيرة مراسلي الشؤون الخارجية في شبكة "إن بي سي"، مجمل التطورات الإقليمية، متطرقا إلى الأعباء التي تتحملها المملكة بسبب أزمة اللجوء، وما تشكله من ضغط هائل على الاقتصاد الأردني وعلى الشعب الأردني.
وأجرى جلالة الملك، سلسلة لقاءات مع قادة دول ورؤساء وفود مشاركة ومسؤولين دوليين وممثلي منظمات دولية، على هامش اجتماعات الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ التقى جلالته، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس اللبناني العماد ميشال عون، والرئيس الكازاخستاني قاسم جومارات توكاييف، وولي عهد مملكة النرويج الأمير هاكون ورئيسة وزراء النرويج إرنا سولبيرغ.
كما التقى جلالته رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ورئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن، ورئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والمديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" أودري أزولاي، ومؤسس ورئيس المنتدى الاقتصادي العالمي البروفيسور كلاوس شواب.
بترا