نيروز الاخبارية : يمثل يوم 18 أكتوبر يوم الاستقلال الوطني لجمهورية أذربيجان، فقد وسمت الجلسة التاريخية للمجلس الاعلى لجمهورية أذربيجان، والتي عقدت في الثامن عشر من اكتوبر 1991، بالاقرار الجماعي للقانون الدستوري باستقلال جمهورية اذربيجان، وقد اتبع هذا القرار تصويت على مستوى الأمة في جمهورية أذربيجان في التاسع والعشرين من ديسمبر 1991. أعلنت جمهورية أذربيجان الجديدة نفسها كخليفة شرعي لجمهورية أذربيجان الديموقراطية، والتي قامت لثلاثة وعشرين شهرا، بين 28 مايو 1918، و28 أبريل 1920، والتي كانت أول جمهورية في الشرق ذات برلمان متعدد الجنسيات ومتعدد الأحزاب.
تعرضت جمهورية أذربيجان بعد استعادة استقلالها لبعض الصعوبات والتعقيدات السياسية والاقتصادية الضخمة منذ أيامها الاولى ، وعلى الرغم من هذه الصعوبات فانه بعد تولي المغفور له حيدر علييف رئاسة جمهورية أذربيجان عام 1993 م، شهدت البلاد إطلاق الإصلاحات الاقتصادية الجذرية المبنية على أساس اقتصاد السوق الحر في ظل التحولات الديموقراطية وقد شرعت القوانين التي تشجع الاستثمار وتحقق خصخصة املاك الدولة وأجريت الاصلاحات والتشريعات اللازمة على نطاق واسع في القطاع الزراعي بما في ذلك تشجيع الملكية الفردية، وتوزيع الأراضي وتشجيع عمليات البيع والشراء دون قيد أو شرط.
كما تم فتح المجال وتهيئة الظروف الملائمة لجذب الاستثمارات الأجنبية الى أذربيجان نتيجة الجهود الكبيرة والمميزة التي بذلت من قبل القائد العظيم حيدر علييف والتعاون المثمر مع المراكز المالية الدولية. وقد أخرجت الرؤية الثاقبة للزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني الجمهورية الفتية من تخبطات وصعوبات التسعينيات إلى مستقبل زاهر ومشرق، فخلال فترة قصيرة من الزمن، قام القائد العظيم حيدر علييف بتقوية مؤسسات الدولة، وتوسيع آفاق العلاقات الأجنبية ذات الأهمية، وتحقيق سياسة طاقة الشاملة، ووضع الأسس لتنمية البلاد على نحو مستدام، وبدأ عهد جديد في حياة جمهورية أذربيجان المستقلة.
لعبت الاستراتيجية الوطنية للطاقة والتي تم تطويرها وتطبيقها تحت قيادة الزعيم الوطني حيدر علييف دورا مهما في احياء الازدهار والتقدم الوطني، فقد نجحت أذربيجان في سبتمبر 1994 في توقيع عقد القرن بقيمة عدة بلايين مع شركات النفط متعددة الجنسيات لتطوير حقول النفط البحرية في القطاع الأذربيجاني من بحر قزوين، ثم جاءت المبادرة الأذربيجانية بتنشيط طريق الحرير التاريخي لتقوية التعاون الاقتصادي والتجارة بين وسط آسيا، وجنوب القوقاز، واوروبا.
وخلال 14 عاما من الاستقلال أصبحت أذربيجان عضوا في 13 منظمة دولية وإقليمية تشمل الامم المتحدة، ومنظمة التعاون الاسلامي، ومنظمة الأمن والتعاون الاوروبي، وعضوية في برنامج حلف شمال الأطلسي الخاص بالشراكة من أجل السلام، والكمنولث للدول المستقلة والمجلس الاوروبي، ومنظمة اليونسكو، ومنظمة اليونيسف وغيرها من المنظمات الدولية الاقليمية المعروفة.
وقد أكد فخامة/ الهام علييف رئيس جمهورية آذربيجان أنه قد تم في أذربيجان تهيئة الظروف الملائمة لجذب الاستثمارات الأجنبية من حيث إنشاء بنية تحتية متكاملة، وعمل التسهيلات اللازمة واستحداث التشريعات والأنظمة التي تساعد على جذب هذه الاستثمارات بما في ذلك الاعفاءات الجمركية ونتيجة للإصلاحات الديموقراطية التي جرت في البلاد بعد الحصول على الاستقلال فقد تم تأسيس أكثر من 50 حزباً سياسياً بمختلف اتجاهاته، وتصدر في أذربيجان حوالي 30 جريدة يومية واسبوعية تخدم مصالح جميع فئات وشرائح المجتمع الاذربيجاني، بعد ما تأكد لها الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والنظام الديموقراطي.
وتأسيسا على رؤية وميراث الزعيم الوطني حيدر علييف، تشهد أذربيجان الآن تحت قيادة فخامة الرئيس علييف تطورا ديناميكيا، ونموا اقتصاديا غير مسبوق، فقد جعلت الاصلاحات الديموقراطية والاقتصادية المستمرة، والحوكمة الجيدة، والادارة الكفؤة والسياسة الخارجية النشطة المتسمة بالشفافية للرئيس إلهام علييف جعلت من أذربيجان قائدا اقليميا،
وشريكا يعتمد عليه في العلاقات الدولية، فهي تلعب دورا رئيسا في جميع القضايا الاقليمية وتشارك رفاهيتها اقطار المنطقة، عبر ارساء الشراكات وآليات التعاون.
ومن الناحية الاقتصادية تجري الآن في أذربيجان إصلاحات اقتصادية شاملة مبنية على متطلبات السوق الحرة في ظل التحولات الديمقراطية حيث تتخذ الحكومة القرارات المتصلة، وإجراء الاصلاحات الزراعية اللازمة بما فيها تمكين الفلاحين من تملك الاراضي الزراعية. بفضل هذه الإصلاحات، تتمتع الصناعات غير البترولية بنمو على مستوى 15%، مما يعد مؤشرا قياسيا على صعيد عالمي. والمديونية العامة تراجعت لتصل 17% من إجمالي الناتج المحلي وتسبة التضخم إستقرت في حدود 2% وتحتل أذربيجان المرتبة الخامسة والعشرين حسب تقرير ممارسة أنشطة الأعمال 2019 لمنظمة الأمم المتحدة وتُعتبر من الدول العشر أكثر تنفيذا للإصلاحات. كما تضطلع الجمهورية اليوم بدور هام للغاية في أمن الطاقة في أوروبا بفضل شبكة خطوط الأنابيب للنفط والغاز مثل خط الأنابيب للنفط باكو-تبيليسي-جيهان وخطوط الأنابيب للغاز TAP وTANAP، الى جانب كونها حلقة الوصل بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب بواسطة ممرات النقل ومنها "الطريق الحريري للحزام الإقتصادي" الذي تشارك أذربيجان فيه بفاعلية عبر خط السكك الحديدية الذي ينطلق من باكو ويصل قارص التركية مرورا بتبيليسي الجورجية.
تتميز جمهورية أذربيجان بسياسة حب السلام وتطوير النظام الديموقراطي وممارسة سياسة اقتصاد السوق الحر واقامة الدولة المدنية الحقوقية وتبذل جمهورية أذربيجان كل ما في وسعها لحل النزاع الأرميني الأذربيجاني حول قاراباغ الجبلية بطريقة سلمية حيث اكدت مرارا وبطريقة عملية تمسكها بمبادئ التسوية السلمية للنزاعات وتبني مواقفها من أجل حل النزاع الأرميني الأذربيجاني على أساس القانون الدولي وفي إطار سيادة ووحدة أراضي جمهورية أذربيجان وحرمة الحدود المعترف بها دوليا.
وفي هذا الصدد، تشيد السفارة بموقف المملكة الأردنية الهاشمية الثابت والمستمر تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني من قضية قاراباغ الجبلية وكذلك ينبغي الإشارة إلى أن المملكة تأتي من ضمن أوائل الدول التي إعترفت بإستقلال جمهورية أذربيجان وذلك في 28 ديسمبر عام 1991 وأعقبته إقامة العلاقات الدبلوماسية في 13 فبراير عام 1993 وثم اللقاء التاريخي الذي جمع بين المغفور لهما القائد العظيم حيدر علييف والقائد العظيم الملك الحسين بن طلال على هامش القمة الإسلامية في 13 ديسمبر عام 1994 بمدينة دار البيضاء المغربية، حيث وضع هذا اللقاء أسس متينة لعلاقات الصداقة والإحترام المتبادل التي تستديم اليوم بشكل ناجح في ظل العلاقات الشخصية المتميزة القائمة بين فخامة/ إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان وصاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
في سياق متصل، عادت أذربيجان على أثر إنعتاقها من الحقبة السوفييتية الى العالم الإسلامي الذي تعتبر نفسها جزء لا يتجزأ منه وتسهم اليوم مساهمات هامة في دعم القضايا التي تهم الأمة الإسلامية وسوف تواصله من خلال ترؤسها هذا العالم حركة عدم الإنحياز وذلك أثناء إستضافة العاصمة باكو إجتماعات الحركة على إمتداد الفترة من 21 الى 26 أكتوبر عام 2019.