نيروز الاخبارية :راكيش شوكلا رجل أعمال متخصص في مجال التكنولوجيا، وصل إلى مكانة كبيرة في السوق الهندي رغم أنه لم يتخطَ الخمسين من عمره، ما جعل الانطباع السائد عنه أنه رجل أرقام وإنجازات عملي لا يضع المشاعر ضمن خطته للحياة، لكن شوكلا أثبت للجميع أن النجاح لا يتعارض مع الإنسانية وخدمتها.
راكيش كان محباً للكلاب منذ صغره ولكنه لم يستطع الحصول على واحد إلا في عمر الثامنة والثلاثين أي منذ 10 سنوات ما جعله يكتشف حبه وتعاطفه مع الحيوانات الأليفة، وبعد فترة ليست بكبيرة وأثناء عودته إلى المنزل عثر شوكلا على جرو صغير في حالة سيئة، لم يتردد وأحضره إلى مكتبه وقام بالاعتناء به.
كانت تلك هي البداية بعدها أصبح شوكلا دون تردد أو توقف يجلب الكلاب الضالة التي تحتاج إلى مساعدة بمكتبه حتى وصل عدد الكلاب في السنة الأولى إلى أكثر من 50 كلباً، وهنا بدأ راكيش في وضع خطة حتى يخصص مكان أكبر وأفضل من مكتبه لإقامة الكلاب.
بعد فترة وجيزة، قرر راكيش إحضار أي كلب دون مأوى إلى المنزل، وكانت هناك احتجاجات من زوجته في البداية، ولكنه أقنعها أن هذا الأمر مؤقت، مع مرور الوقت وتزايد العدد، اشترى بعض الأراضي في دودبالابور بولاية بنغالورو، حيث بنى مزرعة لإيواء كلابه، وقام بتسجيل منظمة غير حكومية تسمى صوت الكلاب الضالة (VOSD) لإنقاذ وإعادة تأهيل الكلاب المصابة والمهجورة.
يقول راكيش عن مشروعه الإنساني ومعيار تبني وإيواء تلك الحيوانات الضالة: نحن لا نرفض قبول أي كلب، ومع ذلك هناك إرشادات حول نوع عمليات الإنقاذ التي نقوم بها حيث لا نأخذ حيوانات أليفة أو كلاباً صحية في الشوارع خلاف ذلك نحن نأخذ تقريباً كل نوع من الكلاب التي تحتاج إلى مساعدة مثل الكلاب المريضة، وتلك التي تصدمها السيارات وذوي الإعاقات، حيث يتم وضعهم في المزرعة الصحية للعلاج ومن ثم يمكن للكلاب الركض والسباحة وقتما تشاء، كما أن الموظفين تدربوا على المساعدات البيطرية للبحث عن الكلاب، واليوم يعيش في المزرعة أكثر من 850 كلباً من جميع أنحاء الهند.
حياة جديدة
بعد نجاح هذا المشروع الإنساني قرر راكيش أن يعطي له الأولوية في حياته، حيث رغب أن يكون قريباً من كلابه ويشرف على كل شيء، لذلك قرر أن يعمل عن بُعد من مزرعته عبر الإنترنت لتشغيل شركته لتكنولوجيا المعلومات، حيث إنه مؤمن بأنه طالما هو موجود على الهاتف ومتصل بشبكة الإنترنت ستدور عجلة شركته، ولكن المزرعة والكلاب يحتاجون إلى وجود دائم.
يقضي راكيش نحو 15 ساعة كل يوم مع كلابه ويقوم بنفسه يومياً بشراء مستلزمات المزرعة المتعلقة بالكلاب، والتي يتم دفع تكاليفها من جيبه الخاص وعلى الرغم من التحديات المالية إلا أن تصميم راكيش جعله ثابتاً في حبه للكلاب ولم يستسلم أبداً.
اليوم تُعرف مؤسسة راكيش على نطاق واسع بأنها أكبر ملاذ آمن لإنقاذ الكلاب الضالة، حيث يوجد فيها حالياً أكثر من 850 كلباً ضالاً.