عندما فشلت حساباتهم وتوقعاتهم وتقديراتهم بان اعلان الاردن انتهاء العمل بملحقي الباقورة والغمر ، لن يرى طريقه الى النور في الموعد المحدد ، انتقلوا للبحث عن ثغرة يدخلون منها ويراهنون عليها ليرموا بها هذا الانجاز الاردني التاريخي وغير المسبوق على امتداد الجغرافيا العربية في محاولة منهم للانتقاص منه وتصغيره وتبهيته وتمييعه في ظل البيئة السوداوية المظلمة التي يعيشون فيها ، والتي وسمت مواقفهم بالسلبية حد التشكيك بكل ما هو جميل وايجابي في مسيرة الوطن ، عندما قبلوا ان يكونوا فيه مجرد أجساد وهياكل بشرية مجردة من المشاعر والاحساس والتفاعل الايجابي مع قضاياه ومواقفه المشرفة التي تترجم الارادة السياسية الاردنية في التعاطي مع التحديات والظروف الصعبة في اكثر من حادثة وموقعة ومناسبة ... ولانهم اعتادوا على توجيه الانتقادات الهدامة ووضع العصي في الدواليب الوطنية انكارا وجحودا للنجاحات والانجازات الاردنية المتعددة محليا واقليميا ودوليا ، فلا غرابة انهم يمتهنون البحث عن كل ما من شأنه تعكير صفو صفحات مشرقة في تاريخ بلدنا ، حتى اننا لم نسمع لهم صوتا ، ولم نقرأ لهم تعليقا يعبرون من خلاله عن اعتزازهم بهذا الانجاز الوطني والتغني به .. ولعلنا نتساءل .. ماذا كان سيكون موقفهم لو ان الاعلان الاردني عن انهاء العمل بالملحقين لم يكتب له النجاح ، لا سمح الله ، واصطدم برفض وانكار وتعنت اسرائيلي .. بالتأكيد كنا سنسمع اصواتهم وهم يردحون .. ونقرأ تعليقاتهم الساخرة والجارحة وغير المسؤولة التي لن تخلو من الشماتة والاساءة للبلد ورموزه بحجة التقديرات الخاطئة ، وبانهم كسبوا الرهان .. بتشكيكهم واستخفافهم بقدرة الاردن على بسط سيادته الكاملة على كل شبر من اراضيه .. الى ان خاب ظنهم وخسروا الرهان .
كذلك فقد ثبت أن تعاملهم مع القضايا والملفات الاردنية العالقة والخلافية لا يندرج في اطار النقاش او الحوار الهادف الذي يتوخون منه الحرص على مصلحة الوطن ، بقدر ما هي فرصة للانقضاض عليه والنيل من سمعته ومواقفه وانجازاته .. وطعنه والاساءة له ولرموزه . في الوقت الذي لا يتوانون فيه عن التغريد خارج السرب الوطني من خلال التعبير عن فرحتهم واعجابهم باي موقف يخص اطرافا ودولا اخرى بالاقليم ويصفقون ويرقصون له ، لمجرد انهم اشتموا فيه رائحة انجاز او نجاح .. حتى وان كان ذلك على حساب ( وطنهم) ، الذي اعتادوا على التعامل معه بالتشكيك والاساءة وقذفه بالافتراءات والاشاعات الكاذبة التي فتحوا لها ابوابهم عندما تحولوا الى جسور وادوات مغرضة لنشرها ونقلها لحساب اجنداتهم الممزوجة بالمصالح الخاصة ولحسابات خارجية .. ومع ذلك تراهم يزاودون علينا ويبيعوننا بطولات ووطنيات وقوميات رغم ما يمثلونه من اختراقات وثغرات في جدار الوطن والامة .
مما يجعلنا نتساءل عن مغزى اصرارهم على ركوب موجة التشكيك واستهداف هذا الانجاز الاردني غير المسبوق ، باختلاق الفبركات والتلفيقات والافتراءات الكاذبة للنيل من الفرحة الاردنية ومحاولة اغتيالها لحساب اجندات خاصة بهم ، بعد ان صدمهم هذا الانجاز الذي لم يكونوا يتوقعوه ، ربما لان بعضهم ما زال متيما ومتأثرا بحقبة الشعارات الثورية الفارغة في فترات سابقة ، احسب انها المسؤولة اولا واخيرا عما ألت اليه احوال امتنا العربية من ضعف وهوان ، عندما انحرفت بوصلة ما يسمى بالتيارات النضالية الواهمة عن جبهة الاعداء ، لتستهدف بها اقطارا عربية بعينها ، وضعتها في مرمى سلاحها ونيرانها وافكارها السوداوية ، كان بلدنا الاردن من بينها .. لتتحول الى معاول هدم وخناجر مسمومة في خاصرة الوطن والامة .
ولو ان هذا البعض مثلا تمعن بالموقف مما يشاع ويقال عن الملكيات الاسرائيلية الخاصة في الباقورة ، التي يركزون عليها من باب تقزيم هذا الانجاز والانتقاص منه ، لقلنا له ان المسألة خاضعة للسيادة وللقوانين الاردنية في النهاية . ففي حال وجود اثباتات على هذه الملكيات ، فقد يعمد الاردن الى استملاكها للمنفعة العامة ومقتضيات المصلحة العامة مقابل تعويض مالي ، تفعيلا لنص المادة ١١ من الدستور . وفي حال عدم وجود اثباتات وحصل هناك خلافات ، فيتم اللجوء الى القضاء والمحاكم الاردنية ، التي ستحكم بالغاء عقود البيع كونها مخالفة للقانون ، والتعاطي معها كمال عام لا تسقط بالتقادم .. والامر في النهاية متروك للاردن ليقرر ماذا يريد تماشيا مع مصالحه .