كتب ليث نجل المرحوم اللواء الركن صابر المهايره كلمات حزينة جداً ومؤلمة ومبكيه على" فقيد الجيش العربي الباشا المهايرة" حيث قال :
ابي الغالي عندما نقيس الايام وليس التواريخ فأنه في مثل هذا اليوم وفي مثل هذه الساعه قد مضْى ثلاثة شهور على رحيلك يا اغلى البشر.
أحاسيسي تبعثرت كلماتي تاهت أحرفها رحلت كلمح البصر
أعلم أن فقدناك ورحيلك قضاء وقدر من الله
ولكن رحيلك ما أصعبه وغيابك أحرق وجنتي وأدمى قلبي المتفطر لفراقك, موقف يعجز اللسان عن وصفه , ينشل العقل عن التفكير , ما أصعبها من لحظات
قال تعالى: (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية) , بدون مقدمات كلمة أنهت كل ما لدي من أمل.
انتقلت إلى ربك بابتسامة تعلو محياك وسبابتك مرفوعة أرجو من الله أن يقبلها فهنيئا لك يا ابي هذه الخاتمه ونحن بين مصدق ومكذب لرحيلك
ولكن لا نقول إلا كما قال صلى الله عليه وسلم (أن القلب ليحزن وأن العين لتدمع وأنا لفراقك يا ابي لمحزونون)
مر (٩٠ يوم ) على رحيلك أيها الحبيب الغالي , على رحيل الأب الحنون والصديق المخلص , أب الكرم والعطاء , أب الشهامة والأمانة , أب الصدق والوفاء .
بمرارة وأسى فارقتنا تاركا فراغا لا يملؤه أحد , وحزنا" في القلوب لا تمحوه الأيام
فقدنا فيها طعمُ كل شيء جميل , ظلمنّا الزمن فيك فلا الصبر سيمكننا من النسيان لا الايام ولا الشهور ستقنعنا برحيلك ولا الأفراح قادرة على مسح الدموع
فطيفك في كل مكان يلاحقنا , قلوبنا تنزف على فراقك ولكن عزاؤنا فيك أنك رحلت
إلى دار الخُلد إلى الجنة , رحلت جسدا لكن روحك , حركاتك , كلماتك كلها في أذهاننا باقية.
لا ندري ما نقوله سوى أن يوم وفاتك هو يوم محفور في الذاكرة يوم سيظل يذكّرنا بفجيعتنا فيك.
بم أبدا يا ابي يا حبيب قلبي وأنت في غيابك قد أيقظت حواسنا النائمة وأنعشت حماسنا الممطر , سنظل نمتلك ذكرى حزينة وأليمة إلى أن نلقاك.
رحلت أبي ونحن في أمس الحاجة إليك إلى كلماتك , نصائحك , معانيك , عبرتك ,
رحلت أبي تاركا قلوبنا دامية وعيوننا دامعة.
أبي الغالي هذه الكلمة التي حُرمنا منها وتشتعل وتشتاق قلوبنا لسماعها , أجوائنا باردة بعدك ومرارة بُعدك قاتلة.
أبي العزيز ما أثقل وأمر المناسبات بدونك وما أمر اليُتم بعدك , خاصة وأنك لم تكن أبا" كالآباء , كنت الأب الحنون , الصديق الرفيق الحبيب , لقد كنت أيها الحبيب الراحل وراءنا كالسد المنيع ولكن شاء القدر , فيما بقيت روحك معنا ، فأنت في جسد كل منا كائن موجود لم تمت أبدا , و حبنا لك قد امتزج بأرواحنا كزلزال , مزج أرواحنا بروحك رغم موتك وفراقك لنا ورغم ما حرمتنا الحياة منك أنت باق في أرواحنا , إن فراقك هو حزن خالد مصلوب داخل أجسادنا ولم تُبقي الحياة لنا سوى الحزن والدموع والألم , ومع ذكراك ورحيلك المبكر عنا إلا إننا في مثل هذا اليوم لا نستطيع أن نعبر عما كنت إلا بما أنت به . موجود في واقعنا ومعنا فقد كنت إنسانا بكل ما تعنيه الإنسانية من معانٍ , محبا" خلوقا" مع أعدائك قبل أصدقائك , كانت روحك تسمو عن الضغائن فلم نعهدك حاقدا" , بل للتسامح والعفو كانت روحك , فعلمتنا كيف نختلف ونحترم اراء بعضنا البعض , علمتنا أن الحب يكمن في الصدر والصدر يحمل قلبا يضيئه الحب الصادق , وأن الرأي نابع من فكر والفكر مكمنه العقل ووجوده في الرأس فلندع صدرونا مغمورة بالحب والأمان لنتعايش معا" وندع فكرنا يختلف , فلهُ رؤوسا" تسعهُ , علمتنا كيف نحب حتى الأعداء , كيف نعطي دون مقابل , كيف نحب بإخلاص , كيف نسمو بأرواحنا محلقين في سماء الكون نبحث عن مرضات الله دون مرضاة البشر , ودون الاتكال على احد سوى الله وحده , لقد علمتنا حب التعلم والبحث والإباء في اشد حالات الكأبة , فما عسانا أن نفعل سوى أن نقول لك , نم مطمئنا فسنعيش على ذكراك وتأكد أنك تركت عملك وسلوكك ودماثة خلقك ومواقفك تخلد اسمك في التاريخ.
وسنسير على خطاك بثبات وشموخ كما كنت شامخا" , وإننا في ذكراك لا يسعنا إلا أن نرفع أيدينا إلى العلي القدير سائلين اللّه أن يتغمدك بواسع رحمته.
وغفرانه وأن يجعل قبرك روضا" من رياض الجنة.
اللهم ارحم والدي حبيبي واغفر له واجعل قبره روضة من رياض الجنة وجميع موتى المسلمين يا رب العالمين