أثنتْ صُحف عالمية ووكالات أنباء بما حقَّقه جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- من نهضة شاملة عمت أرجاء عُمان، وحوَّلت السلطنة إلى دولة متقدمة في شتى المجالات.
وقالتْ صحيفة ذا جارديان البريطانية إنَّ جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -رحمه الله- زعيم عربي نقل دولته إلى عصر الحداثة، وحافظ على روابط دبلوماسية متوازنة مع دول العالم، وتحدثت الصحيفة عن اهتمام جلالة السلطان الراحل -طيب الله ثراه- بالقراءة والموسيقى، ووصفته بأنه "قارئ نهم"، وأنه منذ توليه الحكم نقل السلطنة سريعا نحو الحداثة، وتوسَّع في بناء المدارس والمستشفيات وإنشاء الطرق، وأرسى دعائم دولة مؤسسات متكاملة.
ونقلت الصحيفة ما قاله بوريس جونسون رئيس وزراء المملكة المتحدة؛ حيث قال إنه "يشعر بالحزن العميق" لوفاة السلطان قابوس، ووصفه بأنه "زعيم حكيم ومحترم بشكل استثنائي وسيُفتقد بشدة". وأضاف "سيتم تذكره لإخلاصه في تطوير عُمان لتصبح أمة مستقرة ومزدهرة، وكأب للأمة الذي سعى لتحسين حياة الشعب العُماني. ولقد كان من دواعي سروري مقابلة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد، وأدهشني التزامه بالسلام والتفاهم بين الأمم وبين الأديان، إنه يترك إرثًا عميقًا، ليس فقط في عُمان ولكن في جميع أنحاء المنطقة أيضًا". واختتم قائلا: "المملكة المتحدة صديق فخور وشريك دائم لعُمان، وأفكارنا ودعواتنا للشعب العُماني".
وكان وزير الخارجية دومينيك راب، من بين آخرين أشادوا ووصفوا حكم السلطان الذي دام 50 عامًا، بأنه "يحظى باحترام واسع"، وقال إنه عمل بجد من أجل "تعزيز السلام والاستقرار في عُمان والمنطقة ككل".
وعن تداول السلطة، قالت سينزيا بيانكو زميلة أبحاث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "سلكت الأسرة الطريق الأقل إثارة للجدل، مفضلة الوحدة بدلاً من النقاش المطول".
"نيويورك تايمز": قابوس حول عُمان إلى واحة سلام مزدهرة
ووصفتْ صحيفة نيويورك تايمز السلطان قابوس بأنه جعل عُمان واحة مزدهرة لصنع السلام، وأخرج أمته من الفقر، ولعب دور الوسيط في محادثات هادئة بين الأعداء الدوليين. وقالت الصحيفة إنه في منطقة تعج بالطائفية والانقسامات السياسية والتدخل الأجنبي، حرص السلطان قابوس على تبنِّي نهج دبلوماسي يرتكز على الاستقلالية وعدم الانحياز، وأصبح قائدًا نادرًا حافظ على علاقاته بمجموعة واسعة من القوى العالمية، وقد منح ذلك عُمان لقب "سويسرا الشرق الأوسط"؛ حيث يمكن للخصوم الذين يقاتلون بعضهم البعض في أماكن أخرى الالتقاء بمحادثات هادئة. وأضافت الصحيفة أنَّ جهد السلطان قابوس ناجح إلى درجة أنه في العام 2010، صنفت الأمم المتحدة عُمان في المرتبة الأولى في العالم من حيث تقدم مؤشر التنمية البشرية على مدار الأربعين عامًا السابقة، متقدمة على الصين.
وقال جيه إ. بيترسون المؤرخ السابق لقوات السلطان المسلحة في مسقط، والخبير في شؤون الخليج: "إن أكبر إنجازات السلطان كانت وضع بلاده على طريق التنمية". وأضاف "وضع السلطان قابوس خطة للتنمية، وأنشأ حكومة لم يكن لها وجود من قبل، وخلق سياسة خارجية".
كما تحدثت الصحيفة أيضا عن جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور، وتعهُّده بمواصلة طريق السلام في البلاد واتباع دبلوماسية سلفه الهادئة.
"واشنطن بوست": عُمان وسيط إقليمي قوي
كما كتبت صحيفة واشنطن بوست أنَّ السلطان قابوس قد حول عُمان إلى وسيط إقليمي قوي. وقال عبدالله باعبود أستاذ الدراسات الإقليمية في الخليج في جامعة قطر للصحيفة "قابوس كان حقاً مُنشِئ الأمة". وأضاف "لقد حول التنافس القبلي والصراعات على مجموعة من المناطق إلى شعور بالأمة الواحدة".
وقالت الصحيفة إنه بينما حاولت دول الخليج الأخرى أن تتفوق على بعضها البعض من خلال مراكز التسوق والمتنزهات، ركزت عُمان على الأولويات الثقافية في المنطقة؛ من بينها: دار للأوبرا على مستوى عالمي.
كما تحدثت الصحيفة عن جلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم -حفظه الله ورعاه- وتعهداته في أول تصريحات علنية له ووعده باتباع نفس المبادئ الخاصة بالسياسة الخارجية للدولة، والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب، وسلوك حسن الجوار المتمثل في عدم التدخل في شؤون الآخرين. وأشادت الصحيفة بسرعة وسهولة تداول السلطة في البلاد؛ مما يشير إلى رغبة العائلة المالكة في ترسيخ الوحدة والاستقرار.
"CNN": قابوس أسس عُمان الحديثة المزدهرة والمحبة للسلام
ووصفت "سي.إن.إن" الأمريكية السلطان قابوس بأنه قائد كبير، كان يلعب دورا رئيسيا في الدبلوماسية والشرق الأوسط، وحافظ على علاقات قوية مع الدول الغربية. كما تناولت وصف الرئيس الأمريكي الأسبق جوج بوش للسلطان قابوس بأنه "قوة مستقرة في الشرق الأوسط وحليف قوي للولايات المتحدة". وأضاف "كان لصاحب الجلالة رؤية لعُمان حديثة ومزدهرة وسلمية، وأراد أن تصبح هذه الرؤية حقيقة".
"بلومبرج": مواقف تاريخية للسلطان قابوس خلال مسيرة حافلة
وأشادت وكالة بلومبرج الإخبارية بمواقف السلطان قابوس المشرفة والوسطية؛ فقد وصفت الوكالة عُمان بأنها وسيط محايد في المنطقة، وأن لها العديد من المواقف التاريخية؛ مثل: رعاية محادثات وقف إطلاق النار خلال الحرب الإيرانية-العراقية في الثمانينيات، واستضافتها للمناقشات السرية بين الولايات المتحدة وإيران والتي مهدت الطريق للاتفاق النووي التاريخي في العام 2015.
وقال جاري جرابو سفير الولايات المتحدة السابق في عُمان: "لقد تم إنجاز هذا العمل الرائع دون استعداء الدول الأخرى". وأضاف "أصبحت سلطنة عُمان تُعرف بحق بأنها جزيرة الاستقرار في منطقة مضطربة للغاية".
وأشادت الوكالة باحترام العائلة المالكة لرغبات السلطان قابوس وقرارهم بفتح الوصية وتنفيذ ما فيها دون انتظار انتهاء المهلة المقررة لهم.
وقالت كريستين سميث ديوان عالمة مقيمة بارزة في معهد دول الخليج العربي في واشنطن: "لقد نجت عُمان من الاختبار الأول؛ فانتقلت إلى مرحلة انتقالية جيدة التصميم تنقل سلطة وإرث السلطان قابوس إلى خلفه في المنطقة".
وأكد مارك فاليري الخبير في الشأن العُماني بجامعة إكستر في المملكة المتحدة، أن الاقتصاد سيتصدر قائمة التحديات.
وقالت صحيفة فايننشال تايمز إن السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور بنى نهضة عُمان الحديثة، محولا بذلك ثالث أكبر دولة في شبه الجزيرة العربية إلى جسر دبلوماسي اجتاز مسارًا محايدًا عبر متاعب المنطقة.
وذكرت الصحيفة أنه في منطقة تعاني من الصراع الطائفي، فإن إرث جلالة السلطان الراحل يتمثل في التماسك الوطني القائم على الالتزام بالتعاليم الدينية والتقاليد العُمانية الأصيلة.
وصفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" جلالة السلطان قابوس بأنه شخص يملك كاريزما سامية ورؤية ثقاقبة، فقد سلك طريقا محايدا في الشؤون الخارجية.
ووصفت مجلة "ذي إيكومونست" جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيَّب الله ثراه- بأنه سلطان النهضة، كانت مهمته الأساسية تحديث سلطنة عُمان، كما لعب دورا كبيرا في بناء مسار دبلوماسي عُماني محايد على مستوى العالم، وقالت إن وفاته أحزنت العالم.
ونقلت شبكة "سي.إن.إن" العربية عن جريدة "الرؤية" خبر تنصيب حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث أدى جلالته اليمين القانونية أمام مجلس عُمان، صباح السبت، سلطانا لعُمان؛ وذلك بموجب الأساسي للدولة.
وكانت جريدة "الرؤية" أول وسيلة إعلامية تنشُر نبأ تنصيب جلالة السلطان المعظم، ونقلت وكالة رويترز وشبكة الجزيرة نت عن جريدة "الرؤية" الخبر ذاته.