استذكر منتدون تجربة الكاتب والقاص بدر عبدالحق في أمسية ثقافية، مساء أمس السبت، بمنتدى الرواد الكبار في عمان، بمناسبة مرور 12 عاما على رحيله.
وقالت مديرة المنتدى، هيفاء البشير في ندوة حملت عنوان: "تجربة الكاتب بدر عبدالحق" وأدارتها القاصة سحر ملص، إن "صدى كلمات الكاتب الراحل وذكراه ما زالت تدق في أعماقنا مثل ناقوس لتوقظ ما تّرهل وبدأ بالتماوت في أعماقنا من إحساس دافق تجاه الحياة وقضاياها".
وقدم الناقد الدكتور نضال الشمالي قراءة في المشروع الأدبي لبدر عبد الحق قال فيه: "إن عبدالحق أنجز حضوراً لافتاً على الساحة الصحفية والأدبية في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وكان هذا الحضور محفوفا بأعباء إدارية ألمتّ به وصقلته، بالرغم أنه لم يكتب من القصص القصيرة ما يؤهله ليكون في طليعة القاصين الأردنيين، فهو لم يكتب في مجال القصة القصيرة سوى مجموعتين، إلا أن المستوى الفني لهذه المجموعة كان يبشـّر بكاتب قصة يمكن المراهنة عليه، وهذا يدل على أن مشروع القصة القصيرة عند عبدالحق كان مشروعا مؤجلا، حيث يلاحظ تطورا تقنياً في بنية القصة القصيرة عنده".
وبين الشمالي أن القصة عند عبدالحق تصوّر تجربة نفسية أو مجموعة من اللحظات في ذهن إنسان، لافتا إلى أن لغته توزعت بين المباشرة في بعض الأحيان، والإيحائية التصويرية الشعرية في أحيان أخرى. المؤرخة الدكتورة هند أبو الشعر رأت أن عبدالحق لا يحتاج إلى تقديم أو تعريف فهو حاضر، مشيرة إلى بعض الذكريات التي جمعتها معه هو وفخري قعوار في زمن تسيد فيه فن القصة القصيرة وازدهر.
وقالت أبو الشعر إن "عبدالحق إنسان استثنائي يملك روحا عصية على التدجين، وهو قاص له صوته الخاص، لا يشبهه فيه أحد يبتدع شخصيات تستوقفك، وقد لا تعجبك، لكنها تفكر وتتساءل وتهز الوجدان والعقول معا".
ولفتت الدكتورة دلال العنبتاوي لدلالة العنوان في القصة القصيرة عند عبدالحق، موضحة أن شكل العنوان وحضوره في نصوص الراحل "بوصفه بنية كتابية تعلو النص وتتعالق معه دلاليا".
وخلصت عنبتاوي إلى أن الخوض والحديث عن عالم عبدالحق هو مغامرة كبرى فنحن نقف أمام مبدع حقيقي كان يسير بخطى واضحة متميزة في عالم الإبداع إلا أن أكثر ما يلفت في تجربة الراحل الإبداعية أنها اتكأت على عنصرين مهمين من عناصر الإبداع ودعامتين مهمتين جدا وتحتاجان إلى قلم مبدع وروح شفافة تلتقط ما حولها بكل قوة وثقة وإبداع هما؛ القصة القصيرة والمقالة.
وتحدثت زوجة الراحل عبدالحق، سلامة الجماعيني، عن أبرز المحطات في حياة الراحل، منذ أن وجد في نفسه الجرأة ليجالس أصدقاء أخيه صادق عبد الحق وأخذ يتنسم أخبار الأدب ويبدأ النقش لأول مقالة يرسلها إلى أحد المجلات المختصة لينتظر ويرى اسمه فيها "فينام تلك الليلة على مجد عظيم"، مشيرة أن أول مجموعة قصصية كتبها بالشراكة كل من "بدر عبدالحق، فخري قعوار، خليل السواحري"، كانت الشرارة لجيل من المبدعين الجدد.
وتطرقت لتجربة عبدالحق الصحفية وطقوسه أثناء الكتابة.