المرأة هي نصف المجتمع ويجب النظر اليها علي انها سبباً في اصلاح المجتمع ، وهي سببا في نهضة المجتمع وتقدمه. ومن المؤكد أن حقوق المرأة في الاردن تحتل موقعا بارزا على خارطة الفكر والثقافة ، وأن هناك جهدا واهتماما وسعيا سياسيا لتمكين المرأة ليس فقط باعتبارها شريكا مساويا ولكن باعتبار أن العبء الأكبر من التنمية الشاملة يقع على عاتقها. فنجاح برامج التنمية واستدامتها مرهون بمشاركة العنصر البشري وحسن إعداده وطبيعة تأهيله. وأن للمرأة دور حيوي في التنمية الأقتصادية والأجتماعية والسياسية، وفي مواجهة ما يحيط بها من مشكلات عملية وعالمية، وهو دورا لا يقل عن دور الرجل، بل يتميز عنه باعتبارها عنصرا فعالا ومهما وقوة من قوى الفكر والابداع و الإنتاج والخدمات، وموضوعاً للتغيير ومحدثا له.
و جلالة الملك عبد الله الثاني من اول المبادرين في انصاف المراءة، حيث ورد ذلك في جميع توجياته من خلال لقاء جلالته مع جميع اطياف الشعب الاردني في مواقعهم في المحافظات والبوادي والارياف . وجميع الاوراق النقاشية والتي تعد اساسا لتوجية منظومة التخطيط الاستراتيجي للدوله . واذا لم نشرك المراءة في صياغة وصناعة القرار الاستراتيجي فهذا يعني في الواقع أننا نحرم انفسنا من إبداع وإنتاجية نصف السكان.
واذا نظرنا الى دور المرأة في السياسة نجد انها على المستوى المحلي والاقليمي والعالمي تحظى بفرص قليلة من المشاركة بالعملية السياسية وصنع القرار وصياغته ، خاصة دورهن في الانتخابات، وهذا بالرغم من حقها في المشاركة في العملية الديمقراطية وعملية صناعة القرارات السياسية ، وتواجة المرأة بعض المعوقات التي تواجهها للمشاركة في العملية السياسية، وذلك لوجود بعض القوانين التي تحد من مشاركة المرأة في العملية السياسية ، لكن مع مرور الوقت تحاول المراء شيئ فشيئ لتاخذ مكانتها، لتلعب دورها في صنع وصياغة القرارات السياسية.
إن الدول التي تعامل النساء بكرامة، ، وتمنحها حقوقاً متساوياً (مع الرجل) في جميع النواحي ، وتمنحها فرصة متساوية للإسهام في الحياة العامة. إن هذه الدول هي الدول الأكثر استقراراً وقابلية للحياة والنمو، والقدرة على مواجهة تحديات القرن الجديد . وتظهرأهمية إشراك المرأة في التخطيط الاستراتيجي التنموي الشامل وتقليص الفجوة بين الجنسين، ودور التنمويين بتوعية المجتمع بالأدوار الفعالة للمرأة، وتحديد المشكلات التي تعوق وصولها إلى مواقع العمل ، ومواقع صناعة القرار وإدماجها في عملية التنمية.
وهناك دور اساسي للمراءة في بناء السلام حيث تعد قضية دور المرأة في تحقيق السلام واحدة من أهم القضايا النظرية والعملية ، و شهدت هذه الفترة تطوراً ملحوظاً وبوتيرة متسارعة وملفتة للنظر في مناقشة قضايا المرأة وربطها بعدد من القضايا الأخرى الهامة على الساحة الدولية كالتنمية، وحقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب والعنف، والإصلاح السياسي، وأخيراً بتحقيق السلام العالمي، المطلب الأول والأهم للبشرية جمعاء. حيث ان للمرأة دور اساسي ومهم في هذا الجانب لكونها شريك أساسي في تدعيم قيم السلام في المجتمع.
وفي النهاية : يجب علينا ادراك دور المرأة الفعال الذي تلعبه في المجتمع ، من تربية الابناء والمهام المنزلية الى المشاركات السياسة والعلمية والعملية وكذلك التربوية، وكل هذه المهام التي تقوم بها المرأة جعلها محل احترام وتقدير على كافة الاصعدة . بالرغم من قصور الجوانب التطبيقية في العالم العربي، خاصة قضية تمكين المرأة و ضعف الوجود النسائي على ساحة صناعة وصياغة و اتخاذ القرار العربي رغم ما تمتلئ به الساحة العربية من مبادرات تتعلق بهذا الشأن.
ولن تتحقيق أهداف تمكين وتاهيل المراءة ولن يكتب لها النجاح ما لم تتحول الثقافة إلى قوة دافعة للتغيير والانطلاق ، وذلك بوضع سياسة تهدف إلى نشر ثقافة المساواة والاعتراف بالمرأة ودورها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والامني. وأن يتم تضمين هذه السياسة ضمن المؤسسات التعليمية والإعلامية في المجتمع. وذلك لمواجهة المعوقات الاجتماعية والثقافية التي تحول دون تطوير قدرات المرأة ومشاركتها في عناصر قوة الدولة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والامنية ...وغيرها . فالقضية ليست قضية تعليم المرأة وعملها فحسب إنما قضية الإطار الثقافي الذي يتحقق فيه هذا وذاك.