من رياض أبو زايدة- شارك رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز في حفل تأبين الكاتبة والمخرجة الراحلة مارغو ملاتجليان، الذي أقامته وزارة الثقافة، مساء اليوم السبت.
واستذكر الرزّاز مراحل مهمة من حياة الكاتبة الراحلة، ومكانتها الثقافية، ودورها المهم في التأسيس لأدب الطفل في المملكة.
وقال في كلمة له خلال الحفل الذي أقيم في المركز الثقافي الملكي، إن الكاتبة الراحلة كانت صاحبة مشروع ثقافي وطني أردني وانساني وعالمي، استفادت منه الكثير من الأسر الاردنية، والعربية.
وأشار إلى تجربة الراحلة بتأسيس نادي أصدقاء الأطفال في جبل اللويبدة، وعن تأثير هذا النادي في تنمية شخصية الطفل آنذاك، وكيفية إحداث التغيير، من خلال إفساح المجال للكثير من الأطفال في التعبير عن أنفسهم من خلال الدراما والمسرح، ومن خلال علاقتها الايجابية، وتواصلها الدائم.
وتحدث الرزاز عن تأثير مؤلفات الكاتبة الراحلة على الأطفال، وإقبالهم عليها لأنها تمكنهم من فهم الآخر، وفهم علاقتهم بمحيطهم، وتمكنهم من طرح الأسئلة، إضافة إلى موضوعاتها المتنوعة والجاذبة التي تعزز من ثقافة العمل الجاد من خلال شخصيات مجتمعية واقعية، مشيراً إلى أن الكثيرين تأثروا بحياة هذه الكاتبة والانسانة.
وقال، "إذا أردنا أن نفهم الآخر، وأن نبني القدرة على التعاطف والتسامح، فعلينا إيجاد فسحة اجتماعية ترتكز على الثقافة والقراءة والمسرح لأنها تساعدنا على تعميق الفهم بين الناس".
من جهته، قال وزير الثقافة الدكتور باسم الطويسي إنّ الوزارة اذ تستذكر الحياة الثقافية للراحلة ملاتجليان، وتقدر المكانة المرموقة التي وصلت إليها، ستبقى ملتزمة بالوفاء لعطاء الأردنيين ومساهمتهم في إثراء الثقافة الوطنية والعربية والانسانية بكل ما هو مفيد ويحقق الثراء المعرفي والوجداني، مشيراً إلى أنّ الوزارة ستعيد طباعة مجموعة من أعمال الكاتبة الراحلة ضمن مشروع مكتبة الاسرة لهذا العام تكريما لانجازاتها.
وبين أن ملاتجليان تعتبر من أوائل المهتمين بأدب الطفل وفنونه، فكانت مساهمتها الفعالة في رعاية الطفولة من خلال أعمال أسرة المسرح الأردني في ستينيات القرن الماضي وبقيت وفية لهذه الرسالة النبيلة حتى ايامها الأخيرة.
وأضاف: "لقد برز دور الكاتبة الراحلة في تنمية القراءة، وتعزيز حب اللغة العربية الفصحى، والنهوض بثقافة الأطفال وجالت العالم العربي والعالم وهي تنشر هذه القيم العظيمة إذ كانت تسعى لتوظيف الأشكال الأدبية المختلفة : كالقصة، الشعر، المسرح، ومسرح الدمى لجعل عملية تعليم وتعلّم اللغة العربية أكثر إمتاعا وتأثيراً وفي تعزيز حب القراءة".
وتحدثت الشريفة هند بن ناصر عن الرسالة التي كانت الكاتبة الراحلة إلى تحقيقها من خلال تعاملها مع الأطفال، ومحبتها الدائهم لهم، ورؤيتها في إحداث تغيير نوعي في حياة الأطفال من خلال التعبير عن أنفسهم وتعاونهم الدائم مع بعضهم البعض، وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وثقافة العمل الجماعي.
بدورها، أشارت العين هيفاء النجار إلى التزام الراحلة في عملها مع الأطفال وإيمانها الدائم بالطرق الحديثة في التعليم التي تركز على الفطرة، والتعلم الذاتي الذي يدخل الفرح والسرورعلى الطفل، فيما تحدثت مديرة مؤسسة رواد التنمية المخرجة سمر دودين عن تأثير الكاتبة الراحلة مارغو ملاتجليان كمنوذج ملهم يجسد الابداع.
وقال أمين سر رابطة الكتاب الأردنيين محمد المشايخ، إن الكاتبة الراحلة أنجزت أكثر من 30 عملاً مسرحياً في مسرح الدمى والطفل، إضافة إلى 30 كتاباً مصوراً، وعقدت الكثير من الورش المتخصصة في المدراس.
وأكدت مدير المركز الوطني للثقافة والفنون لينا التل، أن مارغو ملاتجليان تفاعلت بحماس مع أنشطة المركز ومنها مؤتمر الأطفال العرب، كما أنها مهدت الطريق أمام الكثير من الممثلات في العمل في المسرح وفي الفنون الأدائية بشكل عام، ودمج هذه الفنون في التعليم والتنمية.
وخلال الحفل، عرض فيلم قصير من إنتاج وزارة الثقافة، وكتابة أروى الزعبي، وتعليق الفنان نصر عناني، واخراج رمضان الفيومي، واسحق ياسين، رصد مراحل مهمة من حياة الكاتبة الراحلة، ومسيرتها الفنية.