عندما تشتد المحن يبرز الرجال وتخلد المواقف، مواقف الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، انهم أبناء الأردن الأوفياء له القابضين على الجمر، رجال قواتنا المسلحة الباسلة، الجيش العربي، الذي حمل هذا الشعار ونهل من مؤسسة المبادئ والقيم العربية الأصيلة
للجيش في الأردن حكاية خاصة وأي حكاية انها حكاية تاريخ دولة ومجد امة فمنذ البدايات كان الجيش وكان البناء فلا يذكر تاريخ الوطن الا و يذكر الجيش فالجيش المدافع عن الوطن والجيش الذي ساهم في نشر التعليم في مختلف مناطق المملكة منذ بداية القرن العشرين والجيش الذي ساهم في المحافظة على حياة الأردنيين واهتم بالصحة والجيش المساهم في توطين البدو الرحل والجيش المتواجد في كل مفصل من مفاصل الدولة والحياة الأردنية لا يمكن ان ينكر دوره احد
وبعد تأسيس المملكة مر الأردن والأمة بالمحن والمؤامرات التي حيكت بشكل عام على الأمة العربية والأردن بشكل خاص فكان الجيش المدافع الأبرز والمقاتل الشرس في سبيل حماية الامة، حتى ان مجموع ما قتل على يد الجيش الاردني في حرب 48 من العدو يتجاوز عدد من اسر من جيوش احد الدول العربية لدى العدو وكان ما كان من بطولات شهد له بها الأعداء قبل الأصدقاء
وتعرض الوطن للازمات الداخلية في الخمسينات والستينات مع المد القومي وتم تهجير بعض الاحزاب السياسية من موطنها الأصلي ولاذت بالأردن وكان صدر الأردن الأرحب والأوسع وكان الجيش هو الحامي بعد الله عز وجل لها
وفي عام 67 بقي الجيش الأردني ثابت مقاتلا ينتظر الغطاء الجوي المنتظر من الشقيق الأكبر الذي لم يعترف للاردن انه قد تم تدمير سلاحه الجوي الا بعد النكسة مما اجبر جيشينا على التراجع لكنه تراجع الكرار ولي الفرارو فكانت معركة الكرامة بعد اقل من عام على هزيمة حزيران حيث حقق بها الجيش العربي النصر الاول للعرب على العدو الصهيوني مخلدا في سفر التاريخ هذا المجد للامة، وكانت أحداث عام 70 وما شهده الوطن وضاقت الدنيا بما رحبت وتكالب الجميع على الوطن من الخارج والداخل فكان الجيش وكان الوطن
استذكر هذه الأحداث في هذه اللحظات الحرجة كي أقول لكل المرجفين والموتورين ان الأردن قوي برجاله وأهله وعقيدته الاردن لن تهزه أزمة عابرة ،ان لحظات الالم والمحن مفيدة جدا فلن ننظر إلى آلالم الا انه المخاض للقادم الافضل وننسى بالفرح ذلك الالم، إن الذهب حينما يستخرج خاماً لابد أن يوضع في النار حتى ينقى من الشوائب ويصير ذا قيمة
والمحن مفيدة جدا أنها تظهر الصديق من العدو وتعرف الإنسان على محبيه وايضا مبغضيه كل هذا يظهر وقت الشدة، أما المحب فيقف بجانبك منصفاً، وأما المبغض فيقف وراءك شامتاً
وفي المحن يبحث لك المحبون عن عذر، والمبغضون يبحثون لك عن عثرة، والمنصفون يوازنون الأمور حتى يحكموا بالعدل
نعم ننظر الى الجيش لأنه درع الوطن وسياجه المنيع لأنه المساهم الأكبر في تنمية الأردن منذ التأسيس وحامي المنجزات
أنهم رجال الأردن الذين يقدموا دمائهم مهرا حتى يظل الأردن عزيز معافى وما اليوم الذي سيجتاز الاردن فيه هذه المحنة ببعيد، أن الالتفاف حول الجيش وسائر الاجهزة المعنية وتنفيذ تعليماتها، تهدف أولا وأخيرا الى حماية الوطن من هذا الوباء وان ما يقوم به الجيش مع كافة الاجهزة المعنية بمواجهة الوباء، هدف سامي و جهاد بالنفس ليس بعده جهاد لتجنيب الوطن والمواطن أي أذا، عشتم جنود الوطن وعاش الوطن عزيزا بكم في ظل القيادة الهاشمية، فالأنظار تتجه لكم و الى كافة الأجهزة المعنية للتصدي لهذا الوباء من خلال تعاون ووعي المواطنين كافة حمى الله الاردن والأردنيين والإنسانية جمعاء من هذا الوباء