الاتهامات بأن الفيروس كورونا مخلق ضمن أبحاث حرب بيولوجية انطلق من أطراف متعددة وتستند إلى مقاطع من أفلام أو كتب تتحدث عن فيروسات وحروب بيولوجية، لكن رأى العلماء يختلف فيما يتعلق بالحرب البيولوجية، ومن يتابعون المجلات والمطبوعات العلمية يدركون أن أبحاث الحروب البيولوجية من الصعب أن تدخل إلى الفيروسات باعتبارها كائنات يصعب السيطرة عليها ثم إن مجلة نيتشر أحد أهم المجلات العلمية نشرت ورقة علمية تؤكد أن فيروس كورونا الجديد تطور طبيعى من أجيال سبقته وتؤكد أنه ليس مصنوعا ولم يتم تطويره معمليا المجلة نشرت الخريطة الجينية لفيروس كورونا وكيفية تحوره
لكن للأسف فإن الكلام العلمى والأبحاث لاتجد طريقها إلى الجمهور وسط زحام من الهواة وأنصاف المتوتين والبلوجرز ممن يريدون التريند أكثر مما يستهدفون التوعية والتعريف ولهذا يبدو التضارب واضحا فيما يتعلق بحقيقة الفيروس وحجم ما تحقق من تقدم علمى فيما يتعلق بالعلاج وأبحاث اللقاحات، حيث أعلنت جهات علمية صينية وألمانية عن تجارب بأدوية فيروسية أو مضادة لطفيل مثل الملاريا وأنها حققت تقدما كما أعلنت جهات ألمانية عن احتمال توفر اللقاح فى الخريف القادم فيما أعلنت الصين عن تجارب للقاح كوفيد 19 طوره فريق الأكاديمية تشن وى وبدأت التجارب السريرية
فيروس مجهرى تسلل إلى الجنس الصينى بين عشية وضحاها فتسبب في إصابة الآلاف وحصد الأرواح والعالم مصدوم ولا يعرف ماذا يفعل تجاه العدو الغامض الخفي الذي ظن العالم أنه لن يخرج من الصين
الفيروس الغامض الذى ظن العالم أنه لن ينتقل إليه لما بيننا وبينهم من بحار ومحيطات وجبال أصبح في إيران وإيطاليا وفرنسا وأمريكا وألمانيا وأخيرا وصل إلى الشرق الأوسط فالانتشار يتزايد يوما بعد يوم ولا أحد يعرف كيف يوقف زحف هذا الفيروس إلى مختلف دول العالم
البعض فى حالة هلع من كورونا والبعض الآخر يسخر منه فتجربة الصين أكدت أنه ليس رعبا ومصيرا محتوما وفى نفس الوقت لا يمكن بالسخرية واستعراض العضلات واللامبالاة في مواجهة مخاطره ومضاعفاته التي قد تودي بالحياة
الصين اختارت السيناريو الأمثل والأصح في الأزمة لتتحول إلى خلية عمل لمواجهته منعت الاختلاط وأغلقت المولات ودور العرض والمناسبات وفتحت المستشفيات ليبدأ الجميع بالالتزام بكل الإجراءات الاحترازية والوقائية والبقاء بالمنازل التي قادتهم في النهاية إلى تجاوز الأزمة معلنين السيطرة على الفيروس فالمسألة لا تتعلق بفلسفة إعلامية إنما تتعلق بالمعطيات والنتائح وفق تعامل وسياسة كل حكومة وشعبها مع الوضع بداخلها
أما إيطاليا فلها رواية أخري فالجميع سخر من الفيروس ونواب البرلمان قالوا إنه أزمة مفتعلة ولن نلتفت لها فلم يلزموا بالتعليمات والحجر المنزلي ولم يكن لديهم أي جدية في اتباع التعليمات والاستمرار في المخالطة فما كان إلا أن انتشر المرض وتحولت إيطاليا السياحة والرومانسية والجمال إلى مدن هادئة الجميع يلزم منازله وهو ما يتطلب التعامل بكثير من الحذر مع كورونا، فالكرة في ملعب الجميع فعليكم اتباع التعليمات الاحترازية والبقاء في المنازل منعا لانتشار عدوي كورونا
وهنا الدعوة إلى كل مواطن اردني يخشى على نفسه وبلده من الوباء بالالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية والبقاء في المنزل لكون الإجراءات التي تتخذها الحكومة ليست ما هي إلا إجراءات في النهاية إذا لم نقوم كمواطنين بالالتزام بها وتطبيقها حتي نعبر الأزمة