المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال في العقبه٠٠ويظهر في الصورة المرحوم معالي محمد نزال العرموطي والمتصرف غالب ازمقنا والمحافظ عيد القطارنه
غالب ازمقنا
غالب ازمقنا يتحدث عن عمان أيام زمان غالب ازمقنا/ (منجا واللبن) هما القريتان الوحيدتان من قرى الفايز/ بني صخر اللتان لم يستطع (الخوين) الغزاة اقتحامهما
مياه سيل عمان الغزيرة لم يكن أحد يستطيع اجتيازها إلا بواسطة جسر.
ملعب النادي الأهلي برأس العين وملعب الكلية العلمية الإسلامية كانا الملعبين الوحيدين بعمان
كانت البساتين الخضراء (أيام زمان) تغطي منطقة المهاجرين.
فقدت عمان أجمل معالمها عندما قامت الدولة بتركيب أجهزة لضخ المياه على نبع رأس العين وتم تجفيف مياه سيل عمان.. وأصبح مكرهة صحية.
الأسم غالب محمد أحمد إزمقنا
مكان وتاريخ الولادة: الطنيب – عام 1945م.
درست بالكتاب برأس العين – عمان عند الشيخ محمد الطبل وعند الشيخ فارس الأعرج ودرست الابتدائي في مدرسة موسى بن نصير (الهاشمية سابقاً) بشارع المهاجرين وكان مدير هذه المدرسة هو: حسيب الخطيب وأتذكر من المدرسين الأستاذ هاشم تلستان، وكذلك درست بالمدرسة العباسية برأس العين.
درست المرحلة الإعدادية: بمدرسة الأمير محمد في طلوع الجوفة وكان مديرها الأستاذ يوسف زريقات وأتذكر من أساتذتها الأستاذ نفيس مدانات وهو الآن دكتور بجامعة مؤتة.
درست الثانوية: بمدرسة رغدان والتي كان مديرها الأستاذ مصطفى الحسن، وأتذكر من أساتذتها سميح إسكندر ومحمد بزادوغ، وأتذكر من زملاء الدراسة أحمد عبد الحفيظ الزبن والذي أصبح برتبة لواء بالجيش وكذلك الفريق الطبيب مناف حجازي الذي أصبح مدير الخدمات الملكية بالجيش.
تخرجت من المدرسة عام 1964م وقد توظفت مباشرة بوزارة الداخلية عندما كان معالي الأستاذ محمد نزال العرموطي وزيراً للداخلية، وفي هذه الأثناء انتسبت لجامعة دمشق – كلية الحقوق وخلال دراستي بجامعة دمشق التحقت بالقوات المسلحة بالتجنيد الإجباري لمدة سنتين عام 1968م – 1970م وفي عام 1974م حصلت على شهادة الحقوق من جامعة دمشق.
تدرجت بالمناصب الوظيفية بوزارة الداخلية حتى أصبحت مساعداً لمحافظ العاصمة بدرجة متصرف.
التحقت بالجامعة الأردنية بالدراسات العليا عام 1982م بكلية الآداب – قسم الصحافة والإعلام وحصلت على دبلوم الدراسات العليا عام 1984م ثم التحقت بالجامعة الأردنية بالدراسات العليا – كلية الحقوق وحصلت على دبلوم الدراسات العليا في القانون العام بتقدير جيد جداً عام 1992-1993م.
أحلت على التقاعد عام 1995م عندما كان وزير الداخلية معالي سلامة حماد وكان محافظ العاصمة طلعت النوايسة.
ثم التحقت بنقابة المحامين الأردنيين كمحامي متدرب في مكتب الدكتور المحامي (جميل أزمقنا) وحصلت على إجازة في المحاماة والآن مكتبي الخاص في منطقة الشميساني بعمان – شارع عبد الحميد شرف.
المرحوم علي إزمقنا و(غزو الخوين) للأردن عام 1924م
كان من الرجالات المعروفين على مستوى العشائر الأردنية لا سيما في منطقة الوسط بين عشائر بني صخر وعشائر البلقاوية حيث كان مختاراً وهو أول مختار في حي المهاجرين بعمان، وقبل ذلك كان مختاراً في قرية (الطنيب)، بني صخر التي مكثت فيها عشيرته لفترة طويلة من الزمن بعد انتقالنا اليها من قرية منجا – بني صخر والتي انتقلنا إليها من منطقة الشمال من ضمن الهجرات المتعددة التي هاجرها أجدادنا الأوائل والتي ابتدأت من (تيماء) في الحجاز إلى فلسطين ثم إلى منطقة إربد – شمال الأردن وبالذات منطقة الصريح ثم إلى منطقة منجا والطنيب ثم إلى العاصمة عمان، وترتبط عائلتنا برابطة القرابة الشديدة مع آل العرموطي هذه القرابة التي تمتد جذورها إلى العهد العثماني ثم تعززت هذه القرابة بالنسب والجوار في منطقة رأس العين وجبل نزال والمهاجرين ومنجا.
كان من أقرب أصدقاء المرحوم علي إزمقنا السادة التالية أسماؤهم: الحاج نزال العرموطي، والحاج زعل الكنيعان الفايز في منجا، وكذلك الحاج فهد الكنيعان الفايز والحاج الشراري الكنيعان الفايز، والحاج فارس الكنيعان الفايز حيث كانوا أصدقاء حميمين للمرحوم وعاشوا معه لمدة طويلة معاً في قرية منجا – بني صخر وقد شاركهم المرحوم في الدفاع عن (منجا) أثناء الغزو الذي تعرضت له المنطقة عام 1924م من قبل الوهابيين (الخوين) فقد صعد على سطح دار الحاج فهد الكنيعان كل من: علي إزمقنا وزعل الكنيعان وعقيل أبو معيرفة وتمترسوا فوق هذه الدار واطلقوا النار من بنادقهم الألمانية والإنجليزية على الغزاة (الخوين) ومنعوهم من الاقتراب... بينما ذهب فهد الكنيعان ونزال العرموطي للقتال في موقع آخر... لذلك فإن (منجا واللبن) هما القريتان الوحيدتان من قرى الفايز / بني صخر اللتان لم يستطع (الخوين) الغزاة اقتحامهما.
المرحوم (علي إزمقنا) كان من أوائل الناس الذين سكنوا عمان وكان معنا وبجوارنا الحاج نزال العرموطي وكان من ملاكي الأراضي برأس العين وجبل نزال وكذلك كان بجوارنا الحاج موسى النهار المناصير ويوسف المرزوق وصالح العبادي وأبو ظاهر الحياري وكان من جيراننا محمود عبد الله أبو رمان وعشيرة الجريري (والد العميد المتقاعد محمد الجريري)، والمحافظ السابق والمحامي (حالياً) محمد عمر الجريري ومنهم كذلك اللواء عبد المنعم الجريري (أبو فايز).
ومن عائلتنا أتذكر القاضي كامل إزمقنا (رئيس النيابات العامة سابقاً) وهو (حالياً) محام وهو النجل الأكبر للمرحوم علي إزمقنا حيث أتم دراسته بالقاهرة ومارس القضاء منذ الخمسينيات من القرن الماضي وأصبح رئيساً للنيابات العامة، وكذلك المحامي الدكتور جميل إزمقنا وهو النجل الثاني للمرحوم علي إزمقنا (عميد متقاعد) وكذلك العميد المتقاعد جمال إزمقنا الذي كان قد عين بوظيفة مساعد أمين عمان للشؤون المالية.
ومن الجيران في منطقة المهاجرين من الشراكسة أتذكر اللواء عزت باشا قندور (مدير الأمن العام الأسبق) ويوسف بوران الذي كان من رجالات الديوان الملكي الهاشمي المعروفين واللواء سعدو ماميلا (قائد الحرس الشركسي الخاص) للقصور الملكية وكذلك والده (ماميلا) وأتذكر معالي الدكتور محي الدين توق الوزير والسفير السابق، وكذلك (نايف مولا) وهو نائب سابق وكان سفيراً بوزارة الخارجية وأميناً عاماً لوزارة الإعلام (سابقاً) وكذلك أتذكر من جيراننا معالي الدكتور ممدوح العبادي أمين عمان الأسبق ووزير الصحة الأسبق وهو نائب في البرلمان.
حي المهاجرين في عمان أيام زمان:
حي المهاجرين في عمان كان من أكثر أحياء عمان القديمة المأهولة بالسكان من الشراكسة والعرب وكان مختار العرب في حي المهاجرين هو المرحوم (علي إزمقنا) الذي كان يكتب على ختمه (مختار حي المهاجرين – العرب) وكان هناك مختار للمهاجرين الشراكسة أسمه (بلال يوسف) وكان شارع المهاجرين يطل على منطقة رأس العين ومنطقة البلد حيث كانت هذه المناطق مشهورة بأشجارها الباسقة ومتنزهاتها وبساتينها بما فيها أشجار الفواكه (المشمش والرمان) فكل هذه المنطقة كانت بساتين خضراء وكان صاحب هذه البساتين من الإخوان الشراكسة وأتذكر بأننا كنا نشتري منه البصل والفجل والفقوس وكانت هذه البساتين تسقى من مياه رأس العين الغزيرة وكانت هذه المياه نظيفة وصالحة للشرب ولم يكن هناك -آنذاك- حنفيات ولم يكن هناك مصدر للماء سوى رأس العين وكان الكثير من العائلات ينقلون المياه إلى بيوتهم بواسطة القرب والجرار من ضمنهم سكان حي المصاروة، بجبل عمان وكذلك سكان رأس العين والمهاجرين حيث سكنا هناك لمدة طويلة جداً وكان جيراننا معظمهم من الشراكسة.
من الأحداث الهامة التي مرت علينا بمنطقة المهاجرين إنه تم تزفيت الشارع وإنارته بالكهرباء بأوائل الستينيات من القرن الماضي، مما أدى إلى اختلاف الأوضاع كثيراً عندنا وصرنا نشاهد بعضنا بالليل والنهار وقد كنا في الماضي نستضيء بواسطة أضوية الكاز.
وأثناء وجودنا بمنطقة المهاجرين كان لنا علاقة بمنطقة الطنيب ومنطقة السامك – أم البساتين حيث اشترينا أراضي زراعية بمنطقة السامك وما زالت لدينا حتى الآن نقوم بزراعتها.
جامع الشركس:
وكان إمام هذا الجامع هو المرحوم أحمد أفندي (أبو برهان) وهو الجامع الوحيد الموجود بمنطقة المهاجرين وقد كنا نصلي به معظم الأوقات خلف الإمام أحمد أفندي (أبو برهان).
منتزه رأس العين:
وأتذكر (منتزه رأس العين) وهو المنتزه الوحيد برأس العين حيث قضينا فيه أجمل أوقاتنا منذ الطفولة وحتى الآن، وقد كتبت مقالاً في جريدة الدستور عام 1983م بعنوان (رأس العين والذكريات الخالدة) وقد وصفت في هذا المقال الأشجار الجميلة بهذا المنتزه والاكشاك المصنوعة من الخشب التي كانت مخصصة لجلوس المواطنين التي كانت موجودة هنا، إضافة لتنسيق الحدائق والورود والأزهار بجميع أشكالها والتي كانت منسقة تنسيقاً رائجاً وسط هذه التشكيلة الجميلة من الورود والأزهار وقد تم وضع مقاعد لجلوس العائلات بداخلها.
وقد كان متنزه رأس العين متنفساً للاطفال والكبار في منطقة رأس العين ولجميع أهالي عمان (أيام زمان)؟!
النادي الأهلي برأس العين:
أتذكر النادي الأهلي برأس العين الذي كان بجانب متنزه رأس العين، هذا النادي العريق المعروف والذي تأسس في تلك المنطقة وكان ملعب النادي الأهلي وملعب الكلية العلمية الإسلامية هما الملعبان الوحيدان بالعاصمة عمان حيث كانت تجري بهما المباريات والمهرجانات الصيفية لكافة طلاب مدارس العاصمة.
(زمان) في النادي الأهلي كان يقام (بازار خيرياً) يحضر الناس إليه من جميع أنحاء المملكة، وكانت ملحقة بالنادي مدينة ملاهي لتسلية الناس وكانت يؤمها المواطنون من جميع أنحاء البلاد.
سيل عمان:
هو من معالم عمان الرئيسية منذ تأسيس الإمارة حيث كان نبع رأس العين يمتاز بمياهه الغزيرة والنظيفة وقد كانت هذه المياه خالية من جميع ما يعكر ويلوث صفاء هذه المياه من الملوثات لذلك كان الناس يقصدون هذا النبع من جميع أنحاء عمان ومن القرى المجاورة ليشربوا منه وكانوا ينقلون مياه السيل النظيفة إلى بيوتهم، وكذلك كان يشرب من هذه المياه حيواناتهم التي يربونها (الخيول والأبقار والأغنام) فيسقونها ثم يعودون إلى أماكن سكانهم في المناطق المجاورة في ضواحي عمان، وكانت مياه غزيرة حتى إن الشخص العادي كان لا يستطيع اجتياز السيل إلا بواسطة جسر أو كان يضع ألواحاً خشبية، لقد كانت مياه السيل غزيرة بل كانت أشبه بنهر؟!
واثناء الشتاء كان يرتفع منسوب المياه في السيل لدرجة إن مياهه كانت تتدفق إلى داخل البيوت المجاورة وكانت (أحياناً) تتسب بنوع من الكوارث.
وأثناء الصيف كنا نحن الأطفال – آنذاك- نضع حوامات ونسبح بمياه السيل من خلالها وكنا نصطاد الأسماك بواسطة الشبك الصغير كان يحيط بالسيل أشجار باسقة من القصب والدفلى ولا زالت بعض هذه الأشجار موجودة بالمتنزه (حالياً).
لقد فقدت عمان أجمل معالمها عندما قامت الدولة بتركيب أجهزة لضح المياه على نبع رأس العين وتجفيف مياه السيل وبالتالي تم البناء على المناطق المحيطة به، حتى أصبح مكرهة صحية.
سوق الحلال:
(زمان) كان يقع هذا السوق في نفس المنطقة التي فيها (الآن) مباني أمانة عمان الكبرى، كان يأتي إلى سوق الحلال الناس من جميع أنحاء المملكة وكل من يريد بيع أو شراء أي نوع من الحيوانات الأليفة وكان هذا السوق يفتح لمدة يوم واحد في الأسبوع وكانت الأمانة تستوفي رسوماً عند بيع كل رأس من الغنم بما يعرف بـ (الباج) فكانوا يقولون (أمسك الجمل وخذ باجه؟!) فكان الكثير من الناس يبيعون ما لديهم من مواشي وأبقار أو جمال بيعاً خارجياً بالتهريب حتى لا يدفعوا رسوم (باج) التي كانت لا تتجاوز عدة قروش؟!
(زمان) كان سوق الحلال مكتظاً ومليئاً بكافة أنواع المواشي والخيول والإبل.