كانت الراية الحمراء القانية تتقدم جيوش الثورة العربية الكبرى عام 1916 ، ثم بمبادرة من الشريف الحسين بن علي تم تصميم راية الثورة العربية الكبرى لتمثل الحضارة العربية العريقة من امية الى العباسيين والفاطميين ، وصولا الى الهاشميين لنكون نحن امتدادا للعصور العربية الزاهرة .
وكانت راية الثورة العربية الكبرى راية المملكة العربية السورية باضافة النجمة السباعية في منتصف المثلث الاحمر لدلالة انها الدولة العربية الاولى في مشروع النهضة العربية الذي يسعى لوحدة اقطار اسيا العربية .
بعد ميسلون ، كانت هذه الراية هي راية الدولة الاردنية كما هي ، وفي عام 1922 جرى تعديل ترتيب الالوان ليكون اللون الابيض في الوسط تمييزا له بين داكنين .
ومن الاخطاء التي ارتكبت في استخدام هذه الراية ، ان الشائع انها بدون النجمة تكون راية الثورة العربية الكبرى ، وحين تم تصميم شعار الدولة الاردنية عام 1932 ادخلت هذه الراية على اساس انها راية الثورة العربية الكبرى ، واستمر الامر حتى اعيد تصميم الشعار عام 1990 وبتثبيت الراية الاصلية للثورة داخل الشعار وفق الترتيب الاصلي الذي يكونى اللون الابيض في الاسفل .
الراية الاردنية هي رمز استقلال ، وقصة تاريخ ، على امتداد 1441 سنة هجرية من عهد الرسول عليه الصلاة والسلام
وفي الدستور الاردني احتلت المادة الرابعة منه مواصفات الراية الاردنية ، وصدرت بعد ذلك تعليمات رفعها واستخدامها ، ولها دلالات تاريخية عدا وضع معاني النجمة السباعية التي تتمثل بالمثاني السبع :الايمان بالله والدعاء للنهج المستقيم وادراك المنى والاهداف والاحساس بالشعور القومي والفضيلة والعدالة .
ومن ثم جرى تصميم راية جلالة الملك الخاصة ،وبعدها راية سمو ولي العهد . ونشير الى رايات الجيش العربي الاردني التي ابتدأت بالقاعدة الحمراء مع علم الاردن في الزاوية العليا اليسرى ، والسيفين والتاج في الزاوية السفلى اليمنى . ومن ثم صار اشتقاق راية سلاج والبحرية والقوات البرية والدفاع المدني والامن العام والدرك .
وحمل الاحتفال برفع راية الثورة العربية الكبرى العقبة ومن ثم الراية الاردنية بيد جلالة الملك عبدالله الثاني في محيط الديوان الملكي ، هذه حملت دلالات لتوجيه الاهتمام للراية كرمز استقلال ،ولها قيمتها التاريخية والمعنوية ،وترتبط بانتصارات الامة وعزتها من يوم مؤتة وافتداء القادة الشهداء لتبقى خفاقة في الاعالي ، فطالما يرى الجندي رايته في السماء وهو متيقن من سلامة موقف جيشه ، ويواصل القتال بمعنويات مرتفعة .
ولاحتفالنا الرابع والسبعين بعيد الاستقلال خصوصية فرضتها جائحة كورونا ، فكان التعبير بالراية التي يراها الجميع ، نهنئ بعضنا عن بعد بمشاهدتها ، ولكن لنعلم ان الراية كانت هي عنوان اي احتفال ، نزرعها على المباني وفي الساحات ، وكان كل متجر يثبت على باب متجره حمالة معدنية جاهزة لوضع الراية فيها ، عدا اننا لا زلنا نتذكر كيف كانت الراية تباع باستمرار في البقالات جميعها ، وحتى كانت صورة جلالة الملك في برواز من زجاج تباع في كل بقالة ولا حرج في ذلك ،ولا يوجد منزل إلا وتتصدر غرفة الضيافة فيه صورة جلالة الملك الحسين المعظم خاصة الصورة التي كانت "بكسكيت " سلاح الجو الملكي ،او بكسكيت اللباس رقم "1" اي اللباس الدركي الرسمي .
اليوم نرى توزيع الاعلام يتم رسميا وترفعه المؤسسات الرسمية ، ولا نريد المجاملة حين نقول ان نسبة المبادرة الذاتية في رفع العلم هي غير مرضية ، ونحتاج الى التعريف بمعنى الراية اكثر ، وتوجيه الاحساس الوطني ليدرك القيمة خاصة اننا بتصرفنا هذا نعطي درسا وطنيا لابنائنا الصغار ولنا جميعا ، لنعرف ان وطننا هو وطن الاستقلال والبناء والعزة ، وان راية الاستقلال هي التعبير عن العلو والسمو .
وكل عام ووطننا الاردني بالف خير وجلالة قائدنا أبو الحسين بالف خير .