السفير جمعه العبادي أسم مازال يتردد على ألسنة الجاليه الأردنية في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة فاثبت هذا الرجل وبكل جداره بأن السفير ليس منصب فخري وتشريف بل هو منصب تكليف وواجب وعمل وتمثيل دبلوماسي ومتابعة شؤون الجالية بكل جداره فنال إعجاب إخوانه النشامى الأردنيين منذ أن تم تعيينه عام ٢٠١٦ بإرادة ملكيه ساميه سفيرا للمملكة الأردنية الهاشمية في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي تربطنا بهم علاقة الأخوة العربية المميزة المتجذرة منذ عقود اسس بنيانها جلالة الملك الحسين بن طلال و سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمهم الله .
أن شخص سعادة السفير العبادي شكل علامة فارقة في العمل الدبلوماسي مما استرعى انتباه النخبة المثقفة من كتاب ومفكرين وقادة رأي، وجيّش خواطرهم مما جعلهم يقفون عند هذه الشخصية وقفة احترام وتقدير. مماّ دفعني شخصيّا إلى محاولة الغوص في بحر هذه الحالة وإلى التأمّل في مقومات العمل الدبلوماسي المثمر بشكل عام والذي يقوم على الكفاءة والمهنية والنجاعة والذي يشكّل المحكّ الحقيقي والمقياس الدقيق لنجاح أي سفير.
الحديث اليوم عن سعادة السفير جمعه العبادي ليس من باب المجاملة والإطراء بقدر ما هو تقييم موضوعي لا أداءه كسفير استطاع بكفاءته الدبلوماسية وحنكته وفعّاليته أن ينجح في تأدية المهام المناطة به خدمة لوطنه وسعيا إلى تقوية العلاقات الدولية الراسخة بين البلدين. فالكفاءة التي يتميّز بها سعادة السفير جمعه العبادي والذكاء الفطري والديناميكيّة الممنهجة والبراغماتية التي يعتمدها في مقاربته لكل الشؤون المتصلة بأداء مأموريته وخدمة مصالح بلاده، ساهمت في أن يتميز بمهمته كسفير.
أن الدبلوماسية الحديثة لم تعد مهمة سهلة، بل أضحت أحد عوامل التنمية الاقتصادية وتوطيد النفوذ السياسي وتوسيع الإشعاع الثقافي للبلدان وتقوية موقعها الجيوستراتيجي على الساحة الدولية. وهذا يستوجب أن يكون رؤساء البعثات الدبلوماسيّة على مستوى أكاديمي رفيع وكفاءة مهنيّة عاليّة وخصال شخصيّة مرموقة. ومن هذا المنظور يعتبر سعادة السفير جمعه العبادي نموذجا لرئيس البعثة الدبلوماسية الفعال والناجح. وذلك للاعتبارات التالية:
ـ التواصل الحثيث مع كلّ أطياف المجتمع الإماراتي من فاعلين اقتصاديين وقادة رأي من مثقفين وكتاب ورجال صحافة وفنانين وغيرهم من النخب المؤثرة في صنع القرار وصياغة مستقبل البلاد.
ـ الفعالية في تنظيم وتأطير دور ونشاطات الجالية الأردنية في دولة الأمارات العربية المتحدة.
ـ تفعيل الشراكة الاقتصادية وتنشيط الاستثمار من خلال تسهيل تبادل الوفود والزيارات المختلفة بين الاقتصاديين من كلا الجانبين.
ـ تفعيل المشاركة في الفعاليات الشعبية سواء بشكل مباشر أو عن طريق الجالية الأردنية التي تمّ توظيفها بذكاء ومهنية لتوطيد العلاقات بكل أنواعها وأبعادها بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة الأردنية الهاشمية بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين.
وهكذا نرى أن عمل الرجل وإسهاماته شملت المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية. وهو إلى جانب هذا وذاك كما يقول عنه أحد المغتربين ((عذب المراس ليّن العريكة ميّال إلى الدعابة الدمثة والمزاح المحسوب العواقب)). ولقد أفلح حقيقة في التوفيق بين ما يمليه العمل الدبلوماسي من احتراز وتحفّظ وما تقتضيه طبيعة المثقف من تلقائية وانفتاح وقبول لتعددية الرأي، وهذا لعمري شيء ليس بالأمر الهين في ظل الظروف الراهنة.
أن معرفتي لسعادة السفير جمعه العبادي جاء من خلال تواصلي معه بعدة قضايا تهم الجالية الأردنية في دولة الإمارات العربية المتحدة في ظروف جائحة كورونا حيث لم يتوانى عن تقديم يد العون والمساعدة لم يحتاجها كان آخرها دخول احد المواطنين الأردنيين وهو متقاعد عسكري يعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى المستشفى وانقطاع أخباره عن أهله وما أن سمع هذا الخبر حيث قام بمتابعة وضعة الصحي والاتصال بأهله وبعد مضي يومين توفي المريض رحمه الله حيث قام سعادته مشكورا بالإشراف وتقديم كافة التسهيلات لنقل جثمان المرحوم إلى أرض الوطن. حقيقة شخصية سعادة السفير جمعه العبادي ولدت في ذهني فكرة واضحة المعالم عن النموذج المثالي لما ينبغي أن يكون عليه السفير الناجح، الشيء الذي جعلني أتمنى أن يكون لوطني سفراء يتفانون في خدمة وطنهم مثل ما يفعل سعادته. وصدق نيكولو مكيا فيلي عندما قال ((ليست الألقاب هي التي تشرف الرجال بل الرجال هم الذين يشرفون الألقاب)).