بقلم : العقيد المتقاعد الدكتور ضامن عقله الإبراهيم
منذ بعثه سيدنا محمد رحمه للعالمين في عام610م ساد الحكم الاسلامي الجزيره العربيه فمن عهد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الى عهد الخلفاء الراشدين ومن ثم عهد الامويين والعباسيين والفاطميين والايوبيين والمماليك والعثمانيين ثم الثوره العربيه الكبرى بقياده الشريف الهاشمي الحسين بن علي طيب الله ثراه. الهاشميون . النسب. يعود نسب الهاشميون الى الحسن السبط بن علي بن ابي طالب من زوجته فاطمه الزهراء بنت رسول الله ومنه الى هاشم بن عبد مناف الى غالب بن الفهر من بني كنانه من عدنان متصلا باسماعيل بن ابراهيم الخليل ويرفع النسب الى سيدنا نوخ كما جاء في سفر التكوين.
الهاشميون اشراف مكه منذ عهد العباسيين من فخذ بني الحسن منذ عام 1062م ثم انتقل الشرافه الي فخذ بني فليته في عهد الايوبيين عام1193م ثم انتقل الي بني قتاده ثم جاء العهد المملوكي وفي اخر عهدهم عام1512 م تولى الاماره الشريف بركات بن محمد في زمن قانصوه الغوري اخر سلطان المماليك ثم جاء العثمانيون بعد انتصارهم على المماليك في معركه مرج دابق عام 1516 واصبح السلطان سليم الاول سيد الموقف في الشام ومصر والجزيره العربيه حيث تم اقرار تولي الشريف بركات بن محمد اميرا على مكه والمدينه المنوره واستمر الهاشميون في الاماره على مكه حتى عام1827م حيث عين والي مصر محمد علي باشا الشريف محمد بن عون اميرا على مكه وبذلك انتقلت الاماره على مكه من ذوي زيد الى ذوي عون.
الشريف محمد بن عون هو جد الشريف الحسين بن علي بن محم بن عون وهو يعتبر من اقوى واصلب واشد اشراف مكه على الاطلاق حيث عمل على ان تكون السلطه فعليه له واسميه للعثمانيين وساندته بذلك كل القبائل العربيه بالحجاز فتوسع نفوذه وبسط سيطرته على نجدوالقصيم وفي عام1847م بسط سيطرته على عسير واليمن وساعد ال رشيد في حائل ضد الوهابيين وبذلك اصبح الشريف محمد بن عون سيد الموقف على كل انحاء الجزيره العربيه. لم يرق ذلك للعثمانيين فحاولوا جاهدين بكل الوسائل لتقليص نفوذ الشريف محمد بن عون ولم يتمكنوا فلجاءوا لاستخدام القوه العسكريه عام1850م ولكن كل القبائل العربيه كانت عونا للشريف محمد بن عون واغلقوا الطرق المؤديه الى مكه المكرمه ومنعوا القوات العثمانيه من دخولها مما اضطر العثمانيين لتوقيع اتفاق سلام مع الشريف محمد بن عون والرضوخ لمطالبه اتفاقيه السلم .
كان العثمانيون يبيتون الخبث والخديعه والمكر في جوانبها لكسب عامل الوقت وتهدئه النفوس العربيه ولتعويض هزيمتهم العسكريه فلقد لجاءو العثمانيين للخديعه والمكر وكان ذلك عام 1851م حيث تم ارسال1000جندي عثماني مع بعثه الحج بصف حجاج ودخلوا مكه المكرمه بموسم الحج ثم انتقلوا ليلا من الحرم الشريف وطوقوا مكان اقامه الشريف محمد بن عون واخذوه على حين غره فلم يجد بدا من الاستسلام والقي القبض عليه وتم نقله ونفيه الى اسطنبول مع ابنائه ومنهم ابنه علي والد الشريف حسين بن علي وكان ذلك عام 1851م.
في اسطنبول عام 1853م ولد الشريف حسين بن علي حفيد الشريف محمد بن عون ثم عاد والده علي ومعه ابنه الحسين الى مكه المكرمه عام1856م وكان عمر الشريف حسين3سنوات وتوفي الشريف محمد بن عون عام1858 م تناوب عدد من اشراف الهاشميون على اماره مكه لغايه عام1882م حيث تم تعيين الشريف عون الرفيق بن محمد بن عبد المعين بن عون اماره مكه وكان متعاونا جدا مع العثمانيين وقد اساء اداره البلاد الامر الذي لم يلقى قبولا لدى الاشراف الهاشميون وخاصه الشريف الحسين بن على فقاوم تصرفاته بعده طرق وحاول ثنيه عن تصرفاته ولكن لم يلقى اذن صاغيه لمطالبه الامر الذي دعى الشريف عون الرفيق الطلب الى السلطان العثماني لاستدعاء الشريف الحسين بن على الى اسطنبول وكان ذلك عام1893م فغادر الشريف الحسين مكه ومعه ابناؤه علي وعبدالله وفيصل ومكث في اسطنبول 16عاما كان خلالها عضوا في مجلس الشورى وكان يحضى باحترام كبير ويؤخذ بارائه ونصائحه .
استولى الاتحاديون على السلطه عام1908م وتم عزل السلطان عبد الحميد وتم عزل امير مكه انذاك الشريف علي بن عبد الله ابن عم الشريف الحسين بن علي وتم تعيين الشريف عبد الاله بن محمد بدلا منه وكان مقيما في اسطنبول ولكنه توفي قبل مغادرته لاستلام الاماره فقرر جماعه الاتحاد والترقي تعيين الشريف علي حيدر مكانه وهو من ذوي زيد وههو الفرع المنافس لذوي عون الذين كانوا يتولون اماره مكه منذ عام1827 م عندما تم تعيين الشريف محمد بن عون من قبل والي مصر انذاك محمد على باشا في هذه الوقت قام الامير عبد الله بن الحسين باقناع والده بانه الاحق والاجدر بالاماره ولم يكن يرغب ذلك لكنه الامير عبد الله استطاع اقناع والده بذلك وقام الامير عبد الله بكتابه برقيه بخط يده الى السلطان يطالب بها بحق والده بالاماره وتم ارسالها للسلطان عن طريق كمال باشا وعندها وافق السلطان على تعيين الشريف الحسين بن على امير على مكه وكان ذلك يوم الاول من تشرين ثاني1908م حيث حضور الشريف الى القصر وقابل السلطان عبد الحميد الثاني وتم اقرار تعينه اميرا على مكه المكرمه حيث سافر الى مكه بتاريخ28شوال وبلغ جده يوم 9ذي القعده1326هه فكان ذلك بدء اماره الشريف الحسين بن علي اميرا على مكه المكرمن وكان عمره 56عاما . ولنا تكمله في حلقه ثانيه ان شاء الله حمى الله الهاشميون وادامهم ذخرا وسندا وعونا للاردن والامه العربيه والاسلاميه وعلى راسهم عميد ال البيت الملك عبد الله الثاني وولي عهده الامين الامير الحسين بن عبد اللهوحفظهما الله ورعاهم من كل مكروه