شدد رياديون على ضرورة الاستمرار والشجاعة وعدم التوقف في اتخاذ القرارات، والتفكير خارج الصندوق والعمل بجهد كبير؛ للنهوض بالشركات الناشئة في ظل أزمة كورونا، وتطوير طاقات العاملين فيها.
وأشاروا إلى أن بيئة ريادة الأعمال تحتاج إلى تكاتف جميع الجهات من القطاعين العام والخاص للنهوض بها، مؤكدين ضرورة أن تعيد هذه الشركات دراسة نماذج عملها ومواردها ومحاولة توفير فرص جديدة للاستمرار في العمل والتوسع.
جاء حديث هؤلاء، في الحوارية التي نظمها منتدى عبد الحميد شومان الثقافي، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، بعنوان "أزمة كورونا: الشركات الناشئة والتكيف"، عبر منصة "زووم"، وأدارها رجل الاعمال ماهر قدورة.
وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لجبل عمَّان ناشرون، سنان صويص، "فرض فيروس كورونا المستجد على الشركات الناشئة استعجالاً في تنفيذ الخطط المستقبلية لتصبح أكثر تكيفاً مع الأوضاع المفروضة علينا جميعاً"، لافتاً إلى أن الشركات الأقدر على الاستمرار، هي تلك التي تتكيف بغض النظر عن رأس المال، والأسرع في الاستجابة للظروف الاستثنائية.
وبين صويص أن قدرات العاملين في الشركات الناشئة تتفاوت من ناحية التأقلم على الوضع الجديد، وهنا، عليهم بذل قصارى جهدهم في تنفيذ أفكار خلاقة وسريعة تسيطر على التحديات التي تواجه استمرارية العمل وديمومته.
وطالب صويص أهمية تحديث التشريعات والأنظمة الخاصة في ظل التغيرات العالمية وخاصة في قطاعات الصحة والتعليم والطاقة والعمل عن بعد وغيرها، مؤكداً أن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات الابتكارية في مختلف المجالات الاقتصادية، تلعب دوراً محورياً في تعزيز مسيرة الابتكار.
من جهتها، أكدت المؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة هلووورلد كيدز، حنان خضر، أن التطور المفاجئ الذي سببه كورونا أظهر صدمة كبيرة للمجتمع، وذلك لعدم وجود خبرات في التعامل مع هذا النوع من الأزمات، حيث يتطلب منا التطوير الذاتي لكسب العديد من المهارات التي نحتاجها مستقبلاً.
ورأت أن مدى تقبل المستثمرين ومراعاتهم لوضع الشركات الناشئة في ظل الأزمة الحالية مهم جداً، ويساهم في تخفيض العائد السلبي الذي تخلفه كورونا، مع ضرورة بناء التفاهم والشفافية بين أعضاء فريق العمل؛ للحد من نتائج التحديات التي تواجهها هذه الشركات، وهو ما يعني التقدم وتقبل الظروف الحالية.
وأشارت إلى أن بيئة ريادة الأعمال والشركات الناشئة تواجه اليوم حواجز تعيق تطويرها، مؤكدة أن على الجهات المعنية لا سيما الحكومة بالوقوف على هذه التحديات وحلها بالتنسيق مع المعنيين في القطاع.
أما الرئيس التنفيذي لشركة الرعاية للتطبيقات والبرمجة "كيررز"، رعد الكلحة، ففقا "الأزمة جعلتنا نفكر في معطيات أخرى، إذ تخذنا في الشركة خطوات احترازية، نظراً لدورنا الأساسي في الخدمات الطبية، وتم التركيز على نقاط القوة التي نمتلكها من خلال تطوير خدمات جديدة تصب في مصلحة المجتمع".
وتابع "كيرارز تعمل على تطبيق للهواتف الذكية يربط مقدمي الرعاية من (الممرضين ومربيات الأطفال) بالمستخدمين الذين هم بحاجة لخبرات وخدمات مقدمي الرعاية، لخدمة الناس والأهالي ممن هم بحاجة الى رعاية مرضاهم أو أطفالهم".
وأوصى الكلحة بأهمية دعم حاضنات الأعمال والشركات الناشئة، في وقت يواصل فيه مئات الشباب تطوير أفكارهم وشركاتهم الناشئة، وسط بيئة لا تخلو من التحديات الاقتصادية والتشريعية والضريبية.
وأوضح المؤسس والمدير التنفيذي لتطبيق "بالفرن"، محمد البطيخي، أن جائحة كورونا بظلالها على مناحي حياتنا كافة، وأفرزت تحديات كبيرة على جميع المستويات، لذا علينا تحويل تحدياتنا إلى فرص، وخلق ومناخ تعلم جديد.
وأكد البطيخي أهمية أن نمتلك إرادة قوية وفكرة مبدع، لنتجاوز ما نمر به من مشكلات، وهذا بالذات ما دفعنا كمنصة بالاستماع إلى زبائننا ومعرفة احتياجاتهم، ما ساعدنا على تطوير الأفكار المطروحة والتي رفعت من مستوى العمل خلال الأزمة.
وبحسبه، فإن تطبيق "بالفرن" يعمل اليوم على توفير وتطوير التكنولوجيا التي يعتمد عليها في عرض منتجات السيدات وربطهن بالمستخدمين وتحسين تجربة الطلب والاختيار هؤلاء المستخدمين.
وكان قدورة قال في معرض تقديمه ان "جائحة كورونا فرضت علينا ثقافة جديدة تمثلت بالعمل من المنزل، فكان علينا التعامل هذا الامر بشكل صحيح وبكفاءة عالية وتطوير قدراتنا وأدواتنا لكي نتكيف مع هذه الثقافة".
وأكد قدورة أهمية فهم ودراسة واقع الشركات الناشئة في زمن كورونا، ومساندة هذا القطاع الكبير، والتسهيل عليه ليبقى صامداً أمام الازمات، بعد أن طالت تداعيات الفيروس كافة القطاعات الحيوية في الاقتصادات المتقدمة والناشئة على السواء.
وباعتقاده، فإن على الشركات الناشئة والصغيرة أن تتبنى بدورها إجراءات انقاذية وفورية، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة إعادة النظر في منهجيات العمل، لضمان الحفاظ على أكبر قدر ممكن من السيولة النقدية.
و"شومان"، ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، هي مؤسسة لا تهدف لتحقيق الربح، وتُعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.