دم الشهيد مسكٌ يفوحُ في الأرجاء، وروحه طائرٌ أخضر فرّ من الدنيا الزائلة وما فيها من فرحٍ زائلٍ ووهمٍ وغمٍ وأفراحٍ مؤقتة زائلة، واختار أن يسكن إلى جوار ربّه معززاً مكرّماً، فالشهيد لم يهتمّ بجاهٍ أو مال، ولم يقلق على زوجة أو ولد أو أم وأب، بل جعل نُصبَ عينيه محبّة الله تعالى وحده ونصرته، واختار درب الخلود طائعاً غير مجبر.
ضيوفي في هذه الحلقه ارواح شهدين من بقعة أرض عرف عن أهلها الكرم والشجاعة والاقدام أرض العز والفخر والصمود إنها سحاب التي قدمت كوكبة من الشهداء في سبيل رفعة وطنهم مقدمين أرواحهم وأنفسهم رخيصة لتعلوا راية الوطن عالية خفاقه
يظهر على يمين الصورة الشهيد الملازم أول حازم محمود حسونه الذي استشهد في حادث سقوط طائرة عمودية تابعة للامن العام في السلط ، كما يظهر على شمال الصورة الشهيد العقيد إبراهيم حسن حسونه الذي استشهد بسقوط طائرة حربية خلال طلعة تدريبية .
وهنا يشار الى ان الشهيد الملازم حازم هو ابن اخ الشهيد ابراهيم حسونه حيث استشهد الطيارين في حادثين منفصلين خلال اقل من عام.
نترحم عليكم يا شهداء سحاب وندعو لكم أن ترقدوا بأمان تحت ثرى الأردن الطهور الآمن حيها المشفع ميتها قرو عينا ولا تبتأسوا فقد أمسى الغر الميامين لكم أهلا وجيرانا، استريحوا فقد جئتم من رباط طويل وامكثوا هنا حيث وطنكم الحق على أسوار بيت المقدس وسنبقى نحن على ماعهدناكم عليه .
وليرحمكم الله وليرزقكم شفاعة نبينا وحوضه، وصحبته في جنات الخلد