لم يكن يخطر ببالي وأنا أنظر إلى وجهها البريء والمفعم بالحيوية والهمة أنها ستكون آخر النظرات لوجهٍ نوّر القرآن ملامحه وجمّلها .
أذكرها في بداياتها وهي طفلة لم تتجاوز الثامنة،
وأذكرها الآن بعد ما واريناها التراب الذي لا يليق بتلك الملامح،
تحدثني معلمتها كيف أنها جاءت لتقدم اختبار في المسابقة وهي مريضة متعبة , وكيف لصورة خصصّتها لها ان تُرجع نشاطها وحيويتها وترجع بغير الوجه الذي جاءت به.
وكيف لنحلة ،، ظنت أن سمية زهرة فحطت عليها لتأخذ منها الرحيق
فكانت تلك آخر لحظات حياتها
بنيتي سمية وانت في اليوم الذي توفاك الله به سمّعت ما عليك من كتاب الله بإتقان عند معلمتك ثم ركضت لاعبةً كطفلة بين الحقول لتجدي أجلك الذي كتبه الله عليك ينتظرك بين تلك الحقول.
بنيتي سمية سلامٌ عليك وسلامٌ على الصابرين وعلى الموجعة قلوبهم لفقدك
هذا وانتقلت الطفلة الحافظة لكتاب الله "سمية مطالقة " من بلدة حوفا الوسطية /اربد إثر لسعة نحله اصابتها بالحساسية المفرطة رحمها الله
المرحومة بإذن الله سمية مطالقة الطالبة في الصف السادس الاساسي / مدرسة حوفا الاساسية المختلطة وهي من الطالبات المجتهدات وممن يحفظن كتاب الله (القرآن الكريم ) رحمها الله واسكنها فسيح جناته والهم والديها واهلها وذويها وزميلاتها ومعلماتها الصبر وحسن العزاء انا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم .