ولدَ اللواء طايل المجالي في مدينةِ الكركِ الأبية عام ١٩٥٧ وترعرع على أيدي رجالها الأكفياء وتعلمَ معنى حُبِّ الوطن والإنتماء، درسَ في مدرسة الكرك الثانوية وأكمل دراسته ليحصل في ما بعد على درجة البكالوريس لتخصص علم نفس.
إنضم الى جهاز الأمن عام ١٩٨١يافعاً مقبلاً من الكرك مصنع الرجال والأبطال، واضعاً بين عينيه حبّ الوطن ومليكه، لتبدأ قصةُ رجُلٍ قدّم الغالي والنفيس كي يحافظَ على الوطن وأهلِ الوطن في كُلِّ المحن.
بدأ مسيرته العسكرية بإلتحاقه في مديرية الأمن العام_إدارة التخطيط والتنظيم ليتدرج في ما بعد بالتسلسل داخل المديرية ثم أكمل مسيرته المشرفة إلى قسم التدريب والإحصاء الجنائي ومن ثمَّ إنتقلَ الى كلية الشرطة الملكية حيث كان أحد الأعضاء الرئيسين في لجنة تنظيم شهادات جامعة مؤتة، وبعدَ ان تلقى تدريباً موسعاً وأكتسبَ خبرةً طويلة في جهاز الأمن العام إنتقل الى مديرية مكافحة المخدرات برتبة ملازم أول- ضابط تحقيق ثم رئيساً لقسم القضائية وقسم المعلومات، حتى وصل الى مدير مكافحة المخدرات برتبة مقدم واستمر فيها حتى نهاية رتبة عميد.
أُعتمد المجالي كخبير في مكافحة المخدرات لمجلس وزراء الداخلية العرب وكانَ رئيساً للعديد من المؤتمرات التي نُظمت حول المخدرات ومكافحتها والتعرفة بمضارها على الفرد والمجتمع.
تدرج في المصطلحات العسكرية من الأفندية الى البكوية داخل دائرة مكافحة المخدرات ليزرع كل إسم منها نكهة خاصة في حياة الباشا، وليحيى خلالها فترتين من أجملِ سنين عمره، وهو الذي فضل فترة الأفندية واعتبرها الأميز والأجمل فهي التي مثّلت فترة الشباب اليافع، المتحمس لخدمة الوطن إيماناً بعظمةِ الأرض وشعور الولاء والإنتماء الذي تناقلهُ الأبناءُ عن الأباء في وطنِ العطاء.
عملَ بجد مع الشباب الطموح الذي لبّى نداءَ الوطن، واضعاً روحهُ معهم على الأكُفّ غير أبهين بالمخاطر التي تترصدُ لهم، فأبعدوا الألقاب العسكرية وقدّموا الرأي والعمل بروحِ الفريق مؤمنين ان مصلحة الوطن هي المبتغى والهدف، ذلك المجهود المبني على العمل الجماعي توجَ بالنهاية بفوز إدارة مكافحة المخدرات بجائزة أفضل إدارة في الشرق الأوسط.
أستطاعت مكافحة المخدرات القاء القبض على شاحنة تحوي مليون و٧٥٠ الف دينار اضافة الى وثائق لشخص محكوم بالسجن مدة ١٥ عام، وكانَ هنالك محاولات لتقديم رشاوي، الا أن المجالي رفض رشوة تصل الى مليون دينار، مقدّماً الوطنَ على المال ومظهراً معدنَ الرجال، مؤكداً ان أبناء الأردن يولدونَ ويموتون ولكنهم أبداً لا يبيعونَ أرضهم، ولا يفرّطون بمبادئهم التي نشأوا عليها، قيّمُ الرجولة والكرم وأبناءُ الأردنِ دوماً هم مثالٌ للكرم.
إنتقل المجالي بعد خدمته الطويلة في مكافحة المخدرات والتي كانت حافلةً بالمنجازاتِ والتضحيات، الى قيادة أمن إقليم العاصمة في فترة كان الحراكُ بها في أوجه وكانت الساحة تغلي وتحتاج لمن يُطفأها، فتواجد دوماً في مقدمة المسيرات مستخدماً لسانه الطيب في محاولةٍ منه أقناعهم بالعدولِ عن قراراتهم مستخدماً الحجةَ والبُرهان أملاً في حفظِ الأمنِ والسلام، وتطبيقاً لدستور البلاد محافظاً على حقوقِ العباد.
أمن دائماً بأنّ إرتفاع الرُتّبة يلحقهُ إرتفاعٌ بالمسؤولية، فعملَ بجدٍ أكبر ليؤكد بأنّ الباشا دائماً هو القدوة، فكانت بصماتهُ واضحةً أينما حلَ وارتحل، تواجدَ في المداهمات واشرفَ على التحقيقات، زرعَ الدافعيةَ في قلوب الرفاق، وكان له دور في حل العديد من القضايا لا سيما العشائرية، لتختلط تربيةُ والدهِ الكركية بالنزعة العسكرية، تنظرُ للوطن بعينِ حرصٍ من شرِّ خائنٍ ما عرفَ معنى حُبِّ الوطن.
عُرفَ أبا عمرو بالتواضعِ والكرم وتعامل مع الجميع من غيرِ إستكبارٍ ومراوغة، عاكساً صورةً ايجابية لأجهزتنا الأمنية، فاستقبلَ الناس بصدرٍ رحب مكملاً مسيرةَ والده الذي عُرفَ "بأبو بابين"
نسبةً الى كرمه ووجهِ البشوش أمام ضيوفه، آملاً بأنّ لا يخرجَ من منزله أحدٌ عابس.
"ما قال لا الا في تشهدهِ ولولا التشهد لكانت لاؤه نعم".
بمثلِ أبا عمرو تفخرُ الرجال، وبمثله نطمئنُ على الوطنِ من خائنٍ أو إحتلال، أبا عمرو رجلٌ من رجالِ هذا الوطن الذينَ نذروا أنفسهم فداءً لهذه الأرض وأهلها، دمتم ودامَ الوطن في ظلِ إبنِ الهواشم الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه.