نستذكر في ذكرى استشهاد الملك الهاشمي المؤسس المغفور له عبد الله الأول بن الحسين طيب الله ثراه والرجال المخلصين من الرعيل الأول الومضات الخالدة في ارساء قواعد الأمن والنظام والامارة في 2/3/1921م.. وارساء قواعد الاستقلال في 25/5/1946 حاملاً الامانة والراية.. راية الثورة العربية الكبرى.. راية العزة والكرامة والتحرر من التبعية والطغيان..
ونستذكر بإيجاز مختصر المحطات المضيئة والدور القومي الكبير الذي اضطلع به الأردن نظاماً وشعباً وجيشاً في سبيل الدفاع المستميت عن عروبة فلسطين والأماكن المقدسة.. وبكل وفاء وخشوع نستذكر قوافل الشهداء الأردنيين الأبرار الذين ضحوا بدمائهم الزكية على ثرى القدس الغالية وفلسطين الحبيبة.. لقد ارتبط الأردن ارتباطاً وثيقاً بالقضية الفلسطينية منذ بدايتها في مطلع القرن الماضي جراء الأحداث المتلاحقة التي شهدتها المنطقة منذ اندلاع الثورة العربية الكبرى عام 1916.
حيث ضحى شريف العرب.. شريف مكة الحسين بن علي (بالعرش) و(الحكم) عندما لم يوافق على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.. حيث نفي إلى قبرص سنوات طويلة.. وكان بذلك (أول لاجئ في سبيل فلسطين) وقبل وفاته أوصى بإصرار أن يدفن في (القدس الشريف) بجوار المسجد الأقصى المبارك وكان له ما أراد.
كما قضى نجله الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين شهيداً على عتبات المسجد الأقصى في 20/7/1951 بعد أن تصدى للمشروع الصهيوني 30 عاماً بمختلف الوسائل السياسية والاقتصادية والعسكرية عندما قاد الجيوش العربية عام 1948 لحماية فلسطين وعرب فلسطين من العصابات اليهودية الصهيونية المستهترة.
وأوصى بدوره أن يدفن بجانب والده في القدس الشريف حتى يبقى نضال الأبناء والأحفاد من آل هاشم مستمراً للأماكن المقدسة في فلسطين والقدس الشريف.. وكلمة (حق) هذا هو حال الهاشميين.
وفي عام 1948 انصهر الشعبان الشقيقان الأردني والفلسطيني في بوتقة واحدة حيث كانت وحدة الضفتين.. وهي أول وحدة (واقعية) (عفوية) ملحة في العصر الحديث حيث اقتسم الأردنيون مع اخوانهم الفلسطينيين لقمة العيش والسكن صفاء ونقاء وحدة الدم والأخوة والمصير وأصبح الأردن حقيقة راسخة (التوأم) لفلسطين.. وبمشاعر أخوية إنسانية عفوية وصادقة تدل على وحدة الهدف والمصير..
وتسابق ابناء الشعب الواحد (أردنيون وفلسطينيون) بالالتحاق بالقوات المسلحة الأردنية الباسلة.. حيث تمكن الجيش العربي من الحفاظ على الضفة الغربية والقدس الشريف ودافع ببسالة نادرة لم يعهد لها مثيل.. ولن ينسى (الأوفياء) أصحاب الضمائر الحية معركة القدس الشريف الخالدة التي حقق فيها الجيش العربي الباسل نصراً تاريخياً مؤزراً عام 1948 لا تنمحي آثاره وذكرياته حيث انقذ القدس من خطر احتلال اليهود عام 1948 ولن تنسى المعارك البطولية للجيش العربي الباسل وبإشراف الملك عبد الله الأول في باب الواد وكفار عصيون واللطرون والسموع والقدس الشريف.
(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) صدق الله العظيم (الاحزاب، آية 23)