في عام 1167 وفي مدينة حلب كان بناء منبر المسجد الاقصى الذي هو في الحقيقة منبر نور الدين زنكي ،والذي خطب من عليه قائلا :أسأل الله أن يقوض لهذه الامة من ينقل المنبر الى المسجد الاقصى "
وبعد عشرين عاما تحقق ذلك ونقله صلاح الدين الايوبي بعد معركة حطين عام 1187م واستقر مكانه بعد تحريره للمسجد الاقصى. .
وتعرض المنبر للحريق المشؤوم في 21 آب 1969م ، ثم تتأسس منظمة المؤتمر الاسلامي بعد شهر من العتداء على المنبر وليكون قرارها ببناء المنبر في نفس المدينة التي بني فيها عام 1167 في حلب . ولم يتم تنفيذ العمل هناك وانتقل الى مصر ولم يتم اي شيء ، ومضت 24 سنة والامر يراوح مكانه حتى كان قرار الملك الحسين يرحمه الله بالبدء ببناء المنبر بتمويل اردني وبكفاءات اردنية ،والبداية كانت في كلية العمارة في جامعة البلقاء التطبيقية،وكان هناك من يتآمر لتكليف دولة عربية اخرى لبناء المنبر حتى كانت خطوة المرحوم الدكتور عبدالسلام العبادي وزير الاوقاف حينها بابلاغ رئيس الوزراء الدكتور عبدالسلام المجالي ثم لتكون خطوة المغفور له الملك الحسين باعادة بناء المنبر فارسل الى رئيس الوزراء رسالة عاجلة بتاريخ 28 آب 1993 جاء فيها : " لقد صممنا وآلينا على انفسنا أن نحافظ على المقدسات والتراث الخالد الذ منه منبر صلاح الدين الايوبي ذلك المنبر الذي لم يعمل في الاسلام مثله .
ولا بد من اعادة صنعه على صورته الحقيقية المتميزة ببالغ الحسن والدقة والاتقان ليعود الى سابق عهده في أداء دوره التاريخي في هداية المؤمنين وتوعيتهم وحفزهم على التعاون والتضامن " .
ومؤكد لجريمة الاحراق ابعاد توراتية وهي من تبعات وعد بلفور ومحاولة البدء ببناء الهيكل المزعوم ، وهناك المتصهينون الذين يريدون ان يجتمعوا جميعا في ارض الميعاد ومن ورائهم من يعتقد ان السيد المسيح عليه السلام لن يعود الا بالقضاء المبرم على اليهود ،وان القضاء عليهم لن يتم الا بتجميعهم في ارض الميعاد .
اليوم المنبر شامخ في مكانه وسط رعاية هاشمية اردنية ،تتكفل بالعمارة المستمرة للمسجد الاقصى والمقدسات وبوجود اكثر من 800 موظف هم من ملاك وزارة الاوقاف الاردنية .
كان حريق المنبر اختبار للنوايا الاسلامية وتحد للموقف العربي ، ولا احد قد تزحزح من مكانه حتى كانت المبادرة الاردنية وخطة الملك الحسين رحمه الله بالمباشرة ببناء المنبر وتجهيزه واكمله جلالة الملك عبدالله الثاني ورعى اعادته ليصل الى مكانه التاريخي في رمضان عام 2006م .
كان بناء المنبر انجاز اردني متفرد ، ولكن خرجت بعض وسائل الاعلام ونسبت بناءه لجهات اخرى ، وبعضها لم يتطرق الى الانجاز مطلقا كعمل اسلامي عربي .
ولا زال الموقف من القدس والاقصى المبارك هو اولوية اردنية في وجدان الهاشميين من القدم ، لا تراجع فيها ولا تهاون في الموقف المتشدد من عروبة المدينة وقداسة ارضها . وبعد 51 سنة على الجريمة لا زالت القرارات الدولية غير فاعلة ،ولا زال الموقف الاردني هو الفاعل في الحفاظ المسجد