نيروز خاص _ المنسف الأردني صاحب التاريخ العريق المرتبط بالشهامة والنصر والشجاعه والكرم والصالة والفرح والحزن، أصبح يقدم في الشوارع في اكواب من كرتون، مما خلق استياء كبيرا لدى الاردنيين، لان هذا الاكلة الأردنية هي رمز يجب عدم المساس به، لان له تقاليده على مر السنين، وتقديم بهذه الطريقة هو اهانة للموروث الشعبي والتاريخ الأردني العريق.
يقول الشيخ حمدان المذيان والذي لم يتقبل فكرة تقديم المنسف في اكواب في الشارع ، قال وهو جالس مع ضيوف حول طبق منسف مقدم بشكله التقليدي: "كاسة ما صارت منسف ... أما المنسف إلو هيبته".
وأضاف أن الضيف له واجبه واحترامه ، والمنسف من أفضل الوجبات التي تُقدم للضيف احتراما وتقديرا في أعلى مراتبه.
إعداد وجبة "المنسف" الأردنية ليس واجبا فقط كإعداد باقي الوجبات للعائلة أو للضيوف، بل "هو أيضا طقس حميم وممتع للغاية له طقوسه التي عنوانها والشهامة والترحيب بالضيوف بتكريمهم بالمنسف الذي هو عنوان الكرم الاردني على مر العصور.
هذه الوجبة تجمع كل الأردنيين بمختلف فئاتهم الاجتماعية وأصولهم الجغرافية وانتماءاتهم الطبقية ويقبل عليها الصغار والكبار لأنها إرث حضاري متوارث من الآلاف السنين وله تقاليده في الطبخ وفي كيفية تناوله ضمن معايير صارمة لا يتنازل عنها العارفين بتقاليد هذه الاكلة الشعبية العريقة التي ميزت الأردن.
و المنسف اليوم هو مطلب من ضيوف الأردن من سياح وأجانب وعرب لانه يتصدر قائمة الاطعمة الأردنية واصبحت شهرة المنسف مثل البتراء إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة ويتناولونه بأيديهم ضمن التقاليد الأردنية العريقة.
وجبة المنسف الأردنية ترفض العولمة، في ظل الانفتاح الكبير على الثقافة الغذائية الغربية، والإقبال الكبير على الوجبات السريعة التي توفرها مطاعم عالمية باتت تمتلك الكثير من الفروع في الأردن والعالم العربي، وتراجع الإقبال على الكثير من وجبات المنزل التقليدية.
ولكن ما يزال المنسف يحتل الصدارة، ويشكل الوجبة التي يعشقها الصغار والكبار بصورتها المتعارف عليها وليس وجبة في شارع لا يراعي حفاظ على التقاليد التي يجب احترامها لأنها جزء من تاريخنا الذي نعتز به.
والمنسف الأردني يرافق الطلاب الأردنيين في أوروبا وأميركا وأستراليا وروسيا يحرصون على أخذ أقراص الجميد معهم إلى تلك البلدان لطبخ تلك الوجبة، فتعينهم على تحمل الغربة ومشاعر الاشتياق العارمة للوطن
كما أن كل الاردنيين في كل قارات العالم يحملون معهم إرث المنسف لإعداده لأنفسهم وضيوفهم ويحرصون على جلب مكوناته من الأردن سواء الجميد او الخبز او السمن لهذا تجد الجميد الأردني يرافق كل الطائرات إلى كل قارات العالم وبشكل يومي.
يعود تاريخ المنسف الأردني إلى عهد الملك ميشع المؤابي عام 147 قبل الميلاد لأنه وحّد مملكة ديبول مع مملكة مؤاب".
وميشع أمر أن تطهو ملكة مؤاب بكاملها اللحم باللبن، ومن لا يأكل اللبن اعتُبر مع الأعداء وليس مع دولته".
المنسف في الذاكرة الوطنية ، هو جذر للنصر و الكرامة ، ربما هو أول معركة يكسبها العرب في مواجهة اليهود ، التاريخ يشهد بالوثيقة و الرواية و البرهان أن تلك الهزيمة قبل نحو 3 الاف عام ولدت لدى اليهود مخزونا من الكراهية الدينية و الحضارية ضد المؤابين و مملكتهم الاولى .
أصل حكاية " المنسف " يفرض علينا أن نراعي في أدبيات ثقافتنا وتاريخنا الوطني ، قداسة " المنسف " ، حكاية لابد أن يعاد أنتاجها في " العقل العام " ، و أن يتم تأريخها و تدونيها بحرفية ومهنية ، و تلحق في مناهج الثقافة الوطنية في المدارس والجامعات.