من القيم النبيلة والسلوكيات الراقية التي نعتز بها في حياتنا هي احترام الآخرين على اختلاف اجناسهم الوانهم واديانهم، وتوقير الكبير والعطف على الصغير وهذا ما تعلمناه وتربينا عليه فالانسان يبقى غنيا بأخلاقه كبيرا بتواضعه.
ومن مظاهر احترامنا لكبارنا ومعلمينا وقادتنا وعلمائنا وشيوخنا وأصحاب الفكر والرأي أن نقدمهم في الأمور كلها في السير والجلوس والحديث، والقيام عند قدومهم واستقبالهم وتشييعهم وتوديعهم واعطائهم قدرهم الذي يستحقونه من التقدير والاحترام فالأدب لا يباع ولا يشترى.
" انزلوا الناس منازلهم" ... هنالك أناس ربما اكتسبوا مكانة اجتماعية أو درجة علمية او ثقافية او موقع رفيع ومرموق او قاموا بفعل حميد فذكرتهم الناس بالخير حتى ذاع صيتهم ووجبت محبتهم ... ومن هنا نجد انه من الاخطاء الفادحة ان نضع الصغير مكان الكبير والجاهل مكان العالم والتابع مكان القائد.
فنجد على سبيل المثال في مناسباتنا المختلفة اننا نقدم كبير القوم أو افحصهم لسانا في العطوات والجاهات والمناسبات الاجتماعية المختلفة وهذا خلق حميد لانه من الأولى أن يتصدر هذه المجلس وأن يجلس في الصفوف الاولى هم كرام الناس واصحاب الحق بالوجاهة واهل الحل والعقد، فاذا ما تحدثوا استمع لهم واذا ما طلبوا استجيب طلبهم اكراما لقدرهم ومنزلتهم بين الناس ... كلامهم مطاع وعثراتهم مقالة.
فلا بد من مراعاة مكانة الناس واحترام قدرهم ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، وأن لا نعطي وزنا لمن لا يستحق فلا يعقل أن يستوي الجاهل والعالم والفاجر والتقي والظالم والعادل والصادق والكاذب والشجاع والجبان والطاهر والماكر... حتى لا تخترق الصفوف وتختلف القلوب وتنقلب النوايا وتظهر الفتن ويصبح الحق باطلا والباطل حقاً ... فنفعل المحظور ونترك المأمور.