تمر السنون كلمح البارق اللماح، وبالطبع كل ذلك من أعمارنا من دون أن نشعر، وسنغادر هذه الدنيا الفانية فجأة دون سابق إنذار، لكننا عندما نلتقط أنفاسنا اﻷخيرة ننسى أو نتناسى أننا لم نعبر لمن نحب عن مشاعرنا وإنسانيتنا؛ وفي زمن كورونا نحن أحوج ما نكون لذلك فالفراق سريع كنتيجة للجائحة ومنتشر أفقياً وعمودياً:
1. تمسكوا بأحبتكم جيداً، وعبروا لهم عن حبكم، وإغفروا لهم زلاتهم، فقد ترحلوا أو يرحلون دون أن تعبروا عن شوقكم ومحبتكم لهم، فالحياة قصيرة وقد تندمون.
2. ناقشوا وعبروا وإشرحوا وإعترفوا وبرروا وتنازلوا وتسامحوا، فالحياة قصيرة جدا ولا تستحق الحقد أو الحسد أو البغضاء أو اﻹستغابة أو مجتمع الكراهية أو التطرف.
3. غداً ستكونون ذكرى وتحت التراب، فالموت يطرق أبوابكم دون أن يستأذنكم، فابتسموا وسامحوا من أساء إليكم، فالحياة قصيرة جدا ولا تستحق الغضب والكبت والنكد.
4. تواصلوا مع أرحامكم، وأظهروا كرمكم وروحية عطاءكم دون رياء، وساهموا في إطعام الفقراء والمساكين وإبن السبيل، وتبنوا اﻷيتام والثكالى والمحرومين، وساعدوا طلاب العلم، وساهموا في دواء المرضى، وفكوا كرب وهموم الناس، فالحياة قصيرة لا تستحق اﻷنانية والتقتير والتخزين والتقوقع.
5. عبروا عن فرحكم، واحزنوا على موتاكم بقدر، وادعو لمرضاكم، فالحياة قصيرة جدا لا تستحق اﻹمعان في الحزن وكل شيء بقدر.
6. أعبدوا الله حبا من القلب، وافهموا مقاصد الشريعة، ولاقوا الله راضين مرضيين، واستزيدوا من التقوى واﻹستقامة، فالحياة قصيرة جدا وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت.
7. أفيدوا من علومكم، وأعطوا من مالكم، وحافظوا على شبابكم وأبدانكم، فالحياة قصيرة وقد تزول أقدامكم بأي لحظة.
8. إبتسموا في وجوه اﻵخرين، وأشعروهم بشوقكم لهم، وأحسنوا المعاملة، وادعوا لهم من قلوبكم، فالحياة قصيرة جدا ولا تستحق الكدر والعراك.
بصراحة: حياتي وحياتكم قصيرة جداً وما يمر من وقت هو من أعمارنا، فلنستغلها في حبنا وإحترامنا لبعضنا، ولنتسامح ونعفو ونصفح ونتوب، ولندعو لبعضنا بالجنة ﻷن الدنيا دار ممر لا دار مقر؛ فمن سويداء القلب أنعى أستاذي ورئيسي ومعلمي العالم: الأستاذ الدكتور سعد سليمان حجازي 'أبو عمر'؛ رئيس جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية الأسبق؛ الرجل الإنسان والمتواضع وكريم النفس؛ صاحب الأيادي البيضاء والبصمات العلمية والمُحب لكل الناس؛ النموذج في العطاء وطيبة النفس والخُلق؛ ونشاطر آلِ حجازي الكرام العزاء؛ فالعزاء واحد؛ وإنا لله وإنا إليه راجعون؛ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.