"قصة رحلةنجاح من المدارس الأقل حظاً إلى بريطانيا "
من المتعارف عليه والعالق بأذهان الجميع أن نشأة الطفل في تعليمه من قبل أسرته إن أرادت تفوقه إرساله وزجّه في التعليم الخاص لإكسابه "التعلّم الأمثل"
فكيف بتعليم بسيط قليل الموارد في إحدى مناطق البادية التي تعاني ما تعانيه من مشاكل في التعليم ومن إحباط غالباً يبقى عائقاً أمام طموح ذاك الطفل.
اليوم سأسرد قصة نجاح طفلة
اليوم هي شابّة لم تكن مشاكل التعليم في منطقتها عائقاً أمام ما كانت تحلم أن تصل إليه من أهداف وطموح يعانق عنانَ السماء.
عندما طلب منها في إحدى المقابلات بذكر سيرة حياتها لم تسمّها مسيرة حياة وإنما أسمتها مسيرة تعليمها؛ لإيمانها المطلق بأن الحياة علم وتعلّم وهو ما ميّزنا به خالقنا عن سائر مخلوقاته ألا وهو العقل الذي خلق ليتفكر ويتعلم ويؤمن بطموحه.
فارستنا درست بمدرسة في منطقة البادية الوسطى؛ المدرسة لم يكن قريب منها أي وسيلة قريبة للمواصلات؛ المدرسة كان بها غرف صفية قليلة تضم مرحلتين معاً؛ لتبدأ مرحلة شقّ طريقها الذي تريد في مجال التكنولوجيا وتبدأ مرحلتها الجامعية وتنهيها بتفوّق والأولى على دفعتها؛لتنال جزاءً لتفوّقها منحة لإكمال دراساتها العليا في الماجستير في الجامعة الأردنية وبتفوّق؛ لتنطلق بعد حصولها على إبتعاث لإكمال الدكتوراة في المملكة المتحدة لرحلة استمرت أربعة أعوام متتالية.
عادت بعد ذلك إلى جامعتها الأم الجامعة الأردنية وتبدأ بالتدريس ونشر الأمل بين طلبتها وتدريبهم للمشاركة في مسابقات عالمية والفوز بهم؛ وبشهادةِ طلبتها أنها نقطة تحول في أوساطهم ؛لتستلم فارستنا مهامً إدارية في مجال البحث العلمي لمدة عامين متتالين وحتى اليوم
فارستنا هي الدكتورة ريم علي قعدان الفايز ؛ ومن أبرز ما تنصح وتقول لطلبتها به ومن خبرتها وتجربتها الناجحة عيشوا هذه المرحلة من حياتكم لآخرها.. أدرس وتعلم أي شيء من الممكن ان تستفيد منه مستقبلاً ، طوّر من شخصيتك أكثر، وتعرف على الذي تحبه والذي تكرهه، قوِّ شخصيتك لأن ثقتك بنفسك أساس نجاحك تعامل مع كل الناس، إن شابهوكَ أو لم يشبهوك ،إن أحببتهم أو لم تحبهم، ودائماً تأكد أن هناك أشخاص تقف إلى جانبك وتدعمك؛ لأن عدم وجود أشخاص تساندك لن تنجح لوحدك.
هذه قصة نجاح من آلاف القصص في البادية؛فالبادية طاقات وكفاءات وطموح يعانق عنان السماء.