الكاتب اللواء الركن المتقاعد الدكتور محمد خلف الرقاد
علمتنا الحياة أن الزهد تقوى وورع... وأنه قناعة وابتعاد عن الظلم والطمع... وأنه إيمان راسخ في القلب... وطمأنينة وهدوء في النفس... والزهد سلوك يفضي إلى تعزيز التقوى... وتعميق الورع... ذلك لأنه توازن واتزان... وعزوف عن الدنيا... ورضى بما قسم الله... أيضا الزهد تفاعل مع الحياة... وليس انقطاعا عن الآخر... فالزهد إسهام فاعل في بناء الحضارات وصقل الثقافات... دون اندفاع أو تحيز... فالزاهد لايندفع في الفرح إذا أصاب شيئا من الدنيا... ولا ينخرط في الحزن إذا أخطأه شيء منها... ذلك لأن الزهد نهج ديني مستقيم يعكس قيما دينية وروحية...وسلوك اجتماعي سوي يردع بل يمنع من الوقوع في شرك الهوى والطمع.... والزهد إيجاز في القول... وشفافية في السلوك والفعل...... وابتعد عن ما حرم الله... وإقتناع بأن الدنيا سراب بقيعة... وصرخة بائسة في واد سحيق... وومضة سرعان ماتنتهي في أرض قفار... ومن الفهم أن نعرف أن الزهد دنيا ودين... فالزهد يضيء شمعة في ظلمة الحياة... ويكون ركنا أساسا في مجتمع مثالي يحكم شرع الله.. ويدفع ظلما دنيويا عن المظلومين... فالزهد لايعني أن تخرج من حياة الأحبة والأصدقاء... ولكنه أعراض عن التعلق بأمور قد تحرف المرء عن النهج القويم... وتجنح به _ لا سمح الله _ إلى انحراف في السلوك... وبمعان أخرى... الزهد هو صغر الدنيا في عيون المؤمنين... ورضى وقناعة في عقول واذهان الزاهدين... فهب أن الواحد منا ملك الدنيا!!!!.. وهنا عليه أن يسأل نفسه سؤالا.... ثم ماذا؟؟... عنده علينا أن ندرك أن ليس لنا الا قطعة قماش تسترنا.. ومتران إن وجدا في جوف الأرض... وتراب يحثوه المحبون والمجاملون عل جثماننا... صباحكم زهد وتقوى وورع... وسلوك يحبب خلق الله فيكم...