خفّضت عدد من الجامعات الخاصة رسوم التسجيل لطلبتها خلال الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي الحالي بعد قرارات وزارة التعليم العالي باعتماد التعليم الإلكتروني (عن بعد) في ظل تطورات الحالة الوبائية بالمملكة.
وتبيّن أن سبع جامعات خفضت رسومها الدراسية بنسب متفاوتة من أصل 24 جامعة؛ ففي الوقت الذي خفضت فيه جامعتا عمان الأهلية وجدارا 50 بالمئة من رسوم التسجيل لطلبتها القدامى والمستجدين، خفضت جامعة جرش الوطنية وجامعة عجلون الوطنية مبلغ 100 دينار من رسوم التسجيل لكل طالب من طلبتها، في حين حصل طلبة جامعة الشرق الأوسط وجامعة الاسراء وجامعة عمان العربية على خصومات بنسب أقل حددتها مجالس إدارات تلك الجامعات.
وقال الناطق الإعلامي باسم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي مهند الخطيب إن تحديد قيمة الرسوم أو تخفيضها من صلاحيات مجلس الامناء في الجامعات وليس لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي اي دور فيها، وان العدد غير محصور للآن لان هناك جامعات خفضت على الفصل الثاني الماضي وأخرى خفضت على الصيفي وغيرها خفضت على الاول الحالي.
وقال نائب مدير العلاقات العامة في جامعة عمان الأهلية، خالد الزعبي، أنه تم تخفيض 50 بالمئة من رسوم التسجيل لكافة الطلبة، إضافة إلى تسهيل الدفع؛ حيث أصبح بامكان الطالب تقسيط المبلغ على دفعات، إضافة إلى الإبقاء على حجز سكنات الطالبات بأسمائهن، دون دفع أقساط الفصل الحالي، مشيرا إلى أن تلك القرارات تنبع من إطار المسؤولية المجتمعية للجامعة.
وثمّن طلاب وطالبات تلك الجامعات قرارات جامعاتهم بتخفيض الرسوم، مؤكدين أن تلك القرارات جاءت بعد تكرار مطالباتهم؛ لأن التعليم لن يكون وجاهيا، وبذلك لن تتحمل الجامعات أية تكاليف بما يخص الخدمات والمرافق، مطالبين، في الوقت ذاته، الجامعات الأخرى أن تحذو حذو جامعاتهم بتخفيف الأعباء المالية عن الطلبة وذويهم.
خبيرة التعلم عن بعد، الدكتورة أسماء حميض، أكدت أن كلف التعليم عن بعد أقل بكثير من التعليم المنتظم داخل حرم الجامعات؛ حيث أن استراتيجيات التدريس تغيرت وأصبحت تحوي مضامين جديدة لم يعهدها طلبتنا في السابق، تمثلت بتلقي التعليم عبر الشاشات والتطبيقات ضمن بيئة افتراضية.
وقالت إن الجامعات أصبحت تتجه لتطوير منصات التعليم عن بعد واخضاع المدرسين لتدريبات مكثفة على توظيف جميع المهارات في عملية التعليم عن بعد، مشيرة إلى أن هذه الخطوة كانت متوقعة من الجامعات الخاصة التي أسهمت الجائحة في تقنين كلفها التشغيلة؛ في محاولة منها للتخفيف عن كاهل الطلبة وذويهم، إضافة إلى خريجي الثانوية العامة؛ حيث اعتبرت ملاذًا آمنًا للطلبة المستجدين.
ولم تغفل حميض الأعباء الدراسية الملقاة على عاتق طلبة الجامعات في ظل التعلم عن بعد، والذي أصبح أقرب الى التعلم الذاتي، إضافة للأعباء المادية لكلف الاجهزة وحزم الانترنت والأدوات التقنية الأخرى كالسماعات والكاميرات، وكلف طباعة المواد الدراسية التي يرسلها المدرسون على صيغة pdf ورقيا؛ والتي جعلت من تقديم التسهيلات ضرورة ملحة مراعاة للظروف الراهنة.