يمه وين ألقي وين اروح وين البلاد اللي تسعني،،هاانا اردد ماكنت تقولين فليحضر كل الحزن اليوم في ذكراها، وليحمل معه كل آلام الدنيا طالما هي التي في المشهد ، فلم يعد بعدها شيء يستحق الفرح ، اشغلت نفسي اليوم متعمداً كي لا اتذكر فقدي الكبير لها ، ....ذهبت لانام معتقدا انني نجحت في قضاء يوم وفاتها دون حزن ، لكنني وجدتها هناك عند سريري تنتظرني بابتسامتها التي اعرف وحزنها الذي تعودت عليه و تسألني "" علامك يمه ويش بوجعك حاسه انك تعبان" يمه لم يسالني احد عني منذ غادرتِ، فارتميت في حجرها لالقي بكل مابي عندها كما تعودت، كدت المسها وحين لم اجدها، تهاوت عليّ كل آوجاع من فقدوا امهاتهم مثلي فانتحبت بين يديها فهي التي كنت لأنانيتي انقل كل وجعي لها لاستريح منه وأتركه لها ، فهي أمي وهي وطني وملاذي ....كنت الليله بحضرتها بكل تفاصيلها قبلت قدميها رايتها تحدثت معها وكعادتها لم تعاتبني رغم كل حماقاتي، فهي التي اصّرت ان تدفع بي الى حيث أتمنى ورغم كل نواقصي ومثالبي وهي المرأة الوحيدة التي كانت تراني مكتملا ومثاليا ..لم يعد احد يكرمني كأنت يمه ..ولم تعد الدنيا دنيا بعد فقدك وليس فيها مايغرينا كثيرا ..لاقيمة لعالم ليس فيه أُم ، لا ادري لمَ لم نفترق وانا صغير لكي لااضطر لأن احتسي مرارة فقدك كل يوم ....مر شريط ذكرياتك بي بكل تفاصيله يؤلمني ..يوجعني . يبكيني وأيُّها لايوجع؟ "يمه".. .. كلما انزلت راية حزني ارتفعت له راية أخرى ويرتفع بي معها وجع اشد .
وجع يسكن الروح مقيم ..لا ادري مالذي سافعله بكل ذلك الحزن وحيدا في عتمة الليل ...مثخن بالجراح انا ياحجه اختبيء خلف كبرياء زائفه أحياناً ، وبالصبر أحياناً اخرى، ووحدي الذي يعرف حجم تلك الجراح وسيبقى هذا المساء معك عالقا يذكرني حجم الفقد الكبير والخسارة الكبيرة زمن مثقل بالفقدان ويخيفني .
اسال الله ان يرحمك ويغفر لك ويدخلك الجنه وان يلقي بكل ذنوبك على لعل في ذلك تخفيف عنك، أسال الله العلي العظيم ان يرحمك ويغفر لك يمه، استودعك الله الذي لاتضيع لديه الودائع ولا حول ولاقوة الا بالله انالله وانا اليه راجعون...