إستفزني "كنترول " باص في مجمع الزرقاء وهو ينادي :"شويعر ..شويعر " ،
وكان يقصد من يرغب من الركاب الذهاب إلى منطقة "شويعر " شرقي الزرقاء بعدما تتجاوز " خو" نحو الأزرق ، حيث أقامت القوات المسلحة مجمعا عسكريا تم تسميته وقتها بإسم : " معسكرات الشهيد صالح شويعر " ..!!
ربما لا يعلم ذاك " الكنترول " وسائق الباص أن شويعر هو الشهيد المقدم صالح عبدالله شويعر إبن قبيلة شمّر ، قائد كتيبة الدبابات الثانية ، من قاد معركة مع دبابات العدو الصهيوني إبان حرب عام ١٩٦٧ سُمّيت بمعركة " وادي التفاح " في نابلس .
قبل أسابيع إلتقيت بأحد الجنود من الذين قاتلوا مع تلك الكتيبة ، كان يروي ذكريات من قلبه ، ويتحدث عن بطولات سُجّلت بالدم والبارود يتم تغييبها من مناهج وعقول الجيل الأردني الجديد ، تنتهي بإسم مكتوب على جانبي باص فقط.
قليل من الناس يعلمون بتلك المعركة التي حدثت في منطقة وادي التفاح غرب مدينة نابلس ، كانت الساعة الثانية من بعد ظهر يوم الأربعاء السابع من حزيران عام ١٩٦٧، بقيت دبابة واحدة يقودها الشهيد المقدم صالح عبدالله شويعر ، ومعه من عسكره الشهداء : "سليمان عطية الشخانبة"
و "صياح فياض الفقراء" و "راشد موسى نمر العظامات" ، الذين صمدوا في مواجهة القوات الصهيونية الغازية لمدينة نابلس فصدوه ولم يقدر على إجتيازهم ، لم يستسلم هو وزملاءه حتى نفذت ذخيرته ، فإستعان العدو بسلاحه الجوي ...
لم تتمكن المدرعات الغازية وبمساعدة الطيران أن تدخل المدينة إلا عند الساعة السابعة مساء وهي لحظة إستشهاد المقدم صالح شويعر وزملاءه الشهداء الثلاثة ..
ويقال أن القائد الإسرائيلي وقف على دبابتهم وأدّى التحية تقديرا لشجاعتهم .
كرّم أهالي نابلس الشهيد شويعر وزملاءه وبنوا لهم مقبرة وصرحا تذكاريا عند المدخل الغربي للمدينة تكريما لهم ولبطولتهم .
رحم الله شهداء الجيش العربي على أرض فلسطين ،
ومن باب التكريم أن نذكرهم ونفاخر ببطولاتهم ، وأن لا نخذل دمهم .