يعاني مزارعو الزيتون في محافظة جرش، من تكدس صفائح زيتهم التي ما تزال تنتج يوميا ومن صعوبة في تسويقها، رغم تخفيضهم أسعارها بنسبة لا تقل عن 25 % عن السنوات الماضية، وتوفرها في المعاصر والمنازل وحصولها على فحوصات الجودة العالية.
وأكد مزارعون ان أسعار زيت الزيتون هذا العام لم تتجاوز الـ65 دينار للصفيحة الواحدة والتي تزن 16 كليو، مشيرين الى ان هذه الأسعار لا تغطي تكاليف الإنتاج والعمل في حقول الزيتون، التي تمتد على مساحات واسعة في محافظة جرش تحديدا.
وبين المزارع نائل العضيبات، أن صفائح زيت الزيتون ما تزال متكدسة هذا الموسم في المعاصر، فضلا عن الكميات الوفيرة الموجودة لدى المزارعين من الموسم الماضي، لاسيما وأن أغلبية المزارعين فشلوا في تسويق منتوجات موسم العام الماضي، مما زاد الكميات الموجودة في مستودعاتهم.
وقال إن جائحة كورونا وما ترتب عليها من ظروف اقتصادية صعبة جدا، حرم المزارعين من تسويق منتوجاتهم، خاصة وان الحظر الشامل يوم الجمع حرم آلاف الأسر في العاصمة والمحافظات القريبة من الحضور الى جرش وشراء الزيت من معاصرها، الأمر الذي حول العديد من مزارع الزيتون إلى خرابات ومواطن للأعشاب والحشائش.
وأوضح العضيبات، أن المزارع بحاجة إلى تسويق منتوجاته لتغطية تكاليف العمل الزراعي من اجور عمال وعصر وحراثة الأراضي وتسميدها وتقليمها، عدا عن أجور النقل.
ويعتقد المزارع سلطان البرماوي، أن ضعف التسويق نتج عن ضعف الطلب على المنتج من المستهلك، الذي يمر بظروف اقتصادية صعبة في ظل ظروف جائحة كورونا، اذ ان من كان يعمل في القطاعات التجارية والقطاعات الخاصة توقف عمله، ما حول آلاف الأسر المنتجة إلى أسر معوزة، أولوياتها توفير مواد أولية للتدفئة ومستلزمات أساسية للأسر ودفع فواتير متراكمة، والتخلي عن شراء مستلزمات أقل أهمية واهمها زيت الزيتون.
وأضاف أن السبب الآخر في ضعف التسويق، هو وقف المهرجانات والمعارض والفعاليات المختلفة، التي كانت تروج لزيت الزيتون وتباع فيها كميات كبيرة، فضلا عن افتقار المحافظة والمحافظات القريبة منها إلى مشاريع استثمارية تستخدم مادة زيت الزيتون في التصنيع كمصانع صابون أو مصانع تنتج الزيت وتغلفة وتسوقه عربيا وعالميا.
وأوضح البرماوي، أنه لن يتمكن هذا العام من حراثة الارض أو تسميدها أو تقليمها، لعدم قدرته على تسويق منتجه، مشيرا الى ان حقوله ما تزال تنتج الزيت وبدون أي تسويق.
وأشار الى ان حجم الإنتاج لديه لا يقل عن 65 صفيحة من زيت الزيتون، موضحا انه تحمل تكاليف العصر لرفض المعاصر عصر الزيتون مقابل الحصول على الزيت بدل أجرتها، واشتراط دفع تكاليف العصر نقديا قبل البدء بعصر الزيتون.
بدوره أكد رئيس قسم الثروة النباتية في مديرية زراعة جرش المهندس هاني البكار، أن تسويق الزيت هذا العام ضعيف مقارنة مع الكميات المتوفرة والتي لم تقل عن 1300 طن من زيت الزيتون حتى الآن، مشيرا الى ان مئات المزارعين ما يزالون يقطفون الزيتون حتى الآن.
وتوقع أن تصل كمية الإنتاج حتى نهاية الموسم، الذي سيستمر حتى نهاية الشهر الحالي وبداية الشهر المقبل 1800 طن.
ويرى أن أسعار الزيت حاليا متدنية مقارنة مع تكاليف الإنتاج، مشيرا الى ان سعر الصفيحة حاليا يتراوح ما بين 60-70 دينارا بحده الأعلى، وهذه الاسعار لا تغطي تكاليف الإنتاج المرتفعة.
ويقول انه وعلى الرغم من ذلك ما تزال الصفائح مكدسة في المعاصر وفي مستودعات المزارعين.
وبين البكار أن كمية إنتاج الزيت العام الماضي بلغ 2400 طنا، وهذا العام لم تتجاوز 1800 طن وفقا لمبدأ المعاومة المعروف في الزراعة، وهو اختلاف الإنتاج من عام لآخر.
ويذكر أن المساحة الكلية لأشجار الزيتون في المحافظ تبلغ 130 ألف دونم، تبلغ نسبة المثمر منها 110 آلاف دونم، تتوزع بين مختلف المناطق في المحافظة.
وتبلغ المساحة المزروعة بالزيتون في الأردن حوالي 1.280 مليون دونم، تعادل 72 % من المساحة المزروعة بالأشجار المثمرة وحوالي 34 % من كامل المساحة المزروعة في المملكة.