عند لحظات الوداع الأخير يفرق الموت بين الأهل والأحباب وإن مختصر الحياه ما قاله سيدنا جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم " يامحمد عش ما شئت فأنك ميت وأحبب ما شئت فأنك مفارقه وأعمل ما شئت فأنك مجزي به وأعلم ان شرف المؤمن صلاته بالليل وعز استغناؤه عن الناس .
في هذا الوداع لقامة من رجالات الأغوار وقيادة شابه فذه مرنه كانت عنوان لكن ارادة الله فوق كل شيء ولا اعتراض على حكمه وفي شدة الحزن وألم الفراق لأبناء الأغوار وأسف بالغ في نفوس عشيرة البوات وأبناء عمومته بالمصاب الجلل بفقدان رمز ومختار عشيرتهم ابو حمزه الوفي لأهله ووطنه والذي وافه الأجل فجاءة لمحة بصر مؤمنين بقضاء الله وتسليما لقدره .ويقول تعالى " قل إن الموت الذي تفرون منه فأنه ملاقيكم " صدق الله العظيم وهذا كأس الموت الذي لا نجاة ومفر منه .وإذ يعتصر الألم والحزن الكبير في قلوبنا على فراق الأحباب وإن مصطلح الفراق صعب يفجعنا مرات ومرات عديده بمن نحب وإن الموت حق الذي يقهر الله به العباد وان القبور موعظة للأحياء .
في شواهدنا الحقه للراحل المرحوم ابو حمزه المتزن والمرن بتواضع اخلاق الكبار الكبار الصادق بمواقفه الثابتة والجريئة دائم وصله وتواصله بين الناس لا ينقطع لحظه والذي لا يمل الحديث معه مهما طال وحينما يحضر ذكره نقف دائما شاهدين على جرئته وطيب معشره الذي دائما يعزز بمواقفه لغة الخطابة والحوار أينما حضر في جلساته واذ يسند رأيه ومشورته لعشيرته ولقيادات الأغوار والناشطين ايا كانت المواقف لحظتها ومن خلال تعميق روح التواصل ونيل ثقة الجميع ويستند دائما لحديث النبي صلى الله عليه وسلم " ماخاب من استشار "
المرحوم ابو حمزه صاحب الأبتسامة الهادئه ضاهرة المعاني برحابة صدره ودماثة خلقه ولا نزكي على الله أحد ولكن ظاهر المعاملة يراها الكثير على محياه وشخصيته والتي ترك فيها اثرا طيبا وقد حمل على نفسه عاتق المسؤولية اثناء تسلمه مختارا لثقة وأمانة أهله وإخوته العزوة وعشيرته وخطى المرحوم المختار محمد عبد الدرويش والمرحوم المختار ابو أحميد ووالده المختار موسى الحمد وجده المرحوم الشيخ حمد ابو رمانه الذي كان ضوءا ساطعا في الأغوار في عمق الأرث العريق ميدان الجور
ومرجعية انذاك مع قيادات الأغوار والذي كان لي من خلال محتوى سيرة البحث عن الإرث القديم العتيق المختزل بالماضي وعن سجايا جده .هية المرحوم الشيخ حمد ابو رمانه الفارس المغوار الكريم المضياف الذي كان يمتطي صهوة جواده على السهول من غور الصافي بمسمياتها القديمة الى غور المزرعه وإلى ربعه وعشيرته في غور فيفا مكملا ذلك المشوار الى شتى المناطق .تلك الصور والشواهد التي ذكره لي الراحل المرحوم والصديق ابو حمزه الذي كان على اصالة والده وجده والذي يعطي المكان بحديثه حق من التعبير والأبجديات ويخلف في ذلك سيرة عطره لأهله وعشيرته وأحبابه .ولنعلم بأن ارض الجور هي أرض الأباء والأجداد التي كانت تسود فيها جو من التراحم والتواصل غير عن وقتنا الحالي إلا من رحم ودام الوصل مع الناس وكان اللقاء السابق عهده على حب الأرض وزرعها وحصاد خيراتها ذلك الماضي العريق تحدث عنه الكثير ممن حضر والذي يروي حكايات كثيره عن معدن وأصالة الناس الطيبين القدامى رحمهم الله .
المرحوم الشيخ ابو حمزه الموسوم بضحكاته البريئة وقد عرفه الكثيرين من أبناء الأغوار وخصوصا الشباب بأنه لايداهن ولا يهادن بالمواقف تاركا بصمات وأثر طيب بين أبناء جلدته نادرة العملة والذي في قلبه على دفىء لسانه الموزون بالحكمة وهذه الشخصية كانت ايقونة وثقة أبناء عمومته والتي جوهرها لا يزيد الملح إلا املاح في جلساته ثم ينهي بالخلاصة ولا يفتح على نفسه باب .
وهذا الرحيل اليوم الذي أدمى القلوب وأوجع الرجال الرجال بالبكاء من ابناء الأغوار وعشيرته عرفان لأبو حمزه الذي كان همه المصلحة العامة ومصلحة أبناء الأغوار جميعهم وأخذ على نفسه عاتق بأن يكون دائما في صف الغيارى منصفا للحق طاردا لقول الباطل وأن نكن دائما أقويا لا نخاف وهذه هي كانت خصلة من أقواله
وفي هذا الأسف والحزن الذي خيم على أبناء الأغوار ونكسه لعشيرته الكرام محتسبين أمرهم لله على قضاءه الله وقدره متمزقت القلوب على وجع الرحيل وفقدان القيادة الشابه ابو حمزه الصادق واليد البيضاء التي لا تشوبها شائبه .
ولا اعتراض على هذا القدر ولا نقول إلا مايرضي الله إنا لله وانا اليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .وإن للموت لسكرات
رحم الله اخينا وحبيبنا الفاضل ابو حمزه الذي أحل ضيفا عند العزيز اللطيف بالعباد سائلين الله له الرحمة والمغفرة والفردوس الأعلى من الجنة